كشف تقرير صادر عن شبكة (سي إي إي بنك ووتش) ومركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف عن أن محطات الطاقة التي تعمل بالفحم في غرب البلقان تطلق انبعاثات سامة تلوث الهواء في المنطقة لدرجة أنها تسببت في وفاة حوالي 19 ألف شخص على مدار السنوات الثلاث الماضية.
وذكرت شبكة أنباء البلطيق الإخبارية أن تقرير الهيئتين المعنيتين بالحفاظ على البيئة، وجد أن ما يقرب من 12 ألف من الذين لقوا حتفهم، ومن بينهم 3700 في غرب البلقان و7000 في دول الاتحاد الأوروبي، توفوا نتيجة لانتهاك محطات توليد الطاقة بالفحم في غرب البلقان لحدود التلوث بين الفترة بين عامي 2018 و2020.
وأضاف التقرير، الذي يحمل عنوان "كيف تنتهك محطات الفحم بمنطقة غرب البلقان قوانين تلوث الهواء وتسبب الوفيات، وما يجب على الحكومات فعله حيال ذلك"، أن الدولة الأكثر تضررًا هي إيطاليا، عبر البحر الأدرياتيكي من المنطقة، حيث شهدت وحدها 605 حالات وفاة بسبب تجاوز الحد الأقصى للانبعاثات، تلتها صربيا (600 حالة وفاة) ثم المجر (390 حالة وفاة) ورومانيا (360 حالة وفاة) والبوسنة والهرسك (280 حالة وفاة).
ومن الناحية المالية، يقدر مؤلفو التقرير أن انتهاك حدود الانبعاثات لمحطات توليد الطاقة بالفحم في غرب البلقان تسببت في تكاليف صحية تراوحت تكلفتها بين 6.0 مليار يورو و12.1 مليار يورو خلال الثلاث سنوات الأخيرة، ويتحمل الاتحاد الأوروبي ما يقرب من ثلاثة أرباعها، و21 في المئة في غرب البلقان، وتشمل تلك التكاليف المصاريف الشخصية للعلاج الطبي وزيادة ميزانيات الرعاية الصحية الوطنية وانخفاض الإنتاجية.
ووفقًا للتقرير، فإن عدد سنوات العمر المفقودة المرتبطة بكل حالة وفاة مرتبطة بتلوث الهواء في غرب البلقان تبلغ حوالي 20 عامًا، وذلك حسب التوقعات الخاصة بعدد الوفيات التي كان يمكن تجنبها عن طريق الحد من تلوث الهواء من محطات توليد الطاقة بالفحم في غرب البلقان، حيث أظهرت دراسات سابقة زيادة خطر الوفاة من الأمراض المزمنة بين الأشخاص الذين يعيشون في مناطق ذات متوسط تركيزات أعلى من تلوث الهواء.
ويوجد في غرب البلقان 18 محطة فقط لتوليد الطاقة بالفحم، إلا أنها تنتج ضعفين ونصف من ثاني أكسيد الكبريت مثل جميع محطات توليد الطاقة بالفحم الموجودة في دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة والبالغ عددها 221 محطة، وذلك حسب تقديرات عام 2020.
يشار إلى أن شبكة (سي إي إي بنك ووتش)، التي تتخذ من العاصمة التشيكية براغ مقرًا لها، هي أكبر شبكة رائدة تضم المجموعات الشعبية والبيئية في بلدان وسط وشرق أوروبا وتعمل على منع الاستثمارات العامة المشبوهة التي تضر بالكوكب ورفاهية الناس في هذه المنطقة وخارجها.
أما مركز أبحاث الطاقة والهواء والنظيف، فهو عبارة عن منظمة بحثية مستقلة لها العديد من الأفرع في عدل دول بالعالم، وتهدف إلى كشف الاتجاهات والأسباب والآثار الصحية والحلول لتلوث الهواء.