أيّد الله سبحانه وتعالي رسله عليهم الصلاة والسلام بالآيات والمعجزات، التي تؤيد رسالتهم، وأنّ تلك المعجزات ليس في مقدور البشر الإتيان بها، ولذلك سمى العلماء المعجزات بأنها الأمر الخارق للعادة الذي يجريه الله تعالى على يد نبي مرسل ليقيم به الدليل القاطع على صدق نبوته.
معجزات النبي صلي الله عليه وآله وسلم
الإسراء والمعراج
فهناك بعض المعجزات الحسية وردت في القرآن الكريم كمعجزة الإسراء والمعراج، على أن معجزة الإسراء وردت صريحة فيه، وأما معجزة المعراج فقد أثبتتها الأحاديث الصحيحة، وورد فيها فرض الصلوات الخمس أثناء معراجه صلى الله عليه وآلة وسلم من تفضيل في فريضة الصلاة وأنها خمس صلوات بالصفة والكيفية المعروفة لنا جميعًا، وأن الله تعالى أمره صلى الله عليه وآلة وسلم بأن يوضح للناس ما أجمل في القرآن.
ومن المعجزات الحسية: أنه صلى الله عليه وآلة وسلم قال: «إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ مِصْرَ؛ وَهِيَ أَرْضٌ يُسَمَّى فِيهَا الْقِيرَاطُ، فَإِذَا فَتَحْتُمُوهَا فَأَحْسِنُوا إِلَى أَهْلِهَا؛ فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا» رواه مسلم.
هلاك كسرى
وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم: (إِذَا هَلَكَ كِسْرَى فَلَا كِسْرَى بَعْدَهُ، وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ فَلَا قَيْصَرَ بَعْدَهُ، وَالَّذِى نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُنْفِقُنَّ كُنُوزَهُمَا فِي سَبِيلِ اللهِ) رواه الشيخان.
وعن على رضي الله عنه قال: (كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم بمكة، فخرجنا في بعض نواحيها، فما استقبله شجرٌ ولا جبلٌ إلا وهو يقول: السلام عليك يا رسول الله) رواه الترمذي.
وعن أنس رضي الله عنه قال: «خطب رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم إلى جذع، فلما صنعوا له المنبر فخطب عليه حنَّ الجذع حنين الناقة، فنزل صلى الله عليه وآلة وسلم فمسه، فسكن» رواه الترمذي.
-انشقاق القمر
ومن معجزاه أيضًا صلى الله عليه وآلة وسلم انشقاق القمر؛ قال الله تعالى في سورة القمر (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ القَمَرُ.. وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ)
-نبع الماء من بين أصابعه
وقد روى جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- فقال:
عطش الناس يوم الحديبة، ورسول الله صلي الله عليه وسلم، بين يديه ركوة فتوضأ منها، ثم أقبل الناس نحوه، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ما لكم؟ قالو يا رسول الله، ليس عندنا ماء نتوضأ به ولا نشرب، إلا ما في ركوتك، قال: فوضع النبي صلي الله عليه وسلم يده في الركوة، فجعل الماء يفور من بين أصابعه كأمثال العيون. قال: فشربنا وتوضأنا فقلت لجابر، كم كنتم يومئذ؟ قال لو كنا مئة ألف لكفانا، كنا خمس عشر مئة).
-شق صدر النبي عليه الصلاة والسلام
روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- (أن رسول الله صلي الله عليه وسلم، أتاه جبريل صلي الله عليه وسلم وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه، فشق عن قلبه، فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة، فقال هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه، ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه، فقالو إن محمدا قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون، فقال أنس: وقد كنت أري أثر ذألك المخيط في صدره).