حثت وزيرة البيئة الانتقالية الفرنسية باربرا بومبيلي، على بذل المزيد من الجهد من أجل الوصول إلى المسار الصحيح لتطلعات اتفاقية باريس للمناخ واتخاذ إجراءات أكثر صرامة للسيطرة على التغييرات المناخية الكبيرة.
جاءت كلمة وزيرة البيئة الفرنسية بعد لقائها مع فاليري ماسون ديلموت، الرئيسة المشاركة للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) التابعة للأمم المتحدة بمناسبة إصدار الجزء الأول من تقرير الهيئة السادس عن تغير المناخ العالمي ونتائجه الواضحة هذا الصيف حيث أصبح "أسرع انتشار وأكثر كثافة وعنف".
ووفقا لمنصة "يورو أكتيف" الإعلامية المتخصصة في الشئون الأوروبية، اليوم الأحد، حذرت ماسون ديلموت، في بيان صحفي صادر عن وزارتها، من حدة الظواهر الجوية العنيفة من موجات الحرارة والأمطار الغزيرة والحرائق والجفاف.
وأضافت أنه ما لم يتم تخفيض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري والغازات الدفيئة الأخرى بشكل سريع وجذري فإنه سيتم تجاوز معدل الاحترار العالمي بمقدار درجتين مئويتين خلال القرن الحادي والعشرين.
وفي السياق نفسه أشار خبير من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) التابعة للأمم المتحدة إلى خطورة انبعاثات غاز الميثان باعتبارها ثاني أكثر العوامل تسريعا لظاهرة الاحتباس الحراري بعد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، حيث "زاد بسرعة كبيرة خلال العقد الماضي بسبب قطاع الوقود الأحفوري وقطاعات أخرى مرتبطة بالأنشطة الزراعية".
وأكد أن استقرار المناخ يتطلب تخفيضات قوية وسريعة ومستدامة في انبعاثات الغازات الدفيئة، والوصول إلى صفر انبعاثات لغاز ثاني أكسيد الكربون وكذلك الحد من ملوثات الهواء الأخرى وخاصة غاز الميثان لما له من أضرار على الصحة والمناخ.
وحذر التقرير السادس للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) التابعة للأمم المتحدة من الزيادات في شدة درجات الحرارة القصوى وموجات الحرارة البحرية وهطول الأمطار الغزيرة، والجفاف الزراعي والبيئي في بعض المناطق ونسبة الأعاصير المدارية الشديدة؛ فضلا عن انخفاض الجليد البحري في القطب الشمالي والغطاء الثلجي.
وذكر التقرير أن من الظواهر التي ستشهدها المناطق الساحلية، خلال القرن الحالي، حدوث فيضانات ساحلية متكررة وشديدة في المناطق المنخفضة وتآكل للسواحل فضلا عن تغير أنماط هطول الأمطار.
كما توقع التقرير حدوث تغييرات في أنماط الأمطار الموسمية والتي ستختلف بحسب المنطقة ففي مناطق خطوط العرض العليا، من المرجح أن يزداد هطول الأمطار، بينما من المتوقع أن ينخفض في أجزاء كبيرة من المناطق شبه الاستوائية.
يذكر أن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) التابعة للأمم المتحدة، معنية بتقييم العلوم المتعلقة بتغير المناخ وتأسست من قبل برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) في عام 1988، لتزويد القادة السياسيين بتقييمات علمية دورية بشأن تغير المناخ وآثاره ومخاطره، فضلا عن طرح استراتيجيات للتكيف والتخفيف.