يمتلئ الكون بتصميمه المذهل بكثير من الغرائب، وما زال العلماء يعملون على كشف الكثير من الخفيّ في مجرتنا والمجرات المجاورة بحثًا عن فهم أفضل للكون من حولنا.

ومؤخرًا أورد موقع "ساينس أليرت" المختص بالعلوم أن العلماء تعرفوا على تفاصيل أكثر عن كويكب كليوباترا (Kleopatra)، الذي يتدلى بشكل طبيعي في حزام الكويكبات بين المريخ والمشتري ويتألف من فصين، متصلين بواسطة رقبة طويلة - وهو الشكل الذي أكسبه لقب «كويكب عظم الكلب».

ويحتوي الكويكب الفضائي ذي المظهر غير العادي على قمرين صغيرين - AlexHelios وCleoSelene، سُميا على اسم أبناء حاكمة مصر القديمة الشهير، كليوباترا.

وتمكن العلماء من تحديد أن كليوباترا يبلغ طولها حوالي 270 كيلومترًا (168 ميلًا)، مع أحد فصوص الدمبل أكبر من الآخر، وأن الاثنين مرتبطان برقبة سميكة نسبيًا. وسمحت الأبعاد الموصوفة حديثًا للباحثين بحساب حجم كليوباترا.

واكتشف العلماء هذا الكويكب المدهش منذ عقدين من الزمن، لكنهم حصلوا الآن على أكثر الصور تفصيلًا التي رأيناها حتى الآن. ويساعدنا الاكتشاف الجديد في معرفة كيفية تشكل كليوباترا، وتشير النتائج إلى أن الأقمار قد ولدت من مادة كليوباترا الخاصة.

وقال عالم الفلك فرانك مارشيس من معهد SETI ومعمل مرسيليا للفيزياء الفلكية: "تعد كليوباترا حقًا جسمًا فريدًا من نوعه في نظامنا الشمسي".

ويضيف: "يحقق العلم الكثير من التقدم بفضل دراسة الأجسام المتطرفة الغريبة. أعتقد أن كليوباترا هي واحدة من هؤلاء، ويمكن أن يساعدنا فهم هذا النظام المعقد متعدد الكويكبات في معرفة المزيد عن نظامنا الشمسي."

في دراستين نُشرتا في علم الفلك والفيزياء الفلكية، استخدم علماء الفلك صورًا جديدة لكليوباترا للحصول على مجموعة أكثر دقة من معايير القياس للكويكب، وتطوير نموذج ثلاثي الأبعاد جديد، وتحديد مدارات أليكس هيليوس وكليوسلين بدقة أكبر.

وباستخدام الملاحظات الجديدة جنبًا إلى جنب مع النمذجة الرياضية، تمكن الفريق من وصف مدارات الأقمار بدرجة دقة أكبر من أي وقت مضى. سمح ذلك بحساب جديد لكتلة كليوباترا: 2.97 × 1018 كجم أقل بكثير من الحسابات السابقة، التي أنتجت 4.64 × 1018 كجم.