قال عاطف سعداوي الباحث والمحلل السياسي بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، إن هناك سببين رئيسيين وراء التصريحات التي أطلقها تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، الأول متعلق بشكل مباشر بالقمة العربية الإسلامية التي عقدت في الرياض، والتي ظهر فيها محاصرة شديدة لدور قطر، لافتًا إلى أن القمة تضمنت اتهامات صريحة ومباشرة من بعض الدول، ومبطنة لدول أخرى بأن قطر داعمة للإرهاب بشكل رئيسي، مثل التصريحات المصرية وكلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي كانت تتحدث بشكل مباشر عن الدور القطري في دعم الإرهاب وتمويله، وتوفير الأذرع الآدمية له.

وأضاف سعداوي في تصريح خاص لـ"الهلال اليوم"، إن كلمة الإمارات أيضًا أثارت غضب تميم، لأنها أدانت جماعة الإخوان المسلمين، لما أشارت إليه حول وجود اتهام قوي ومباشر لقطر بأنها داعمة وراعية للتنظيمات الإرهابية، فضلًا عن التصميم الأمريكي العربي الذي ظهر جليًا في القمة، على مكافحة التنظيمات الإرهابية.

وأشار سعداوي، إلى أن أمير قطر لم يكمل القمة، وغادر مباشرة عقب انتهاء كلمة الرئس عبد الفتاح السيسي، القمة، قائلا "إذا لاحظتم أثناء افتتاح مركز مكافحة التطرف "اعتدال" لم يكن تميم موجودا، لأن هذا المركز سيعمل على مكافحة تمويل التنظيمات الإرهابية".

ولفت الباحث والمحلل السياسي بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، إلى وجود عدة مواقف في القمة العربية أغضبت قطر، منها حصر الدور القطري، وإعطاء قيمة وزخم كبير للدور السعودي، لافتًا إلى وجود غيرة وتنافس شديد جدًا بين السعودية وقطر، لأن الدوحة تحاول أن تلعب دورا أكبر من دورها في المنطقة وبالتالي فإن القمة والاصطفاف الأمريكي السعودي تسببت في انزعاجها.

وأشار الباحث والمحلل السياسي بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، إلى أن قطر غاضبة من الندوة التي عقدت في واشنطن، منذ عدة أيام لمؤسسة الدفاع عن الديموقراطية، تحت عنوان "قطر وحلفاء الإخوان الإدارة الأمريكية تدرس سياسات جديدة"، ونقلتها معظم وسائل الإعلام الأمريكية وعلى رأسها قناة فوكس نيوز.

وأشار سعداوي، إلى أن الندوة تضمنت كلمة لـ"روبرت جيتس وزير الدفاع الأمريكي السابق"، أدلى خلالها بتصريحات في منتهى الخطورة، حيث قال الإخوان مثلوا أرضية سبقت ظهور الجماعات الإرهابية المتطرفة مثل القاعدة وداعش، وأشار إلى أن جماعة الإخوان تغير أشكالها وفقًا لاحتياجاتها.

ولفت إلى أن الندوة اشتملت أيضًا على هجوم أمريكي شديد جدًا على قطر، حيث طالب "روبرت جيتس" قطر بتغيير سياستها، ودعا ترامب لإرسال مبعوث خاص إلى قطر لإبلاغها بلائحة الأنشطة التي ينبغي لقطر أن تتوقف عن دعمها وإلا فإن العلاقات الأمريكية القطرية ستتأثر.

وتابع سعداوي: هناك نقطة لم يلتفت لها أحد، في الفترة الأخيرة الماضية شهدت التفات واهتمام ووعي أمريكي بالدور القطري المؤثر على قوة المصالح الأمريكية في المنطقة، والداعم والمحرض للإرهاب ، لافتًا إلى أنه منذ عدة أيام حذرت "فورن بولتي"، التي تعتبر من أشهر المجلات الأمريكية، الإدارة الأمريكية من خطر قطر.

وأشارت المجلة إلى أن قطر على تتبنى سياسيات تقوض مصالح واشنطن في المنطقة، منذ 20 عامًا.