خلق الله سبحانه الدنيا والآخرة، وجعل الدنيا دار العمل والاجتهاد، والآخرة هي دار الحساب، والدنيا هي ممر إلى الآخرة، وما يعمله الإنسان من عمل في الدنيا يلقاه في آخرته.
درجات الجنة
يحصل الإنسان على الدرجات العالية من الجنة عن طريق العبادات والطاعات، حيث أنهم غير متساويين في الأعمال ولا بقوة الإيمان، أي كلما زاد تقواه وطاعته لخالقه زادت درجاتُه في الجنان، فمن يقيم الفرائض فقط لا يستوي مع الذي يطبق السنن مثل قيام الليل، قال تعالى: (وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ). [الأنعام: 139].
ودرجات الجنة كثيرة لا يوجد لها عدد محدد، فأحدهم يقول أن عدد درجات الجنة بعدد آيات القرآن الكريم أخذاً من حديث عبد الله بن عمرو عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: (يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ: اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ، كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا). قيل أنّ عددها مائة درجة ما بين كل درجة والأخرى ما بين السماء والأرض، وأعلاها الفردوس وهو تحت عرش الرحمن التي تتفجر منها أنهار الجنة (نهر اللبن، ونهر العسل، ونهر الخمر، ونهر الماء) وأعلى مقام في الفردوس مقام الوسيلة وهو مقام النبي محمد عليه الصلاة والسلام، ثمّ غرف أهل علين وهي قصور متعددة الأدوار، يتراءون لأهل الجنة كما يرى الناس الكواكب والنجوم في السماوات العلا، وفي الجنة قصور شفافة يرى ظاهرها من باطنها.