الجمعة 17 مايو 2024

ثنائيات| بليغ حمدي وعفاف راضي من «ردوا السلام» لـ«رغم البعد عنك»

بليغ حمدي وعفاف راضي

فن12-9-2021 | 12:07

محمد أبو زيد

ملامح هادئة وصوت يفيض رومانسية ودفء، واحدة تنتمي إلي زمن العمالقة وتحمل منهم الفن الراقي وريحة زمن الفن الجميل هي عفاف راضي التي اكتشفها العبقري بليغ حمدي، بعد أن ذاع صيتها وهي تغني في معهد الكونسرفتوار، في الوقت الذي كان يبحث فيه عن صوت يقدم من خلاله ألحان وتجارب موسيقية جديدة. 

كانت البداية عندما أرسل لها مع سكرتيره يريد مقابلتها، فتوجهت إلي مكتبه وطلب منها الغناء وأمامه غنت أوبرالي وموشحات، ثمة إبتسامة تعلو وجهه بعد أن وجد ما يبحث عنه في صوت "عـفاف" وكأن لسان حاله يقول "هي دي"، بدأ في التحضير لأول أغانيها "ردوا السلام" ليخبرها أنها سوف تغنيها في حفل الربيع الذي يغني فيه عبدالحليم حافظ بالإسكندرية، وهو ما حدث إذ وجدت عفاف راضي التي كانت طالبة في حفل "حليم" بينما يقف بليغ بنفسه قائدا للفرقة الموسيقية ليدعمها.

كانت قبل الحفل لها تجارب ولكن بعد الحفل جاءت شهرتها الحقيقية علي يد "بـليغ" وأغنية "ردوا السلام" التي كتب لها نجاح كبير وصنعت أسطورة عفاف راضي وكانت الإذاعة والتليفزيون في اليوم التالي للحفل تذيع أغاني عبد الحليم وأغنية "ردوا السلام" التي بدأت بها رحلتها ومشوارها مع بليغ حمدي. 

كانت التعاون الثاني بين بليغ وعـفاف في "هوا يا هوا" وبعدها توالت ألحانه ما بين الرومانسي والشعبي، كان "بيلغ" يدرك جيدا صوت عفاف راضي الذي يحوي لمحة أوبرالية فقدم لها جمل تتماشى مع صوتها وجمعت بين الغناء الأوبرالي والشرقي، وعلى ألحانه قدمت كل الألوان ففي اللون الرومانسي لحن لها "حبيتك، ولمين يا قمر، لما بيهل المسا"، وفي اللون الشعبي غنت من ألحانه "عطاشا، تساهيل والرزق على الله". 

بينما قدم لها أغاني طربية "جرحتني عيونه السود، راح وقالوا راح، وحدي قاعدة في البيت"، ولمدة 5 سنوات وهي في بدايتها كانت تتعاون مع بليغ شلال الألحان، وعندما عرضت عليه مسرحية "ياسين ولدي" من تأليف فايز حلاوة وإخراج مسرحي كرم مطاوع، وبطولة تحية كاريوكا وشكري سرحان، رشحها بليغ حمدي لتقديم البطولة الغنائية. 

بعد أن تبنتها شركة "صوت الفن" التي كان يمتلكها محمد عبد الوهاب وعبدالحليم حافظ أنتجت لها فيلم "مولد يادنيا" وقدمت فيه عفاف راضي عدة أغاني من تلحين بليغ حمدي هي "يلا يا دنيا، يمكن على باله، حبيتك، تعالي جنبي"، وحقق الفيلم نجاحاً مدوياً، ومع بليغ غنت من ألحانه 60 أغنية. 

لم ينس بليغ حمدي وطنه عندما غادر مصر التي كان لا يطيق البعد عنها ثلاثة أيام، ليجد نفسها غريبا يتنقل ما بين باريس ولندن، ويعيش بعيدا عن بلده التي لا يعرف يتنفس إلا هواها نحو 5 سنوات، واتصل من غربته بـ عفاف يخبرها أنه جهز لها أغنية وأرسل لها اللحن والنوتة وطلب منها أن تغنيها في حفلة أكتوبر ولم يكن يتبقى على الحفل سوى يومين، ومع الفرقة الماسية غنت عفاف من كلمات وتلحين بـليغ "رغم البعد عنك عمري ما إنسى إنك أمي وإنى بنتك وكلى حتة منك..أنا زهرة من ولادك أنا منك من ترابك.. أنا شوق تايه في الغربة بيغنى فى إنتصارك
غنوة فيها بقولك وحشتينى يا مصر".