السبت 18 مايو 2024

«بعد انتشاره».. هل زواج الإنترنت ناجح أم فاشل؟ استشاريون يجيبون

زواج الإنترنت

تحقيقات10-9-2021 | 19:57

دنيا ممدوح

من المعروف عن الزواج أنه تعايش بين طرفين يبدأون بمقابلة بعضهم البعض ثم ينتهي بالزواج، ومن الطبيعي أن يلتقى الطرفين ببعضهم؛ لكي يتعارفوا على بعضهم البعض، ويحددوا هل هناك توافق بينهم أم لا، ولكن ليس من الطبيعي أن نجد حالات زواج من خلال الإنترنت، يتزوجون وهم لا يعلمون شيء عن بعضهم البعض.

إجراءات الزواج

وفي هذا السياق، قالت الدكتورة سامية خضر أستاذة علم الاجتماع بعين شمس، إن زواج الإنترنت الذي انتشر في الآونة الأخيرة قد ينجح أحيانًا وقد يفشل أخرى، وهذا النجاح أو الفشل يرجع إلى مدى قدرة الزوجين والأهل على وزن الأمور بطريقة صحيحة وسليمة.

وأضافت خضر في تصريحات خاصة لبوابة «دار الهلال»، أن هناك أمور يجب أن تتم قبل إجراء الزواج من خلال الإنترنت، وهى أن يتقابل الطرفين معًا أولًا، وهذه المقابلة تتم في منزل العروسة وليس في الخارج؛ حتى تكون المقابلة رسمية وبشكل جدي، وحتى يتعرفوا الأهل على بعضهم البعض.

ونبهت على ضرورة مقابلة الأهل لكل منها الآخر ولا تكون المقابلة قاصرة على الطرفين فقط، وأن تفاهم الأهل مع بعضهم البعض من الأمور التي تساعد على نجاح هذه الزيجة.

تكرار المقابلة داخل المنزل

وأكدت أنه يجب تكرار المقابلة بين الطرفين أكثر من مرة، وعدم الاكتفاء بالمقابلة الأولى فقط؛ لأن المقابلة الأولى عادًة ما تكون معظمها شكليات ومظاهر، وفي هذه المقابلة الأولى يعتمد الطرفين على ارتداء قناع آخر غير قناعه وشكله.

مُشددة على أن جميعهم في هذه المقابلة يدعون المثالية، ولا يظهرون على طبيعتهم وحقيقتهم؛ ولذلك يجب تكرار المقابلة بين الطرفين والأهل في المنزل، وليس خارجه أكثر من مرة، وعدم الاكتفاء بمرة واحدة.

الأمور الظاهرة والشكلية

وأضافت أستاذة علم الاجتماع: "في حالة الزواج من خلال الإنترنت وعند مقابلة أهل العروسة، يجب التنبيه على أن الأم يجب أن تكون حاضرة في المقابلة، وعدم الاكتفاء بالأب فقط" معللة ذلك بأن الأب يأخذ الأمور الظاهرة والشكلية مثل: قبض العريس، هل يمتلك شقة أم لا، وكثير من هذه الأمور التي تكون مهمة بالطبع ولكن هناك أمور وأشياء أهم، أما الأم تلاحظ التفاصيل، وليس الأمر العام، فالأم عادًة في هذا الموقف لديها قوة ملاحظة لتفاصيل كثيرة، قد لا يلتفت إليها الأب، وبالطبع هذه التفاصيل مهمة للغاية في نجاح هذه الزيجة.

واعتبرت أن في حالة اتخاذ هذا الأمر بشكل جاد، وعند تنفيذ كل الأمور والأشياء المذكورة سابقًا، فلا يوجد مانع من نجاح هذا الزواج، وأن هناك حالات متزوجة بهذه الطريقة ونجحت، فلا يوجد منع تام من نجاح هذا الزواج.

عدم اتخاذ الأمور بجدية يعمل على فشل هذا النوع من الزواج

ونبهت على أن في حالة التلاعب، واتخاذ الأمور بعدم جدية، ومقابلة الطرفين خارج المنزل، ومن وراء الأهل، فهذا الأمر ما هو إلا تلاعب وتسلية، لأن النوايا خفية، ولا يعلمها إلا الله-عز وجل-، لذلك لا تُصدق النوايا إلا بتحقيق القواعد والشروط السابقة.

وأكدت أن الدراسة الحديثة التي تعتبر الزواج عبر الإنترنت يكون فيه الزوجين أكثر سعادة من غيرهم، فإن هذا الأمر ليس صحيح، ولا يمس أي أساس من الصحة؛ لأن الطرفين يتعرفون من خلال مواقع الإنترنت ولا يقابلون بعضهم البعض، وعند المقابلة بين الطرفين قد لا يحدث أي توافق بينهم في الطباع أو السلوك، أو أي شيء، وأن المقابلة بين الطرفين والأهل داخل المنزل شرط أساسي لنجاح هذا الزواج.

ونوهت إلى أن هذه الزيجة قد تفشل وتنتهي بالطلاق بين الطرفين، إذا لم تكن مبنية على أسس وقواعد محددة في البداية، وأنها إذا كانت مبنية هذه الزيجة على العواطف فقط أو الشكليات فبالطبع تنتهي بالطلاق ولا تنجح.

زواج الإنترنت موسم عام 2021

ومن جانبه قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إن الإنترنت أصبح جزأ أساسي من حياتنا اليومية، ودخل الإنترنت في جميع تفاصيل حياتنا اليومية، حتى وصل بنا الأمر إننا نتزوج من خلال الإنترنت، وذلك على اعتبار أن الإنترنت ما هو إلا عالم افتراضي امتداد للعالم الواقعي.

وأكد هندي في تصريح خاص لبوابة «دار الهلال»، أن الزواج من خلال الإنترنت أصبح موجود بالفعل، ولا نستطيع أن ننكر وجوده؛ لأنه أصبح منتشر جدًا في الفترة الأخيرة، ووصل هذا الأمر إلى أن هناك دراسات حديثة أثبتت أن الشعب المصري والسعودي هم أكثر الشعوب التي تلجأ للزواج والتعارف من خلال الإنترنت، مشددًا أن الإناث أكثر من الرجال بحثًا على الزواج من خلال الإنترنت.

وأضاف أن الأشخاص الذين يلجئون للزواج من خلال الإنترنت غالبًا يميزهم بعض الصفات، غالبًا ما يكون الأشخاص الذين يلجئون للزواج من خلال الإنترنت يتميزون بالخجل الشديد، وأن ليس لديهم القدرة في مقابلة الطرف الأخر بسبب خجلهم هذا، وأن هذه النوعية تلجأ لنوعين من الزواج، أما الزواج التقليدي، أو الزواج من خلال الإنترنت.

الأشخاص الأكثر لجوءًا لزواج الإنترنت

وأشار إلى مجموعة من أنواع الشخصيات التي تكون أكثر عرضة للزواج من خلال الإنترنت، وهم الشخصيات التي تفتقر للعلاقات الاجتماعية، والتي تتميز بالانطواء، والشخصيات التي تحاول الهروب من القيود التي تفرضها عليها المجتمع أيضًا من أكثر الفئات عرضة للزواج من خلال الإنترنت، وأيضًا الشخصيات العاطفية، وهم الذين يتعاملون بعواطفهم أكثر من عقلهم.

واعتبر أن زواج الإنترنت يبدأ بلايك وشير على الفيسبوك، وسرعان ما ينتهي بالعديد من المآسي الإنسانية، أقلها الطلاق بين الطرفين، وهذا يحدث كثيرًا في المجتمعات الشرقية؛ لأن التواصل بين الطرفين يتم في عالم افتراضي خفي، وأن الأشخاص الذين نتعرف عليهم في هذا العالم غالبًا ما يرتدون قناعات ليست بقناعاتهم الحقيقية.

مؤكدًا إنهم دائمًا ما يدعون المثالية في التعامل والحوار، وعندما يتقابلون في الواقع الحقيقي وليس الافتراضي ويتعرفون على بعضهم البعض فهنا تكمن المشكلة، وتحدث الفاجعة النفسية، ويتعرف كل من الطرفين على حقيقة الأخر بدون ماسك يخفي عيوبهم أو يجملهم، بل هنا يظهرون على حقيقتهم.

زواج الإنترنت ما هو إلا خداع للطرفين

وقال استشاري الصحة النفسية إن زواج الإنترنت يعتبر خاطبة إلكترونية حديثة، موديل هذا العام 2021، وأن هناك فرق بين الخاطبة قديمًا والخاطبة الإلكترونية هذا، فقديمًا عادة تكون على دراية وعلم بالطرفين وهم على علم بها فإذا حدثت أي مشكلة يلجئون لها، أما الآن الخطبة الإلكترونية وزواج الإنترنت فإذا حدث مشاكل لا يجد إحدى الطرفين أحد يلجئون إليه.

خداع زواج الإنترنت

وأكد أن هناك العديد من الأشخاص يقعون في خداع زواج الإنترنت؛ بسبب خداع الطرفين لبعضهم البعض، وهذا ينتج عنه العديد من المشاكل، لأنه زواج يفتقد القيم الروحية والإنسانية، فهم لم يتعاملوا مع بعضهم البعض في عدة مواقف، ولم يتبادلوا المشاعر مع بعضهم البعض، فهذا زواج يفتقر وجود المشاعر والعواطف بين الطرفين، بجانب أنه يفتقر التعارف أيضًا بين الأسرتين، فهذه أيضًا من أهم شروط الزواج.

وأضاف أن زواج الإنترنت يسعى للارتباط فقط، وليس المرابطة بين الطرفين، والسعي على تكملة واستمرار هذا الزواج، فهو يفتقر السكن والسكينة، فهو ارتباط بدون هدف، وأن الزواج من شروطه الأساسية لكل ينجح لابد أن يكون هناك قبول بين الطرفين، وهذا عنصر غير موجود في هذا النوع من الزواج؛ لأنهم لم يقابلوا بعضهم البعض بل كل منهم يتعرف على الأخر من خلال الإنترنت.

الاكثر قراءة