شاركت مصر، ممثلة في وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، في اجتماع مركز الطوارئ للأمراض الحيوانية العابرة للحدود (إكتاد) التابع لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، والذي يضم الفريق الاستشاري المعني بمنهج الصحة الواحدة (OH_TAG)؛ لمناقشة أساليب مكافحة الأمراض الحيوانية المشتركة، بهدف تحقيق النتائج الصحية المثلى لكل من الانسان والحيوان، إلى جانب مناقشة التحديات الرئيسية التي تعيق الجهود المبذولة لمواجهه الأمراض الحيوانية المنشأ ومقاومة مضادات الميكروبات في مصر.
وذكرت وزارة الزراعة - في بيان اليوم /الخميس/ - أنه جرى خلال الاجتماع تبادل المعلومات ومناقشة الوضع الحالي لجائحة كورونا المستجد "كوفيد 19" على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية، بالإضافة إلى استعراض الوضع الحالي للأمراض الحيوانية المنشأ مثل أنفلونزا الطيور، كما تمت مناقشة التحديث العالمي بشأن وضع فيروس H5N8 وأنشطة رصد وتقصي إنفلونزا الطيور في البشر والدواجن والطيور البرية، وتبادل المعلومات حول الإجراءات الجارية للوقاية من هذه الأمراض ومكافحتها.
وشارك في الاجتماع أكثر من 40 خبيراً ومتخصصاً، يمثلون وزارة الزراعة ممثلة في الهيئة العامة للخدمات البيطرية، ومعهد بحوث صحة الحيوان، والمعمل المرجعي للرقابة البيطرية علي جودة الانتاج الداجني، ووزارة الصحة والسكان ممثلة في قطاع الطب الوقائي، والمعامل المركزية للصحة العامة ، ووزارة البيئة، ، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة الفاو، إلى جانب أساتذة متخصصين من كلية الطب البيطري بجامعة القاهرة.
ويعتمد نهج الصحة الواحدة على التعاون والتواصل والتنسيق عبر جميع القطاعات والتخصصات ذات الصلة لمعالجة المشاكل الصحية المشتركة، وقال نصر الدين حاج الأمين، ممثل الفاو في مصر: "إن تعزيز التعاون بين مسؤولي نهج الصحة الواحدة الممثلين للجهات الصحية المتنوعة في مصر يعد من الأهداف الرئيسة لهذا الاجتماع بهدف التصدي للأمراض الحيوانية المنشأ التي تعد من المسببات الكبيرة للأمراض البشرية، إلى جانب وضع تصورات أساسية لمقاومة مضادات الميكروبات".
وأضاف أن الفاو تعمل أيضاً مع شركاؤها على رسم خريطة المخاطر لمرض السعار في مصر بالإضافة إلى اتباع الأساليب العالمية الجديدة في تقييم المخاطر المشتركة للأمراض الحيوانية المنشأ، وهو ما يصب بشكل رئيسي في تحقيق الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة وهو الصحة الجيدة والرفاه.
وقالت نعيمة القصير، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، "إن جائحة كوفيد 19 أظهرت لنا حجم الثغرات في الأنظمة الصحية كما أظهرت الترابط الكبير بين صحة الإنسان والحيوان والنبات والبيئة والهواء وهو ما يحتم ضرورة التعاون والتنسيق والتغلب على المعوقات والحواجز وتحويلها إلى محفزات من خلال نهج الصحة الواحدة من أجل ضمان تحقيق الصحة والتنمية والرخاء".
وأوضح عبدالحكيم علي، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، أن التعاون متعدد التخصصات في إطار نهج الصحة الواحدة يعد ضروريًا في هذه المرحلة من أجل الاستعداد الفعال للكشف والتقييم والتدخل لمعالجة الأمراض الحيوانية المنشأ والتهديدات الصحية الأخرى بما في ذلك مقاومة مضادات الميكروبات وسلامة الأغذية..
من جانبه، قال محمد عبد الفتاح، رئيس الإدارة المركزية للطب الوقائي، بوزارة الصحة، إن مصر قطعت شوطاً كبيراً ولديها تجربة ثرية في مكافحة الأمراض الوبائية والتي كان من بينها مرض أنفلونزا الطيور، وهناك أعمال مشتركة مع وزارتي الزراعة والبيئة لتفعيل توصيات اللجنة العليا المركزية وخاصة المتعلق منها بأنظمة الرصد التي تضمن الإنذار المبكر لكل ما يهدد الصحة العامة، خاصة أن جائحة كوفيد 19 ضرورة التحرك كوحدة واحدة في كل ما يتعلق بالصحة العامة.
وخلال الاجتماع جرت مناقشة نتائج وتوصيات التقييم المشترك للمخاطر (JRA) لأنفلونزا الطيور والبروسيلا، وكذلك الهيكل الحالي لمركز عمليات الطوارئ، وخطط إنشاء مجموعة عمل لداء الكلب ومقاومة مضادات الميكروبات، إلى جانب مناقشة واعتماد أنشطة وخطط الفاو لتعزيز التعاون متعدد القطاعات.
ويُشار إلى أنه تم تكوين الفريق الاستشاري لمنهج الصحة الواحدة بهدف تسهيل التعاون بين القطاعات والوزارات ذات الصلة وإيجاد منصة لتبادل المعلومات حول الأحداث الحالية والجديدة للأمراض الحيوانية المنشأ، ومقاومة مضادات الميكروبات، والتقييم السريع للمخاطر والخروج بتوصيات لتحسين عمليات التحكم والسيطرة.
كما يشار إلى أن برامج وأنشطة الإكتاد في مصر ممولة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.