أكد عالم الوبائيات البلجيكي ماريوس جيلبرت ونائب رئيس جامعة بروكسل الحرة ، أن وباء كورونا كوفيد 19 سيبقى لفترة غير قصيرة جزءًا من حياة الناس وأن على الجميع تعلم كيفية التعايش معه.
جاء ذلك خلال تصريحات لإذاعة محلية ناطقة بالفرنسية، أكد فيها أن العالم يدخل في مرحلة جديدة من مراحل التعامل مع الوباء، وبشكل خاص مع وجود طيف واسع من اللقاحات المتوفرة، فـلا نستبعد حدوث موجات جديدة ولكنها ستكون أقل عنفاً من سابقاتها، حسب كلامه.
واضاف جيلبرت خلال الاجابة على سؤال حول إمكانية فرض التلقيح الالزامي أو الشهادات الصحية الخضراء في كل مكان في البلاد، عبر عالم والوبائيات عن تشككه بنجاعة مثل هذه الإجراءات، مشيراً إلى أنها لن تؤدي الغرض المطلوب.
وانتقد جيلبرت السلطات الفيدرالية البلجيكية التي فضلت اتخاذ إجراءات قصيرة المدى وركزت على عمليات اتخاذ القرار وليس على التوعية وشرح كيفية تنفيذ القرارات.
كما عبر عن اسفه لعدم تمكن الخبراء والعلماء والمتخصصين بالشأن الصحي من اجراء نقاشات علمية هادئة وممنهجة، موضحاً أن انتقال النقاش وربما الصدام بين المجتمع العلمي والعالم السياسي إلى وسائل الاعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، أدى إلى تشتت وتشكك المواطنين وفقدانهم للثقة بالطرفين معاً.
وفي سياق متصل أعلن مسؤول صحي إيطالي عن قيام حملة للأطباء والصيادلة لإقناع 3.7 مليون شخصاً ممن تفوق أعمارهم الـ50 عاماً بأخذ اللقاح المضاد لوباء كوفيد 19.
وفي مقابلة مع صحيفة كورييري ديلّا سيرا الإيطالية الإثنين، قال وكيل وزارة الصحة، بييرباولو سيليري: اقرأ فقط توقعات منظمة الصحة العالمية، بأن من الآن وحتى كانون الأول/ديسمبر المقبل، يمكن أن يتسبب كوفيد 19 بوفاة 236 ألفًا آخرين في أوروبا، أي 30 ألفًا آخر من مواطنينا.
وتابع أتعرفون سبب ما سلف ذكره؟ هناك 3.7 مليون إيطالي من فوق سن الخمسين لا يزالون دون تطعيم، لم يتلقوا حتى الجرعة الأولى، مبيناً أن بهذه الأرقام، إن لم يتوقف الفيروس، فبعد الموجة الرابعة يمكننا أيضًا الوصول إلى إعطاء جرعة خامسة من اللقاح.
ورأى سيليري أنه يجب أن تظل إلزامية التطعيم هي الملاذ الأخير، لكن في هذه الأثناء يجب إقناع كل ملايين الأشخاص هؤلاء بالتطعيم، كما ستكون هناك حاجة إلى جهد هائل لأن أشخاص أغبياء وحمقى تسببوا بأضرار جسيمة، ونشروا الأكاذيب، حول اللقاحات.
وذكر وكيل الوزارة أنه، سنحتاج إلى حملة خريفية وجهاً لوجه مع أطباء الأسرة والصيادلة، فهم فقط من بإمكانه إقناع المتشككين كونهم على اتصال مباشر مع المواطن، مضيفاً أنه للأسف أن هناك أطباء عديدين غير متعاونين ممن يغرسون الشكوك، والذين “يجب التخلص منهم بسرعة، ويجب على السياسيين من جميع الأحزاب أن يظهروا على التلفاز ويقولوا إن اللقاح ينقذ الأرواح.
وأعرب سيليري عن الأمل بألا يصبح إلزام التطعيم مع تقدم الحملة ضروريًا، في هذه الأثناء يجب تمديد العمل ببطاقة المرور الخضراء في القطاعين العام والخاص، هناك حيث لا توجد مشاكل في فرضها، مبيناً أن “التحقق منها لجميع الذين يستخدمون الحافلات، على سبيل المثال، يبدو أمراً معقدًا.
وأوضح المسؤول الصحي أن بطاقة المرور الخضراء طريقة فحص فعالة للغاية، لأنها تراقب أيضًا صحة أولئك الذين لم يتلقوا التطعيم، لكنهم لا يزال يتعين عليهم الخضوع لتحليل الكشف عن العدوى للحصول عليها.
واختتم سيليري أن أسعار مسحات الحلق ـ الأنف ليست خاضعة للرقابة أصلاً، لكنني سأخصص عدداً كبيراً من الاختبارات مج اناً للعوائل أضمن ذلك.