نشر ماركو مينيتي وزير الداخلية الإيطالي السابق مقالاً في صحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية، الإثنين، بشأن الدفاع الأوروبي المشترك بعنوان: "دفاع أوروبي.. فلنتحدث بجدية".
وأضاف مينيتي، أنه بعد الدرس الأفغاني القاسي للغاية، ظهر الملك عارياً فجأة في اقتباس من إحدى القصص، مشيراً إلى أنه في واحدة من أكثر المراحل حساسية في التاريخ الحديث للغرب، بينما كانت تجرى إحدى أكثر عمليات الإخلاء إثارة للإعجاب على الإطلاق في كابول، كانت أوروبا غائبة.
وأوضح رئيس مؤسسة (ليوناردو ميد ـ أور) لتبادل الخبرات والتكنلوجيا، أنه كانت هناك مجرد دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي منفردة، وبطريقة جديرة بالثناء، إيطاليا في المقدمة، لكن ليس أوروبا، ولم ولن تكون لديها القدرة على القيام بذلك، مبيناً أن لم تغب الدوافع لقرار حاسم أبدًا كما هي الحال الآن.
وتابع أنه من الاضطرابات الشديدة للغاية في منطقة المتوسط وفي إفريقيا إلى التهديد غير المتكافئ للإرهاب الدولي، دون إغفال المجال السيبراني والفضاء، فـلا يغيب عن ذهن أي شخص على سبيل المثال، أنه يمكن لأفغانستان أن تعود في وقت قصير جدًا أيضًا لأن تكون ملاذًا آمنًا للإرهاب الدولي.
وأشار مينيتي إلى أن المسألة تتعلق بالتمكن من ربط القدرات الاستخباراتية بموهبة التوقع، فهما وجهان لعملة واحدة تتمثل بأمن المواطنين الأوروبيين ولفت إلى أن في نوفمبر، يمكن أن يشكل اعتماد البوصلة الاستراتيجية إجابة على ما سلف ذكره.
واسترسل أن االقدرة الدفاعية الأوروبية المستقلة لا تتعارض مع العلاقات القوية والتقليدية مع الولايات المتحدة فحسب، بل على العكس من ذلك، يمكن أن تفتح مرحلة جديدة من العلاقات عبر الأطلسي التي تزداد أهمية في سياق التعاون والمنافسة التي ستصاحب المسار الجديد للعالم.
ونوه وزير الداخلية الأسبق بأن تاريخ الثلاثين عامًا الأخيرة يذكرنا بأننا على وشك اتخاذ قرارات حاسمة، وأن هناك حاجة لإرادة سياسية جماعية قوية للغاية. وعادة ما تؤدي الانتخابات الوشيكة إلى إضعاف القدرة على اتخاذ القرار، ومع ذلك، فإن عمق تصدع الشعب الأفغاني والمشاركة العاطفية القوية لِطيف كبير من الرأي العام الأوروبي قد تشير إلى نهج مختلف.
وأشار مينيتي إلى أن هذا الأمر ينطبق على ألمانيا التي ستصوت في غضون أسابيع قليلة، وكذلك على فرنسا التي ستواجه الانتخابات العام المقبل، وهما دولتان رئيسيتان وشدد على أن قضية الأمن الكبرى والدور الأوروبي يمكن أن يصبحان مفترق طرق حاسم للحملات الانتخابية في هذه البلدان.
وذكّر رئيس (ليوناردو ميد ـ أور)، أن المسار الذي بدأ في الأيام الأخيرة، يمكن استكماله مطلع العام الجديد مع الرئاسة الدورية الفرنسية الجديدة للاتحاد الأوروبي، حيث يتمتع ماكرون بقوة قيادية تتجاوز بلده، وعلاقته الخاصة مع دراغي، والأواصر التاريخية مع ألمانيا يمكن أن تشكل ظرفاً إيجابياً سواء أكان فلكياً أم سياسيا.