الجمعة 5 يوليو 2024

في ذكري وفاته الـ98.. حكاية متحف مقتنيات سيد درويش "المجهول" بالعتبة

الهلال لايت 11-9-2021 | 21:45

محمد المالحي ومحيي زيادة

حلت امس، الذكري الـ 98 لوفاة عبقري الموسيقي، فنان الشعب الموسيقار سيد درويش، الذي غيبه الموت عن عالمنا في 10 سبتمبر من عام 1923، عن عمر لم يناهز 32 عاما.

ولد سيد درويش في 17 مارس عام 1892 باﻹسكندرية، في حي "كوم الدكة" الشعبي العريق، والتحق في سن الخامسة من عمره بأحد الكتاتيب، وبعد وفاة والده وهو في سن السابعة، قامت والدته بإلحاقه بإحدى المدارس، وبدأت تتضح موهبته الفنية، حيث بدأ ينشد مع أصدقائه ألحان الشيخ سلامة حجازي والشيخ حسن الأزهرى ثم عمل بالغناء فى المقاهى.

تزوج سيد درويش وهو في السادسة عشرة من العمر، وصار مسؤولا عن عائلة، فاشتغل مع الفرق الموسيقية، لكنه لم يوفّق، فاضطر أن يشتغل عامل بناء، وكان خلال العمل يرفع صوته بالغناء، مثيرا إعجاب العمال وأصحاب العمل، وتصادف وجود الأخوين أمين وسليم عطا الله، وهما من أشهر المشتغلين بالفن، في مقهى قريب من الموقع الذي كان يعمل به الشيخ سيد درويش، فاسترعى انتباههما ما في صوت هذا العامل من قدرة وجمال، واتفقا معه على أن يرافقهما في رحلة فنية إلى الشام في نهاية عام 1908، وبدأ انطلاقه في عالم الموسيقي والغناء.

عاد إلى الشام في عام 1912 وبقي هناك حتى عام 1914 حيث أتقن أصول العزف على العود وكتابة النوتة الموسيقية، فبدأت موهبته الموسيقية تتفجر، ولحن أول أدواره يا فؤادي ليه بتعشق. في عام 1917 انتقل سيد درويش إلى القاهرة، ومنذ ذلك سطع نجمه وصار إنتاجه غزيرا، فقام بالتلحين لكافة الفرق المسرحية في عماد الدين أمثال فرقة نجيب الريحاني، جورج أبيض وعلي الكسار، حتى قامت ثورة 1919 فغنى "قوم يا مصري".

انتهت حياة سيد درويش يوم 10 سبتمبر من عام 1923، وهناك روايات كثيرة عن سبب وفاته ومنها أنه توفي بسبب جرعة زائدة من المخدرات ولكن أحفاده خرجوا ونفوا تلك الرواية مستندين على خطاب بخط يده يقول فيه لصديقه أنه أقلع عن السهر وكل ما يصاحبه وينصح صديقه بالتخلي عنهم.

وبالحديث عن مقتنيات الموسيقار الراحل، كشف تحقيق، للكاتب الصحفي شفيق احمد علي، نشر في العدد 297 بمجلة "روز اليوسف" بتاريخ 16/12/ 1976 عن وجود متحف مجهول لمقتنيات درويش بمنطقة العتبة، وعدد أخر من المشاهير، بينهم نجيب الريحاني وجورج أبيض، في شقة اسمها "متحف فنون المسرح والموسيقي"  تتبع هيئة السينما والمسرح بوزارة الثقافة انذاك، بعنوان :" عثرنا علي هذه الشقة "المتحف" .. في ميدان العتبة".

مصحوبا التحقيق لصور بعض وثائق الموسيقار الراحل، بخط اليد، بينها اجابة امتحان مادة الاخلاق، التي حصل فيها علي تقدير متوسط، وتعهد منه بعدم السفر لاي جهة، الا بأمر علماء مشيخة الاسكندرية، باعتباره طالب علم، كذلك عقد زواجه الثاني من "جليلة العالمة".

كذلك ايصال استلام الملحن الراحل، كامل الخلعي، مبلغ "جنيها بقشيشا" من الكاتبان توفيق الحكيم ومصطفي ممتاز، علي تلحينه اغاني رواية "خاتم سليمان" بتاريخ 11 نوفمبر 1924.

المصدر- العدد 297 مجلة "روز اليوسف" بتاريخ 16/12/ 1976