يمثل المسجد أو الجامع بيت الله ودار العبادة الذي يدخله المسلمون لطاعة الله وعبادته، إذ يصلي فيه المسلم الخمس صلوات التي فرضها الله عليه، والفرق بين المسجد والجامع هو فرق المساحة فالجامع أكبر مساحة من المسجد؛ لأنه يجمع الناس للصلاة فيه، لذلك وضح الفقهاء بأن كل جامع مسجد، وليس كل مسجد جامع.

ويعتبر مسجد قباء هو أول مسجد بني في الإسلام، وعند المقارنة بينه وبين المسجد الذي أسسه أبي بكر-رضي الله عنه- في مكة قبل الهجرة ومسجد القباء، أن مسجد أبي بكر كان في بيته بشكل خاص، أما مسجد قباء فهو لجميع المسلمين، وقد بناه رسول الله-صلى الله عليه وسلم- عندما وصل إلى المدينة، وفي ذلك الحدث نزل قول الله -عز وجل-: « لَمَسجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقوى مِن أَوَّلِ يَومٍ أَحَقُّ أَن تَقومَ فيهِ».

دخل رسول الله-صلى الله عليه وسلم- مسجد قباء يوم الاثنين، وأقام فيه عدة أيام، وبنى المسجد على أسس التقوى بداية من أول يوم من بناءه، وسيظل مسجد قباء حتى نهاية العالم وقيام الساعة مركزًا للحضارة الإسلامية، ومكانًا للعبادة للمسلمين جميعًا.

مكان مسجد قباء والسبب في تسمية المسجد بهذا الاسم

يقع مسجدُ قباء بالقرب من الجهة الجنوبية الغربية من المدينة المنورة، وقد بنى في أحد عوالي المدينة المنورة بمسافه تبلغ خمسه كيلو مترات عن المسجد النبوي، أما بالنسبة لسبب تسمية مسجد قباء بهذا الاسم، فهو نسبة إلى اسم القرية التي بني فيها وهي مساكن بني عمرو بن عوف، واسم القرية يعود إلى اسم بئرٍ كان فيها، فسمي بمسجد قباء؛ وفي طريق هجرة الرسول – صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة مرّ بهذه القرية وبنى بها مسجد قُباء.

فضل الصلاة في مسجد قباء

تتعدد فضائل الصلاة في مسجد قباء، كالآتي:

- كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يذهب إلى مسجد قباء كل يوم سبت، مما يدل على مدى عظمة الصلاة في مسجد قباء، فعن عبد الله بن عمر-رضى الله عنهما- قال: «إن رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ كانَ يَأْتي قُبَاءً، يَعْنِي، كُلَّ سَبْتٍ، كانَ يَأْتِيهِ رَاكِبًا وَمَاشِيًا».

- قد يعادل أجر صلاة ركعتين في مسجد قباء أجر عمرة، فقد روى عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-«من تطَهَّرَ في بيتِهِ, ثمَّ أتى مسجدَ قباءٍ، فصلَّى فيهِ صلاةً ، كانَ لَهُ كأجرِ عمرةٍ»؛ لذلك يفضل التطهر في البيت والذهاب إلى الصلاة فيه لينال أجر العمرة.