الأربعاء 1 مايو 2024

بقايا أثار اليونان.. تعرف على جبل أثوس

بقايا أثار اليونان.. تعرف على جبل أثوس

ثقافة13-9-2021 | 16:09

أية جمال

يقع جبل أثوس في شمال اليونان ويعتبر منطقة سكنية، تأسس عام 1927م، بعاصمة كاريس، وارتفاعة 2.033م، ومساحتة 335.6كم²، وهو أقدم ذكر لجبل آثوس في المخطوطات القديمة موجود في إلياذة هوميروس، وفي القرن الخامس قبل الميلاد قام الملك الفارسي خشایارشا الأول بشق قناة في أكتي بطول 2,4 كم لتأمين حركة أسطوله وحمايته من أي محاولة للالتفاف حوله والإيقاع به، وآثار تلك القناة لا تزال واضحة للعيان حتى اليوم.

أما الرهبان فقد استوطنوا هذا الجبل بدءاً من عام 850م، ولكن الحياة الرهبانية المنظمة بدأت فيه فعلا عام 963م، عندما قام القديس أثناسيوس الطرابزوني بمساعدة من الإمبراطور نقفور الثاني فوكاس بتأسيس أول دير في آثوس، وقام لاحقا الإمبراطور يوحنا الأول تزيميسيس بتعيين القديس أثناسيوس حاكما على رهبان الجبل على الرغم من المعارضة التي أبدوها لهذا القرار.

وخلال القرن الحادي عشر بنيت أديرة كثيرة في تلك المنطقة، ساعد على إنشاءها الهبات القادمة من روسيا ومن البلدان السلافية الأخرى، وفي وقت قصير طغى الطابع الأرثوذكسي على شبه جزيرة كالسيديس، ومع حلول عام 1400 بلغ عدد الأديرة هناك قرابة الأربعين ديرا بقي منها اليوم النصف، وأخر ما بني من تلك الأديرة هو دير ستافرونيكيتا والذي تأذى عدة مرات من الحرائق وأعيد بناءه للمرة الأخيرة في القرن السادس عشر.

وفي القرن الخامس عشر تخلت بعض الأديرة عن النظام الإداري الصارم للجماعات الرهبانية، والقاضي بوجود آباتي "الرئيس" وله سلطات واسعة في الدير، واتجهوا لتبني منهج أكثر انفتاحا وتحررا يسمح للرهبان بأن يكون لهم ممتلكاتهم الشخصية، وأيضا إقامة نظام رئاسي يقوم على انتخابات سنوية لراهبين موثق بهما لإدارة شؤون الجماعة.

 

عندما استولت الدولة العثمانية على تسالونيكي عام 1430 م خضع رهبان جبل آثوس لسلطان الأتراك، سبب ذلك خلل في تنظيم الأديرة مما أدى إلى إفقارها بشكل سريع فدفعت تلك الحالة الرهبان لاعتماد أنظمة أكثر تحررا من نظام رئاسة الأديرة، كان من نتائجها ظهور الصوامع المتقشفة في القرن السادس عشر.

 

في عام 1783 شهد جبل آثوس إصلاحات ناجحة قام بها البطريرك غبريال الرابع، خلال حرب استقلال اليونان عام "1821 / 1832" عانت المجتمعات الرهبانية من عمليات النهب التي شنها الأتراك في المنطقة، إضافة إلى قيامهم بإحراق مكتبات بأكملها، وفي القرن التاسع عشر وبرعاية من القيصر الروسي شهد الجبل توسع في الأديرة الروسية وفي الممتلكات التابعة لها.

 

والأمر الذي أكسب الجبل قدرا من الشهرة هو منع دخول النساء لجميع المنطقة، ويقتصر على الرجال فقط، وهذا لسبب لآن "والدة الإله" مريم العذراء باليونانية ادعت ان هذا الجبل ملكها لهذا السبب لا يسمح لأي مرأة غيرها الدخول، لانه المكان الوحيد محل تقدير ثيوتوكوس، ويدعى بحديقتها غير أن هنالك كاتبة فرنسية تنكرت بزي بحار لكي تدخل المنطقة وكتبت رواية شهر مع الرجال.

 

انتهاك حرمة الجبل ودخول النساء اليه يعاقب عليه بالسجن من سنة واحدة إلى سنتين، وبرلمان الاتحاد الأوروبي دعا اليونان مرتين لتغيير هذا القانون، ولكن الطلب رُفض، بالرغم من ذلك فقد جبل آثوس اللاجئين بمن فيهم النساء مرتين في تاريخه، وذلك في اعقاب ثورة عام 1770 "المعروفة في اليونان باسم ورلوفيكا" وفي اعقاب ثورة عام 1821.

Dr.Randa
Dr.Radwa