يعتبر الملحن زياد الطويل، علامة بارز فى التاريخ الغنائي المصر، إذ أنه تعاون مع كثير من فنانى مصر، هذا إلى جانب انتمائه الفنى كونه ابنا لواحد من أعظم من أثرى الأغنية المصرية بألحانه وهو الموسيقار كمال الطويل.
وتعاون زياد الطويل مع كثير من الفنانين أبرزهم لطيفة وأصالة وأنغام وسيمون والكينج محمد منير، إذ أن تعاونه مع بعضهم غير مسارهم وجعلهم يتربعون على عرش الأغنية المصرية لسنوات عدة.
«دار الهلال» أجرت حوارا مع زياد الطويل للتعرف على آخر أعماله ومشروعاته المستقبلية التى ينتظرها كثير من عشاق الطرب.. وإلى نص الحوار
في البداية.. ماهي آخر أعمالك؟
آخر عمل لي كان في شهر رمضان الماضي "دعاء ديني" للمطرب هاني شاكر وكلمات الشاعر طلعت نصر الدين بعنوان "تايب".
هل غيرت مسار أصالة الفني بأغنية "قلبي بيرتاحلك "؟.. وكيف كان ذلك؟
بالفعل لحنت لأصالة أغنيتين في ألبوم اسمه "قلبي بيرتاحلك"، وهما أغنيتي "اسكت بقى" و"قلبي بيرتاحلك"، وكانت بداية الحديث والمودرن لأصالة، وقبلها كانت تغني أغاني كلاسيكية، وهكذا وبعد سنوات طويلة عملنا أغنية "بعدك عني"، والحمد لله الثلاث أغاني كانت نقلة في حياة أصالة.
أيضا أغنية "اسكت بقا" الدرامية التي تطلب حتي اليوم، و"بعدك عني" تعجب الناس جدا.
من هم أقرب المطربين إلي قلبك؟
في أثناء عمل الأغنية عموما تكون أقرب أغنية لقلب الواحد، أيضا عندما يكون رد فعلها جيد عند الناس تكون أيضا قريبة عند صاحب الأغنية، وهناك أغانٍ كثيرة كنت مقتنعا بها وجميلة لكنها لاتصل للناس بالشكل المطلوب لسبب أو لآخر.
أشهر أغاني المطربة لطيفة كانت من ألحانك.. كيف كان بداية التعارف بينكما؟
لطيفة تعرفت عليها بالصدفة، كانت في زيارة لوالدي الموسيقار كمال الطويل، وأنا وقتها كنت أعمل ألبوما كله من ألحاني وإنتاجي أيضا اسمه "مش عارف" للمطرب هشام نور.
هل هذا الألبوم الذي بعت من أجله سيارة عبد الحليم الذي كنت قد اشتريتها من ورثته؟
بالظبط
ولماذا لم تلجأ لوالدك في إنتاج الألبوم وقمت ببيع السيارة؟
لأن هو من الأساس الذي اشتراها لي، فمن غير المعقول أن أطلب منه مالا لإنتاج ألبومي.
نعود لقصة صدفة تعرفك بلطيفة.. حدثنا عنها أكثر؟
كان وقتها الموجة السائدة أغاني كلها لمصطفي قمر وإيهاب توفيق، موجة الثمانينات التي نعرفها جميعا، وأنا كان أسلوب ألحاني مختلفا عن هذه الموجة، فالحقيقة كنت أعرض علي بعض المطربين الكبار أيامها وأتمنى التعرف عليهم لأنه لم يكن أحد يعرفني كملحن، فكنت أحاول أتعرف علي المطربين وأسمعهم شغلي فلا أجد الحماس الذي أنتظره، فقلت سوف أقوم بتجربة إنتاج لولد وبنت، لأني كان عندي أغاني تصلح رجالي ونسائي، فاختر "هشام نور" والبنت كانت مطربة لكنها اعتزلت الآن اسمها "أميرة"، وعملت ألبوم هشام نور الذي كان به أغاني أعتز بها حتى هذه اللحظة، مثلا أغنية "بتوعديني" للشاعر الراحل عاطف شاهين الذي رحل مبكرا، وهناك أغنية "بتبهريني" للشاعر محمد حمزة، و"مش عارف ليه مشغول بيكي" للشاعر الراحل مجدي النجار.
وكان كل الألبوم ألحاني لأن وقتها قلت أن والدي لن يجاملني لأنه كان يقول لي "شغلك حلو"، فقلت لماذا لا يظهر للناس، فقلت: "أعمل هذا الإنتاج فإذا فعلا شغلي حلو سأجد إقبال من الناس، وإذا لم أجد إقبال من الناس أتجه لطريق أخر غير التلحين، فالحمد لله الألبوم نجح وفي نفس هذا التوقيت تقريبا اتعرفت على المطربة لطيفة بالصدفة عند والدي ووقتها كنت بدندن الموسيقي الخاصة بأغنية "حبك هادي".
"لطيفة سمعتني بدندن هذه الأغنية وكنت بلحنها للبنت الجديدة التي سوف أنتج لها "أميرة" فعجبتها الأغنية وقالت لي: أنا عايزة أغنيها، ووجدنا أن الشاعر الذي كتب هذه الكلمات الحلوة هو عبد الوهاب محمد الذي بالصدفة لطيفة لا تغني إلا من كلماته وخرجت الأغنية للنور ولحنت لها في نفس الألبوم أغنية أخرى اسمها "بيحسدوني" وتوالت بعد ذلك اللقاءات مع لطيفة.
عملت مع الفنانة الراحلة "ذكرى".. حدثنا عن التعامل معها إنسانيا وفنيا؟
"ذكرى" كانت علاقتي بها الإنسانية أكثر من الفنية، أي كنا نتقابل ونجلس ونحكي ونتحدث في الأمور الإنسانية والاجتماعية وتعاونا مرة واحدة، حيث ذات مرة وجدت الشاعر وليد رزيقة يقول لي: "هعدي عليك أنا وذكرى لأننا كنا عملنا أغنية اسمها "ليل وشوق" أنا ووليد".
"قال لي أنا سمعت الكلمات لذكرى وتريد أن تسمع اللحن فالحقيقة سمعت الغنوة وعملناها، وكانت أغنية من الأغاني الحلوة، وذكرى على المستوى الإنساني جميلة جدا إنسانة طبيعية لم تكن تحمل ضغينة لأحد وليس لديها حركات المشاهير".
بعد ذلك وفي أثناء الرحلة تعاونت مع أنغام في أكثر من أغنية وتعاونت مع محمد منير في أكثر من أغنية وكذلك تعاونت مع المطرب الراحل شهاب حسني حيث لحنت له أغنية أحبها اسمها "مبتغيرش"، وكنت منتظر لها رد فعل أحسن من ذلك.
كيف كان تعاونك مع المطربة الكبيرة وردة؟
تعاونت مع المطربة الكبيرة وردة في أغنية "هسهرك"، وكانت عنوان الألبوم، وفي الألبوم عملت لها "كلام في الهوا"، لكن الحقيقة كانت ظروف وردة الصحية وقتها أنها كانت تسجل لننتهي وبعدها تسافر لتقوم بإجراء عملية كبيرة، وكذلك عملت للفنانة "سيمون" 3 أغنيات.
ماذا عن زياد الطويل في إلهاماته وطقوسه أثناء التلحين؟
أحيانا أغنية الكلمات هي التي تعطى إيحاء باللحن، وأحيانا أخرى أكون عندى جملة موسيقية وأطلب من الشاعر أن يكتب عليها، والجملة الموسيقية هذه تكون إيحاء أو إلهاما أو حالة تجعل الواحد يخرج موسيقي مثل لو أنني ألحن موسيقى لفيلم تسجيلي أو مسلسل.
كيف كانت ظروف تعاملك في مسلسل الدالي مع نور الشريف؟
مسلسل الدالي بالنسبة لي من أقرب الأعمال إلى قلبي بلا تفكير، أنا بالأساس اشتغلت مسرح كثيرا، من ضمن المسرحيات كانت "مسرحية الأميرة والصعلوك" بطولة الفنان الراحل نور الشريف وإخراجه، وكنت بعمل الموسيقي الخاصة بالمسرحية.
وعندما أعجب نور الشريف بشغلي في المسرحية اختارني لمسلسل رمضان القادم له وهو "الدالي"، فنور الشريف مسلسلع في رمضان "متشاف"، فأكون وقتها تحت الميكرسكوب، ولذلك كنت سعيدا باختيار نور الشريف لي لأنه كان مسلسلا ناجحا في رمضان، وسعدت كذلك لأن التيترات والموسيقي التصويرية كانت على قدر مستوى العمل وكذلك قدمت أعمالا درامية كثيرة.
ما رأيك في المناخ الحالي للأغاني؟
سأقول رأيي كمستمع وليس كملحن أومشارك لأنني بعيد منذ فترة.
كمستمع أصادف بعض الأغاني الحلوة كل فترة، لكن الذوق العام للمستمعين أصبح غريبا جدا وأتعجب أحيانا أنهم لا يستطيعون أن يفرقون بين "حلاوة صوت واحد من بتوع المهرجانات" وعبد الحليم مثلا؟، كيف لا يعرفون أن هناك فرقا في الصوت والغناء وفي الأداء؟، كيف لا يصل لهم هذا بالنسبة لهم، ليسوا مدركين ماذا يعني أن مطربا يغني وهذا شيء في منتهي الغرابة!.
وعندنا المشكلة الأكبر وهي المطربين والمنتجين الذين يختارون الأغاني من الشاعر والملحن أصبحوا يريدون أغاني تنفعهم في الحفلات والأفراح، الفن بالنسبة لهم أنه "يأكلهم عيش في الأفراح" وليس ليقدموه كفن راقٍ لم يعد يعني بالنسبة لهم هذا الموضوع شيئا إطلاقا، فالشعراء والملحنون "يا إما يعملوا أغاني تجاري للسوق ومطالب السوق، يا إما يتنسوا إلى أن يأتي إليهم فنان يقول لهم أريد فن حقيقي".
وهل أنت بعيد لذلك السبب؟
طبعا، ومَن اليوم من المطربين سيريد أن يغني أغنية مثل "اسكت بقا مثلا".
ولماذا لاتتعاون مع أصالة نفسها خاصة أن نجاح أغنيتك معها "بعدك عني "حققت نجاحا؟
الحقيقة أنني لست متابعا أعمالها الآن، وستستغربين أنني لم أستطع حتى أن أقول لها مبروك على "بعدك عني" بعد أن حاولت أن أتصل بها أكثر من مرة لأقول لها مبروك لكن لاتوجد استجابة، و"بعدك عني"عندما تدخلين في عدد مشاهدي أصالة علي اليوتيوب ستجدين "بعدك عني" من أول 10 أغنيات في تاريخ أصالة كله، "يعني عاملة رقم ٥٠ مليون مشاهدة".