كشفت الاعترافات التي أدلى بها المتهمون في الخلية الإرهابية التابعة لتنظيم “داعش”، ممن أطلقوا على أنفسهم “تنظيم ولاية الصعيد” عن اعتناقهم الأفكار التكفيرية القائمة على تكفير الحاكم ومعاونيه من رجال القوات المسلحة والشرطة ووجوب الخروج عليهم وقتالهم بدعوى عدم تطبيقهم الشريعة الإسلامية، وقيامهم بارتكاب عملية عدائية باستهداف سيارة لنقل الأموال بمحافظة كفر الشيخ وحيازتهم أسلحة نارية وذخائر.
كان النائب العام المستشار نبيل صادق قد سبق أن أمر بإحالة 66 إرهابيا من عناصر الخلية الإرهابية، إلى محكمة الجنايات في ختام التحقيقات التي باشرتها نيابة أمن الدولة العليا بإشراف المستشار خالد ضياء الدين المحامي العام الأول للنيابة، وترأس فريق المحققين فيها المستشار محمد وجيه المحامي العام للنيابة.
وأقر المتهمون في اعترافاتهم بأن المتهم الأول “مصطفى أحمد محمد عبد العال”، تولى قيادة الجماعة التابعة لتنظيم “داعش”، عقب اعتمادها من إدارة الولايات البعيدة لذلك التنظيم بالخارج.
وقال المتهم الأول، في تحقيقات النيابة، إنه اعتنق الفكر القائم على تكفير الحاكم ومعاونيه، في غضون عام 2014، إثر اطلاعه على مطبوعات تتناول الأفكار التكفيرية وإصدارات تنظيم “داعش” الإلكترونية الداعمة لها.
وأقر المتهم الأول بقيامه في غضون عام 2015 بتأسيس وتولي قيادة جماعة يعتنق أعضاؤها أفكارا تكفيرية الغرض منها تنفيذ عمليات عدائية ضد رجال القوات المسلحة والشرطة مكونة من 4 خلايا تنظيمية، تولى مسئولية الخلية الأولى المتهم “رامي عيد مصطفى إبراهيم”، وتولى مسئولية الخلية الثانية “المتهم محمد عبدالنعيم عيد أحمد علي، ثم المتهم “تامر عبد الله سليمان حجاج”، وتولى مسئولية الخلية الثالثة المتهم “محمود أحمد أبو الوفا أحمد”. لاقتا إلى أن عناصر تلك الجماعة قاموا بتقديم البيعة له على السمع والطاعة.
وأوضح أنه أعد لعناصر تلك الجماعة برنامجا تدريبيا قائم على محورين؛ أولهما: فكري تمثل في إمدادهم بإصدارات إلكترونية تحوي التأصيل الشرعي لأفكارهم التكفيرية، والثاني: بدني تمثل في تكليفهم بتلقي تدريبات بدنية استعدادا لتنفيذ عملياتهم العدائية، فضلا عن تكليفهم باتخاذ تدابير أمنية للحيلولة دون ضبطهم تمثلت في اتخاذهم أسماء حركية والتواصل فيما بينهم بواسطة برامج اتصال مؤمنة مثل تطبيق تيليجرام.
وأشار إلى أن تمويل الجماعة كان يتم من خلال الأموال والأسلحة النارية والذخائر التي كان المتهمون يقومون بتوفيرها، لافتا إلى أنه تواصل الكترونيا مع بعض القيادات بتنظيم “داعش” بالخارج منهم الحركيين “بشير وإياد” اللذان كلفاه بإعلان جماعته كولاية تابعة لتنظيم داعش داخل البلاد تحت مسمى ولاية الصعيد، وأن يتواصل مع المتهم “محمود محمد أحمد غالب”، والذي كان يتولى مسئولية التواصل بين جماعته وباقي الخلايا التنظيمية التابعة لتنظيم داعش داخل البلاد، لإمداده بالأسلحة النارية والذخائر اللازمة لارتكاب عملياتهم العدائية.
وأقر المتهم بمشاركته و8 متهمين آخرين باستهداف سيارة لنقل الأموال على طريق كفر الشيخ، بلطيم والاستيلاء على محتواها كرها باستخدام أسلحة نارية وخرطوش ومسدسات، حيث قاموا باستيقافها بإلقاء كتل حجرية أمامها وأطلق أحدهم وابلا من الأعيرة النارية صوبها من بندقية آلية، ثم قام متهم آخر بإفراغ محتوى مطفأة إخماد الحريق داخلها فأجبر مستقليها على الترجل عنها وبادر بتقييدهم، ثم دلف إثنين من المتهمين لداخلها وقاموا بالاستيلاء على محتواها ولاذوا جميعا بالفرار.
وأضاف أن المتهمين خططوا للاستيلاء على محل لبيع المصوغات الذهبية مملوك لشخص مسيحي بمدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ كرها غير أن وجود منشأة شرطية على مقربة منه حال دون إتمام جريمتهم.
كما أقر المتهم الثاني “محمد عبد الفتاح حامد السيد البحيرى” بمشاركة المتهمين في لقاءات تنظيمية بمسكنه للتلقين الفكري وتدارس التأصيل الشرعي لأفكارهم التكفيرية وإمدادهم بمطبوعات وإصدارات داعمة لتلك الأفكار، وسعيه لإقامة معسكرات لتدريب عناصر تلك الخلايا على استخدام الأسلحة النارية والذخائر وتكليفهم بتلقي تدريبات بدنية استعدادا لتنفيذ عملياتهم العدائية إلى جانب اتخاذهم تدابير أمنية للحيلولة دون ضبطهم تمثلت في اتخاذهم أسماء حركية والتواصل فيما بينهم بواسطة برنامج الاتصال المؤمن تيليجرام.
واعترف المتهم بمشاركته في عملية استهداف سيارة نقل الأموال على طريق كفر الشيخ - بلطيم والاستيلاء على محتوياتها باستخدام أسلحة نارية، وسعيه ومتهم آخر للسفر والالتحاق بتنظيم داعش في دولة سوريا، وأنه علم بأن المتهم محمد السيد عبد المنعم الشامي قام بالسفر والالتحاق بتنظيم داعش في ليبيا، لافتا إلى أن المتهمة أروى رأفت محمد موسى الرماح تولت مسئولية الاتصال بين قيادات تنظيم داعش خارج البلاد بأعضاء الخلايا التنظيمية التابعة له بداخلها.
كما أقر المتهم الثالث “رامي عيد مصطفى إبراهيم” بسعيه لإقامة معسكر لتدريب عناصر خليته على استخدام الأسلحة النارية بأرض مملوكة للمتهم أسامة محمد سعد مهني بمركز مطاى محافظة المنيا، وتكليفه لمتهمين آخرين بدراسة العلوم والاستراتيجيات العسكرية وأنواع الأسلحة وطرق تصنيع المفرقعات.
وأضاف أن الجماعة مهدوا لإقامة “ولاية أسوان بصعيد مصر” كولاية تابعة لتنظيم داعش وضمت 3 متهمين، مشيرا إلى أن المتهم الأول سعى لاستقطاب عناصر جديدة لجماعته.