كتبت: إيمان العمري
شعرت سلمى بحزن شديد فها هو شهر رمضان على الأبواب ولم يحضر لها جدها الفانوس الذى يشتريه لها كل عام، أتراه يظن أنها بعد أن التحقت بالجامعة قد كبرت وأصبحت لا تهتم بالهدية التقليدية للشهر الكريم.
طلب منها الجد كوب ماء ليتناول الدواء، وعندما أحضرته فوجئت به ممسكاً الفانوس يغني لها"وحوي يا وحوي"،أطلقت سلمى صيحة فرح واحتضنت جدها وأخبرته عما اعتراه من حزن عند تأخر فى إحضار الفانوس.
ابتسم الجد قائلا: يا سمر ارتبط شهر رمضان عند الجميع بعادات وطقوس معينة، وإذا لم تحدث فلن يأتي ذلك الشهر.
جلست سلمى بجوار جدها على الأريكة وبصوت هادئ رخيم أخذها معه بعيداً في رحلة عبر الزمان.
قال الجد: كان العصر الفاطمي هو أكثر العصور التي بالغت في الاحتفالات وربطت كل مناسبة بطقوس معينة، ومنها شهر رمضان الذى اعتبروه أهم تلك المناسبات، فكان يتم الإعلان عن قرب قدومه بموكب الخليفةالذي كان يخرج بكامل هيئته ومن حوله رجال الدولة في ملابس ملونة ومزركشة يحيط بهم الجنود حاملين أسلحتهم المطعمة بالذهب والفضة، والأعلام ترفرف من حوله، ويتجه الموكب إلى بين القصرين ويستمر حتى يخرج من باب الفتوح ثم يدخل من باب النصر ليعود إلى قصر الخليفة، وأثناءسير الموكب ينثر الخليفة عطاياه على الناس.
وقتها يعرف الناس قرب قدوم رمضان فتنتشر الأسواق في طول البلاد وعرضها يقدمون السلع الرمضانية التي مازلنا نشتريها حتى الآن من كافة أنواع الياميش والكنافة والقطائف .
ابتسمت سلمى قائلة: هناك الكثيرون حتى الآن يرتبط قدوم رمضان لديهم بالمظاهر الاحتفالية التى تختلف من مجتمع لآخر.
أكد الجد كلامها وذكر أن ملك أحمد- طالبة- لاتعترف بقدوم رمضان دون شراء الفانوس، كما أنها تحرص على تزيين بيتها، ويكتمل قدوم الشهر الكريم لديها بلمة العيلة حول مائدة الإفطار التي تتسع لكل الأحباب.
أما مرام صفوت، مدرسة فرغم ارتباط رمضان عندها بالجانب الروحاني من صلاة وعبادة لكنها تحرص في الوقت ذاته على العديد من الأشياء المادية التي تعتبر من طقوس رمضان مثل الياميش وقمر الدين والكنافة والقطائف،لكن للأسف أسعار كل هذه الأشياء ارتفعت جداً ما سيكون له تأثيره السلبي على عاداتها فى هذا الشهر.
بينما أعدت هالة الصفتي، صيدلانية خطة للتعامل مع ارتفاع الأسعار حتى تتمكن من ممارسة كل مظاهر الاحتفال التي تجعلها تشعر بقدوم رمضان، فهى تحتفظ بالزينة الخاصة برمضان منذ سنتين، أما عن العزوماتفيكفي أن تكون مرة واحدة، هذا عن خطة التوفير الذكية التي تضعها لتستمتع بكل ما يربطها بالشهر الكريم من أشياء لابد من شرائها كالياميش والحلوى المعتادة من قطائف وكنافة والتي تحرص على إعدادها في المنزل وغيرها من الأشياء التي تبعث على البهجة وتشعر الكبار والصغار أن رمضان قد أتى.
زبادي وعصير
ويرى الممثل الشاب عبد العزيز حسين يرى أن هناك تغيرات كثيرة حدثت في الفترة الأخيرة واختلفت مظاهر الاحتفال عما كانت عليه من قبل، ولم يعد هناك ما يربطنا بالشهر سوى تناول الزبادي في السحور وشرب العصائر الكثيرة.
ويتفق معه فى الرأى كريم عبد العزيز، محام مؤكدا أن رمضان اختلف كثيرا عما كان عليه من قبل، فمن عدة سنوات كان قدوم رمضان مرتبطاً بالإعلان عن المسلسلات وانتشار شوادر الفوانيس في كل مكان وتجهيز إفطار أول يوم حيث لمة العيلة، لكن أشياء كثيرة تغيرت وفقدت أهميتها ودلالتها مثل المسلسلات التي كثر عددها بشكل مستفز كما تحولت البرامج الكوميدية إلى برامج سخيفة، لذا لم يعد الإعلان عنها يشعرنا ببهجة رمضان والفرحة بقدومه.