بجانب ما أثبتته العديد من الأبحاث من فوائد الصيام المتعددة على الصحة الجسدية من حيث قدرته على علاج العديد من الأمراض والوقاية منها ، فإنه فى المقابل له فوائد متعددة على الصحة النفسية ، حيث يعتبر علاج فعال ضد العديد من المشاعر السلبية كالإحباط والاكتئاب والقلق والغضب، كما أن الحكمة من الصيام هي "الصبر" والتي تجعل الأشخاص أكثر قدرة على تحمل ضغوط الحياة .

فى هذا السياق تقول الدكتورة نرمين عبد السلام ، أستاذ الصحة النفسية بجامعة القاهرة، " إن الصيام تجربة روحانية كاملة، تسمو بالنفس إلى أرقى مراتب الصفاء والسكينة ، كما أن حرص الصائم على تهذيب نفسه بالامتناع عن المحرمات خلال هذا الشهر يولد بداخله قدرة على التغيير الإيجابي ، فيكون أكثر قدرة على مواجه الضغوط دون الاستسلام للمشاعر السلبية التى كانت تتملكه من قبل من الغضب والشعور بالإحباط والاكتئاب.

وأشارت إلى أن ميل البعض إلى العصبية والانفعالات الغاضبة فى الأيام الأولى من الصيام يكون ناجماً عن انخفاض مستوى السكر فى الدم نتيجة الصيام ، وهو عرض مؤقت يختفي مع تعود الجسم على الصيام .
 

وأضافت : "أن للصيام دور كبير فى علاج الاضطرابات النفسية الكبرى مثل الفصام وذلك لأنه خلال ساعات الصيام يحصل المخ على استراحة تنعكس إيجابياً على الوضع النفسي للمصاب فتجعله أكثر استقرارا.

ونوهت إلى أن الصيام يقوم بتطهير خلايا الجسم من السموم ما ينعكس بشكل إيجابي على الحالة النفسية فيجعلها أكثر هدوءً واتزانا .

وأكدت أن حرص الصائمين خلال فترات النهار والليل أيضاً على إقامة الصلاة وتلاوة القرآن تزيد من حالة الرضا النفسي كما تمد الفرد بالطاقة الإيجابية التى تجعله أكثر تصالحاً مع نفسه ومع الآخرين.