الخميس 16 مايو 2024

«الفانوس».. اختراع «مرمطته الصين».. وأزمة الدولار تعيده للحياة

25-5-2017 | 18:59

في الليلة السابعة من شهر رمضان، عام 362هـ، كان القمر لايزال وليدا لا يستطيع أن يبدد ظلمة الليل وحده، خرج جمع كبير من المصريين حاملين القناديل التي تضيء بالشموع، خلف قائد الجيش جوهر الصقلي، وحاشيته؛ لاستقبال الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، حبا في نسبه إلى السيدة فاطمة الزهراء، بنت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، واعتبارا من هذا الحدث التاريخي، وُلد «فانوس رمضان»، احتفالا بليالي رمضان.

ومع مرور الوقت، صار شهر رمضان مرتبطا بصناعة وتجارة رائجة، هي «الفوانيس»، التي تعد اختراعا مصريا خالصا، لم يشهد تدخلا خارجيا إلا في منتصف السبعينيات؛ عندما بدأت السلع المستوردة تغزو الأسواق المصرية، وبخاصة الصينية منها.

وتعرض هذا الاختراع المصري، للمرمطة على يد الأنواع الصينية منه، إلى أن أعاده للحياة قرار وزير الصناعة، الذي أصدره العام قبل الماضي، بمنع استيراده من الخارج؛ للحفاظ على العملة الأجنبية، بعد تفاقم أزمة الدولار.

المصري يكسب

يقول مجدي أبو العدب، أحد تجار الفوانيس، بشارع محمد علي في القاهرة إن الفوانيس الموجودة بالسوق هذا العام مصرية خالصة، ولا وجود للأنواع الصينية، والتي كانت مجرد ألعاب، لا علاقة لها بالفوانيس المصرية المعروفة.

وأضاف: «ورثت المهنة عن الأجداد، الذين أسسوا صناعة فانوس رمضان، ولدينا ورشا، تعمل في المجال منذ سنوات طويلة»، مضيفا: «الإقبال هذا العام أكبر من السنوات السابقة، وحب الناس لفانوس رمضان مازال موجودا، وتوجد دول اشترت مني هذا العام للمرة الأولى، مثل: ليبيا».

ولفت: «أسعار الفوانيس تبدأ من 10 جنيهات، وحتى 5 آلاف جنيه، حسب حجمه، وشكله ونوعه، وصناعة الفانوس، تتم عن طريق تحضير الخامات، ويتم قص الفورمة حسب المقاسات، وتدخل التنّاية، والمكبس».

وقالت عائشة محمود، تاجرة فوانيس، بشارع محمد علي، إن أسعار الفوانيس تضاعفت مقارنة بالعام الماضي، وأشارت إلى أن الأسعار، أصابت السوق بالركود، بعد وصول الأسعار إلى أكثر من 120 جنيها للفانوس.