أكد المشاركون في الدورة الثامنة من برنامج التدريب على القيادة من أجل السلام والأمن، الذي تنفذه منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، ضرورة تعزيز مشاركة النساء في بناء السلام والأمن الاجتماعي والعالمي وجعلهن في مركز هذه العملية، لأن الأفكار التي تقدمها ستسهم في بناء سلام أكثر استدامة، وإشراك الشباب وتمكينهم لبناء السلام وإعطائهم فرصة تشكيل مستقبلهم.
جاء ذلك في افتتاح أعمال الدورة الثامنة، التي انعقدت اليوم /الثلاثاء/ عبر تقنية الاتصال المرئي، تحت عنوان "فتح صندوق الأدوات التي يستعملها بناة السلام"، بشراكة مع مكتب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) للمنطقة المغاربية، ومؤتمر وزراء التربية والتعليم للدول الفرنكوفونية "كونفيمين"، ومؤتمر وزراء الشباب والرياضة للدول الفرنكوفونية "كونفيجيس"؛ الذي يهدف إلى تدريب وتأهيل الشباب على القيادة، باعتبارهم أساس التغيير من أجل السلام وبناء المجتمعات التي نريد، وبمشاركة مجموعة من المسؤولين والمدربين والخبراء وعدد كبير من الشباب.
وفي كلمتها، أشادت عزيزة لغزال، عضو فوج 2021 لبرنامج التدريب على القيادة من أجل السلام والأمن، من المملكة المغربية، بالبرنامج الذي يتيح الفرصة للاطلاع على أدوات بناء سلام مستدام في العالم يمنع الحروب وتشريد العائلات.
من جهته، أعرب دانيال حياة، عضو فوج 2021 من جمهورية باكستان، عن اعتزازه بالمشاركة في أول أفواج البرنامج، مؤكدا أهمية مساهمة الشباب في تشكيل مستقبل يسوده السلام والأمن.
وفي كلمتها، أبرزت ممثلة مؤتمر وزراء الشباب والرياضة للدول الفرنكوفونية "كونفيجيس"، أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الرياضة بصفتها أداة لإرساء سلام شامل، وتحقيق الانسجام المجتمعي.
فيما أكدت ريجين جيفارا، مؤسسة شبكة السلام الآسيوية للشباب، ضرورة إشراك الشباب وتمكينهم من اكتساب المهارات اللازمة لبناء السلام، وإعطائهم فرصة تشكيل مستقبلهم.
وأعربت راماتا ألمامي مباي، مديرة قطاع العلوم الاجتماعية والإنسانية في الإيسيسكو، عن فخرها بالمشاركين في البرنامج، الذي يقدم نظرة واسعة عن الإشكاليات المتعلقة بالسلام والأمن، ويتيح الفرصة للشباب لإعادة النظر في الآليات التقليدية لبناء السلام والأمن.
وقدمت برانكا بانيك، مؤسسة منظمة "الذكاء الاصطناعي من أجل السلام"، عرضا حول استعمالات الذكاء الاصطناعي في بناء السلام، مشيرة إلى أن تراجع مؤشرات السلام خلال السنوات الماضية يدفعنا إلى إيجاد سبل جديدة للمساهمة في إحلال الأمن عبر التقريب بين الخبراء وصناع القرار
السياسي.
من جانبها، دعت الدكتورة نديورو ندياي، وزيرة التنمية الاجتماعية السابقة في جمهورية السنغال، إلى تعزيز مشاركة النساء في عملية بناء السلام والأمن وجعلهن في مركز هذه العملية، ذلك أن الأفكار والمقترحات التي تقدمها المرأة ستساهم في بناء سلام أكثر استدامة.
وخلال الجلسة الثانية، قدمت رقيتو همباطي، عن مؤسسة "أمادو همباطي با"، عرضا حول موضوع إعادة تصور الآليات التقليدية لبناء السلام، استعرضت فيه أبرز هذه الآليات وسبل تكييفها مع الواقع وتمكينها من مواكبة الحداثة.
وقدم الدكتور سومافا ميترا، أستاذ مساعد بجامعة دبلن، عرضا حول دور التواصل والإعلام وأهميتهما في تحقيق السلام، داعيا إلى تركيز المحتوى الإعلامي حول مساعي السلام بهدف تسخير وسائل الإعلام في سبيل بناء السلام والأمن.
كما قدم الدكتور أحمد سعيد أباه، مستشار المدير العام للإيسيسكو للشراكات والتعاون الدولي، عرضا حول "التعاون الدولي بصفته أداة لتحقيق السلام"، أوضح فيه أن تبادل التجارب بين الدول آلية ناجعة تمكن من السير قدما في بناء السلام والأمن بشكل مستدام.