العمل حق لكل إنسان رجلا كان أو امرأة، بل هو واجب لأنه وسيلة العيش وبقاء الحياء، وتحقيق الخلافة فى الأرض، ومجالاته كثيرة، في الحقل والمصنع والمتجر والبيت، في البر والبحر والجو.
حكم عمل النساء مع الرجال في مكان واحد
ذكر الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن مجرد وجود النساء مع الرجال في مكان واحد ليس حراما في ذاته، وأن الحرمة إنما هي في الهيئة الاجتماعية إذا كانت مخالفة للشرع الشريف، كأن يظهر النساء ما لا يحل لهن إظهاره شرعا، أو يكون الاجتماع على منكر أو لمنكر، أو يكون فيه خلوة محرمة.
وقال، أهل العلم على أن الاختلاط المحرم في ذاته إنما هو التلاصق والتلامس لا مجرد اجتماع الرجال مع النساء في مكان واحد.
وقد دلت السنة النبوية الشريفة علي ذلك في الصحيحين، أن عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال:(لما عرس أبو أسيد الساعدي رضي الله عنه دعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فما صنع لهم طعاما ولا قربة إليهم إلا امرأته أم أسيد)
وأوضحت الإفتاء، عن ابن بطال في شرحه عن البخاري(أن الحجاب، أي انفصال النساء عن الرجال في المكان والتعامل المباشر، ليس بفرض على نساء المؤمنين، وإنما هو خاص لأزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد ذكره الله تعالي في كتابه بقوله: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ) الأحزاب 53
وأكدت دار الإفتاء، عن الأعمال التي تقتضي طبيعة وجود الرجل مع المرأة في مكان واحد فأنه لا مانع منها إذا انتفت الخلوة، فمجرد وجود الرجال مع النساء في مكان واحد ليس حراما في نفسه، بل المحرم هو أن ينفرد الرجل مع المرأة في مكان بحيث لا يمكن الدخول عليهما.
وبناءا علي ذلك، فلا مانع من الاستمرارية في العمل، ويعتبر المال العائد منه حلال.