ذكر الله في كتابه الكريم العديد من الأنبياء والرسل، وهذه الأنبياء المذكورة في القرءان ليست كل الأنبياء والرسل الذين أرسلهم الله لتوصيل رسالته ودعوته، فقال -الله تعالى- «وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ»، و ذكر الله عدة أقوام في القرءان الكريم منهم، الأسباط، أولو العزم من الرسل.

الأسباط

كلمة سبط تعني ولد الابن، أي الأحفاد وأولادها، والأسباط في القرءان الكريم خصها الله بأولاد وأحفاد سيدنا يعقوب ابن سيدنا إسحاق عليهما السلام، الذي أمرهم بالإيمان والتقوى، حيث أن لسيدنا يعقوب أثنى عشر ولدًا، وذكرهم الله في كتابه العزيز في آية «وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ»، والأسباط هم: روبين، وشمعون، ويهوذا، ويساكار، وزبولون، وبنيامين، ودان، ونفتالى، وجاد وأشير، واثنان منهم أبناء سيدنا يوسف عليه السلام منشى وإفرائيم، وقد عرف عن الأسباط الإيمان الشديد والتقوى.

واختلف البعض في نبوة الأسباط أم لا، ولكن الأصح أنهم ليسوا أنبياء؛ لأن الأنبياء معصومون من الخطأ، والأسباط من أولاد سيدنا يعقوب، وأخوة سيدنا يوسف، أخطئوا وأذنبوا، حين ألقوا أخيهم يوسف في البئر؛ رغبتًا في التخلص منه؛ لأنه كان يحظي على مكانة خاصة عند أبيه، فغاروا منه.

سبب تسميتهم بالأسباط                                                                                                                              

- كلمة الأسباط مفردها سبط، وكلمة سبط تعني شجرة كبيرة وفروعها كثير، وتشبيه أبناء وأحفاد سيدنا يعقوب بهذه الشجرة؛ كناية عن كثرة أفراد ذرية يعقوب، وكثرة عائلته.

- وقيل أن هذا اللقب جاء من كلمة السبوطة، وهى الاسترسال، أي استرسال الأولاد والأحفاد في العائلة.

- وقيل أيضًا أن الحسنين سبطًا لرسول الله؛ بسبب كثرة وامتداد ذريتهما.

- وقيل أن كلمة الأسباط تعني الأخوة الكثيرة من أب واحد، ويوسف وأخوته كلهم من أب واحد وهو سيدنا يعقوب؛ لذلك أطلق عليهم لقب الأسباط.