السبت 18 مايو 2024

من هم الثلاثة الذين لا يرد الله دعواتهم؟

عوامل استجابة الدعاء

دين ودنيا8-9-2021 | 15:37

زينب محمد

لقد اتضح في حديث لرسول الله أن هناك ثلاثة أصناف من البشر لا يرد الله دعواتهم، فعن أبي هريرة قال  رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:« ثلاثة لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ الإِمَامُ الْعَادِلُ وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا فَوْقَ الْغَمَامِ وَتُفَتَّحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ وَعِزَّتِي لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ». رواه الترمذي. 

والمقصود بلا ترد دعواتهم هي سرعة استجابة الله -تعالى- للدعاء؛ وقد يكون السبب في ذلك هو صلاحهم، فالصائم يتفرغ لطاعة الله ويبتعد عن شهواته فيكافأه الله باستجابة دعاءه ، أما بالنسبة للمظلوم  فأنه يعاني من حزن شديد وأسى ممن ظلمه، فيدعو  الله دعاء مضطر فيستجيب الله -تعالى-، وقد وردت بعض الأحاديث الصحيحة التي تخصّ كل صنفٍ منهم، وبيانُ هذه الأصناف فيما يأتي.

 الصائم :
أن صوم المؤمن لصله قويه بين العبد وربه فدعاء الصائم مقبول، ،حيث قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- :«إنَّ للصَّائمِ عندَ فِطرِهِ لدعوةً ما تردُّ»، وذكر الإمام النووي أن لفظ الحديث ذكر دعوة الصائم حتى يفطر، وبذلك تكون إجابة الدعاء منذ صيام المؤمن حتى وقت الإفطار، كما قال الله –عز وجل- :«وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ»، فما دل الحديث أو الآية إلا على بشارة للصائم بقبول دعوته ولكن يشترط على الصائم أن يصون جوارحه ويبعدها عن المعاصي ويبعد عن شهوات الدنيا؛ فيستجاب الله دعاؤه لإخلاصه في طاعه الله وإحسانه.

الإمام العادل:
وضح الحسن إلى عمر بن عبد العزيز صفات الإمام العادل، وهي: أن يقوم كل مائل، يقصده كل مظلوم، يصلح الفساد، يقوي الضعيف، ينصف المظلوم، يساعد الفقراء والمحتاجين، يعامل رعيته بكل عدل معاملة يحكمها الدين، حيث قال  الإمام الغزالي: إنّ الإمارة والخلافة من أفضل العبادات إذا كانت مقرونة بالعدل والإخلاص، فيستجيب الله دعاؤه ويكرمه. 

المظلوم:
 
لقد ورد في أحاديث كثيره أن الله -تعالى- يرفع دعوة المظلوم ولا يردها، وليس بينها وبين الله -تعالى- مانع، حتى وإن كان المظلوم فاجراً؛ والسبب في أن فجور الإنسان سيحاسبه الله عليه ، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ، فإنَّهَا ليسَ بيْنَهَا وبيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ»، وكما قال أبو الدّرداء: «إنّها تُرفع إلى السماء وتُفتح لها أبوابه» وقد ولى الله –تعالى- اهتمامًا كبيرًا لدعوة المظلوم؛ انتقامًا من الظالم وإنزال العذاب عليه؛ ولذلك أمرنا الله بالابتعاد عن الظلم  وفيه حث للمسلم بأن يبتعد عن الظُّلم، وأن يعامل الناس بعدل. 


من أهم عوامل استجابة الدعاء: 

-الإخلاص في الدعاء، حيث قال الله -تعالى-: «هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ».
-استحضار القلب أثناء مناداة الله، والعزم في الدعاء حيث قال رسول –صلى الله عليه وسلم- :«إذا دَعا أحَدُكُمْ فَلْيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ، ولا يَقُولَنَّ: اللَّهُمَّ إنْ شِئْتَ فأعْطِنِي، فإنَّه لا مُسْتَكْرِهَ له« .
-اليقين وحسن الظن بالله -تعالى-، والمسارعة على عمل الخير، والخشوع والتضرع عند الدعاء، حيث لِقولهِ -تعالى-: «فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ».
- التقرب إلى الله بالنوافل والدعاء في كل وقت، فقال الله –تعالى-: «وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ«.

الاكثر قراءة