أوضح مرصد الأزهر، أن إتباع السلوك العنيف ظاهرة حديثة على مجتمعاتنا لم نعتاد عليها من قبل، بل إن سرعة انتشارها تستدعي منا دَقَّ ناقوسِ الخطر، خوفًا من مستقبل مجهول ينتظر هذا الجيل وأجيالًا مِن بعده، مقدمًا بعض النصائح الموجزة التي تساعد الآباء على حماية أبنائهم من الأفكار الهدامة تطرف.
وذكر رئيس قسم الشريعة الإسلامية بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، الدكتور عبد الباسط محمد خلف، أن الفترة الأخيرة شهدت العديد من حالات العنف، والاعتداءات الأسرية؛ مما يعكس الفجوة الكبيرة القائمة بين الأسر، في حين ذكر وكيل أسبق وزارة الأوقاف لشئون الدعوة، الشيخ محمد عز الدين، أن القرءان الكريم هو حصن الفرد لتجنب الانسياق خلف الأفكار الهدامة المغلوطة التي يتأثر بها الكثيرون بشكل سلبي خاصًة الشباب منهم.
تعزيز دور المنزل في احتضان الأبناء
في هذا السياق، قال الدكتور عبد الباسط محمد خلف، رئيس قسم الشريعة الإسلامية بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، إن الاهتمام بتربية الأبناء ونشأتهم على الطاعة والمودة من أهم الأشياء التي يجب أن نولي الأنظار إليها، ونهتم بها نظرًا لما يترتب عليها من تشكيل شخصية النشء.
وأوضح عبد الباسط، في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، أن الفترة الأخيرة شهدت العديد من حالات العنف، والاعتداءات الأسرية، وجحود الأبناء على الآباء أو العكس؛ مما يعكس الفجوة الكبيرة القائمة بين الأسر، والتي تتسبب في جعل كل فرد بها عرضة للاستجابة لأي أفكار هدامة.
وأشار إلى أن الأبناء يتعرضون للعديد من الأفكار الهدامة الخطيرة، وعلى رأسها الإلحاد، والتطرف، والإرهاب، والإدمان، وغيرها من الطرق التي لا تؤدي إلى نهايات محمودة، مشددًا على ضرورة تعزيز دور المنزل في احتضان الأبناء لحمايتهم من كافة المهددات الخارجية، بالإضافة إلى تعزيز دور المؤسسات الدينية، لنشر الوعي الديني بين الأبناء ونشأتهم على القيم الدينية السليمة.
القرءان حصن الفرد للحماية من الأفكار الهدامة
ومن جانبه، قال الشيخ محمد عز الدين، وكيل أسبق وزارة الأوقاف لشئون الدعوة، إن توعية الأبناء من قبل الآباء تشمل تعزيز القيم الدينية لديهم، والحرص على تعليمهم المواد الدينية، والعلوم الشرعية وإتقانها جيدًا، نظرًا لدورا الأساسي في تشكيل شخصية واعية قادرة على مواجهة كافة الأفكار الهدامة التي تتعرض لها.
وأوضح عز الدين، في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، أن التعرف على الأحكام الدينية الصحيحة كما جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم، يساهم في إخراج جيل جديد على دراية كاملة بكافة الأفكار الهدامة التي تحيط به ومن الممكن أن يتعرض لها، وعلى رأسها الإلحاد، أو الإرهاب، أو التطرف، وغيرها من الأفكار التي تسعى لهدم المجتمعات، والتأثير على استقرارها.
ونوه إلى ضرورة حرص الآباء على تربية الأبناء وفقًا لأحكام القرءان الكريم وإحياؤه في نفوسهم، لتربية نشء واعي بالقيم الدينية، ومن ثم التصرف على أساسها، مؤكدًا أن القرءان الكريم هو حصن الفرد لتجنب الانسياق خلف الأفكار الهدامة المغلوطة التي يتأثر بها الكثيرون بشكل سلبي خاصًة الشباب منهم، نظرًا لعدم اكتمال شخصيتهم الفكرية وسهولة الانجراف خلف تلك الأفكار.
السلوك العنيف ظاهرة حديثة
وقال مرصد الأزهر، إن إتباع السلوك العنيف ظاهرة حديثة على مجتمعاتنا لم نعتاد عليها من قبل، بل إن سرعة انتشارها تستدعي منا دَقَّ ناقوسِ الخطر، خوفًا من مستقبل مجهول ينتظر هذا الجيل وأجيالًا مِن بعده، وقدم المرصد بعض النصائح الموجزة التي تساعد الآباء على حماية أبنائهم من التطرف، وهى:
- كُنْ صَديقًا لابنك ومصدر أمان له، فالاهتمام بالأبناء لا يعني تقديم وسائل الرفاهية والحماية لهم، بل الأهم من ذلك الاستماع إليهم ومصاحبتهم والتعرف على جوانب حياتهم ليس من أجل السيطرة عليهم، ولكن ليكون الآباء هم أول من يلاحظ أي تغيُّر غير محمود في سلوكيات أبنائهم، فعندما يشعر الطفل بالأمان في حديثه مع والديه، فلا شك أنه سيفضي إليهم بكل ما يحدث في حياته، وبالتالي يسمع لكلماتهم الناصحة.
- الحرص على تربية الأبناء على تعاليم الدين الحنيف، ومبادئه الوسطية، وفِكره الصحيح بعيدًا عن موجات التطرف والمغالاة، فالدين هو الحامي الحقيقي لأبنائنا من خطر التطرف السلوكي.
أقرأ أيضًا:
رئيس حزب الإصلاح:استراتيجية حقوق الإنسان إحداث تنمية شاملة لمصر حديثة
مخصصات تصل 50 مليار جنيه.. جهود وآليات الدولة للنهوض بالتعليم الفني