الثلاثاء 21 مايو 2024

«عتق من النار ودواء للمرضى».. تعرف على فضل صدقة التطوع

فضل صدقة التطوع

دين ودنيا9-9-2021 | 15:00

زينب محمد

يسعى المؤمن دائما لمرضاة الله؛ فيسلك أي طريق يقربه من طاعة الله طالبًا لمغفرة الله ورحمته، وقد شرع لنا الله الكثير من العبادات والأعمال الصالحة التي تكون سببًا في تقربنا إلى الله، ومنها صدقة التطوع وتعني ما يخرجه المؤمن من مال وغيره للفقراء والمساكين؛ قربة لله -عزوجل- ومغفرة للذنوب ونيل للثواب.

فضائل صدقة التطوع

 فضائل الصدقة لا تقتصر على الفقير فقط بل تشمل المتصدق والمجتمع، ومن أهم فضائل الصدقة كالآتي:

- صدقة التطوع تكتمل بها زكاة الفريضة وتكتمل بها أعمال المؤمن أن كان فيها نقصان يوم القيامة؛ فعن حديث تميم الداري قال: «أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته، فإن كان أتمَّها كتبت له تامة، وإن لم يكن أتمها قال الله لملائكته: انظروا هل تجدون لعبدي من تطوِّعٍ فتكملون بها فريضته، ثم الزكاة كذلك، ثم تؤخذ الأعمال على حسب ذلك».

 - صدقة التطوع تكون مغفرة لذنوب المؤمن وتكفر خطاياه، فعن حديث معاذ مرفوعاً إلى النبي، قال: «والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار»، أما في حديث حذيفة قال:« فتنة الرجل: في أهله، وولده، وجاره، تكفرها الصلاة، والصوم، والصدقة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».
 
-صدقة التطوع سببًا من أسباب الفوز بالجنة والعتق من النار، فعن حديث عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: «جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها، فأطعمتها ثلاث تمرات، فأعطت كل واحدة منهما تمرة، ورفعت إلى فيها تمرة؛ لتأكلها، فاستطعمتها ابنتاها، فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما، فأعجبني شأنها، فذكرت الذي صنعت لرسول الله فقال: «إن الله قد أوجب لها بها الجنة، أو أعتقها بها من النار».
 
-  من أسباب النجاة من حرِ يوم القيامة، فعن حديث عقبة بن عامر ، عن النبي قال: «كُلُّ امْرِئٍ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُفْصَلَ بَيْنَ النَّاسِ - أَوْ قَالَ: يُحْكَمَ بَيْنَ النَّاسِ ».
  
-الصدقة تهذب نفس المؤمن وتجعل من صفاته الجود والكرم، واللطف بالفقراء والسائل، ومساعدة المحتاج.

- الصدقة تحفظ النفس عن البخل والشح، حيث قال الله تعالى: «وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ».

-الصدقة سبب من أسباب سعة الرزق، قال الله -عزوجل-: «وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ». 

-  الصدقة  سبب من أسباب قضاء الحاجات، وتفريج الكربات، والستر في الدنيا ويوم القيامة؛ لما فيها من قضاء حاجات المحتاجين، وتفريج كربات المكروبين، والستر على المعسرين؛ لأن الجزاء من جنس العمل؛ فعن حديث أبي هريرة ، قال: قال رسول الله: «من نفَّس عن مؤمن كُربَة من كُرب الدنيا نفَّس الله عنه كُربةً من كُربِ يوم القيامة، ومن يسَّر على معسرٍ يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه» ، وعن حديث -ابن عمر رضي الله عنهما- قال: «ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلم كربة فرَّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة».
 
- الصدقة من أسباب رحمة الله -تعالى بالعبد ، فعن حديث جرير بن عبد الله، قال: قال رسول الله ﷺ: «من لا يرحم الناس لا يرحمه الله ».متفق عليه

الصدقة صورة من صور الإحسان، والله يحب المحسنين؛ فقد قال الله-تعالى-«وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ»، وقال: «إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ»، وكما قال -سبحانه-: «إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ».

- الصدقة دواء للأمراض، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-«داوو مرضاكم بالصدقة».

آداب صدقة التطوع

هناك عدة شروط وآداب يجب على المؤمن أن يراعيها عندما يتصدق؛ حتى يتقبلها الله ويرزقه ثوابها، وهي كالآتي:

-إخلاص النية لله عند إخراج الزكاة، فإن أي عمل صادق يخلو من الإخلاص لن يُقبل عند الله -سبحانه وتعالى-، ومنها الصدقة يجب أن نخلص النية بها ونبتعد عن الرياء، حيث قال الله تعالى: «وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ»، وهناك حديث للفاروق يؤكد على ذلك، فعن عمر بن الخطاب -رضي الله عن-، قال: قال -صلى الله عليه وسلم-: «ِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ».

- لا تقترن الصدقة بالمن والأذى؛ لأن ذلك يبطل الصدقة ويضيع أجرها، فقد قال الله-تعالى-: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى».

-أن تكون الصدقة في السر حتى يضمن ألا يدخل الرياء إلى عمله إذا رآه الناس وتناقلوا خبر صدقته.

-أن يعطي المتصدق الصدقة بوجه بشوش لمستحقيها من الفقراء والمساكين، فتقع موقعاً حسناً في نفس صاحبها وآخذها، ويتضاعف الأجر له في الدنيا والآخرة.