يعد شارع "تحت الربع" بمنطقة الدرب الأحمر في وسط القاهرة التاريخية من أهم شوارع مصر، وسمي هذا الشارع العتيق بهذا الاسم في عهد القائد الفاطمي "جوهر الصقلي"، وتم تغييره إلى أكثر من مرة بأكثر من اسم، أطلق عليه في العصر الفاطمي باسم "حارة السودان" وفي العصر المملوكي سمي بـ "تحت الربع" ومع مرور الوقت أطلقوا عليه "باب الخلق" وعاد مرة أخرى مؤخرًا باسم "تحت الربع" والشارع يتمتع بسمات تاريخية قديمة ويوجد به العديد من المباني العتيقة والتي مازلت صامدة برونقها وأثرها برغم مرور الزمن.

اشتهر "تحت الربع" بأنه من أهم المناطق التجارية في القاهرة، وتميز بتجارة فوانيس رمضان، وبرغم ما لحق الشارع من عمليات تطوير كثيرة وتحديثات كبيرة، على أنه مازال محتفظًا بمعالمه وملامحه التارخية الفريدة، وما يتمتع به من فنون في العمارة والتي كانت تعبر عن مرحلة مهمة من تاريخ مصر، وكان يسكنه في عهد جوهر الصقلي عساكر البربر والسودان خارج أبواب القاهرة خاصةً باب زويلة.

يقع شارع تحت الربع بالمنطقة التي تقع خارج باب زويلة، ويمتد حتى باب الخلق، وقد ذكر المقريزي أن هذا الشارع عرف بهذا الاسم في العصر المملوكي، وقام الظاهر بيبرس بتطوير هذا الربع وتقسيم مساحته، وأنشأ ربعًا آخر لم يبق منه شيء الآن، نتيجة لنشوب حريق فيه عام 1221م، وكان يشمل في السابق على 120 مسكنًا.

ونجد في هذا الشارع أنه في قلب المدينة الصناعية والتجارية، حيث يحيط بشارع "الربع" شوارع صناعية وتجارية عديدة لها دور هام في حركة التجارة والصناعة المصرية، بما يتمتع به من صناعات تراثية وتقليدية ومنها العصرية أيضًا.

ويوجد في الشارع العديد من الورش الصغيرة التي تستعد من كل عام لتصنيع فوانيس رمضان استعدادًا للشهر الكريم.