وصلت مقاتلات روسية قتالية ثقيلة من طراز (سو- 30 إس إم) إلى بيلاروسيا في أول إجراء تمهيدي من الاتفاق الثنائي المبرم بين البلدين قبل شهور لتأسيس مركز تدريب قوات جوية ودفاع جوي مشترك بين الجانبين.
وقالت وزارة الدفاع البيلاروسية - في بيان نشره المركز الإعلامي التابع لها اليوم الخميس - إن "مقاتلات سلاح الجو الروسي طراز Su-30SM وصلت إلى مطار بارانوفيشي فى ساعة مبكرة من صباح اليوم لتأسيس مركز تدريب قوات جوية ودفاع جوي روسي بيلاروسي"، مضيفاً أن طيارين من الدولتين، وريثتي الاتحاد السوفييتي السابق، سوف يقومون بإجراء دوريات جوية مشتركة متوقعة على حدودهما الجوية."
وتقول مجلة "ميليتري ووتش" الأميركية، المعنية بالشؤون العسكرية، إن نشر المقاتلات الروسية الثقيلة، والدوريات، وتأسيس مركز تدريب جميعها بنود تم الموافقة عليها في اجتماع ضم وزيري الدفاع من البلدين في الخامس من مارس الماضي، ويتضمن الاتفاق إنشاء ثلاثة مراكز تدريب جوية مشتركة، على أن يقع المركزان الأخران في منطقتي نيزهني نوفجورد وكاليننجراد الروسيتين.
وتشير المجلة إلى أن تلك الخطوات الرامية إلى تقوية الروابط الدفاعية، جاءت في وقت تواصل فيه علاقات بيلاروسيا تدهورها مع العالم الغربي منذ أواخر صيف عام 2020، لأسباب متعددة تتراوح ما بين الدعم الغربي للاحتجاجات وأعمال العنف المناهضة لحكومة مينسك في عام 2020، وصولاً إلى الشعور بوجود تهديد من زيادة حلف شمال الأطلنطي "الناتو" لقواته في شرق أوروبا.
حصل سلاح الجو البيلاروسي على مقاتلات "سو-30إس إم" الروسية في عام 2019، وهي تعد حالياً أثقل مقاتلة متعددة المهام ذات محركات فائقة القوة يتم نشرها في أي دولة في القارة الأوروبية. وسوف تستقر المقاتلات الجديدة في مهاجع طائرات كانت مخصصة لمقاتلات "سو-27"، التي يعود تاريخها إلى حقبة الاتحاد السوفيتي.
وترجح "ميليتري ووتش" اختيار روسيا للمقاتلة الثقيلة S-30SM لنشرها في بيلاروسيا لتعظيم القدرات التشغيلية القتالية بين سلاحي الجو ما داما سيقومان بإجراء طلعات جوية مشتركة.
كانت صواريخ ووحدات دفاع جوي قد وصلت إلى بيلاروسيا في 28 أغسطس الماضي، وتدرس حكومة مينسك حالياً الحصول على منظومة دفاع جوي جديدة ذات مدى طويل من جارتها روسيا لتقوية الأمن في الدولتين.
يشار إلى أن حكومة مينسك سعت منذ وقت طويل إلى الاحتفاظ باستقلالية في سياستها وأمنها عن روسيا، غير أن تصاعد التهديد المحتمل من الغرب يعد أحد المسببات الجوهرية التي أرغمت بيلاروسيا على إقامة علاقة أكثر قرباً مع موسكو.