الجمعة 3 مايو 2024

إسماعيل ياسين.. «سُمعة» الذي أضحكنا وقتله الحزن

إسماعيل يا سين

فن15-9-2021 | 09:09

محمد أبو زيد
كوميديان إستثنائي، أحد أهم الفنانين في تاريخ السينما المصرية، حفر في الصخر وذاق ألوان التعب، كان حلمه الأول أن يصبح مطربا حبا في موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، ولكن تحول إلى واحد من أهم الممثلين في السينما المصرية، وباتت له سلسلة أفلام تحمل أسمه هو معشوق الجماهير في ربوع مصر والوطن العربي"أبو ضحكة جنان" و"صاحب السعادة" والذي رسم الابتسامة على وجوه الملايين، هو "ابن حميدو" الفنان الكبير إسماعيل ياسين.

 ولد إسماعيل ياسين في 15 سبتمبر 1912، بمدينة السويس، لأب يعمل جواهرجي، رحلت والدته وهو في سن صغير، باتت موهبته تلوح في الأفق من صغره، وحلم أن يكون مطربا حبا في الموسيقار محمد عبد الوهاب، تكالبت الديون على والده وأفلس وباع المحل الذي يمتلكه، كان السفر إلى القاهرة والعمل في مجال الغناء، حلما يرواده، في أن يصبح مطربا حبا في موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، ولكن لم يستطع تحقيق حلمه، قرر في أحد الأيام شراء مونولوج من أحد المؤلفين وذهب به إلى مدير إحدى صالات الغناء، وقام بغنائه أمامه فقرر تعيينه منولوجيست بمرتب 4 جنيهات شهريًا.

وفي منتصف الثلاثينيات تعرف على السيناريست أبو السعود الإبياري، والذي كان يمنحه منه المونولوجات والأغاني، يسدد ثمنها إسماعيل وقت يشاء، ثم قدمه للراقصة بديعة مصابني ليعمل في فرقتها بجوار المونولوجيست ذائع الصيت سيد سليمان، ومن فرقة "مصابني" جاءت الشهرة وفتحت له السينما ذراعيها، إذ وقع اختيار المخرج فؤاد الجزايرلي له ليشارك في فيلم "خلف الحبايب"، وبعده شارك في فيلم "مصنع الزوجات" عام 1941، ثم قدمه الفنان علي الكسار للمخرج توجو مزراحي ليشاركه في فيلم "علي بابا والأربعين حرامي"، ومع "مزراحي" شارك في عدة أفلام من إخراجه منها "نور الدين والبحارة الثلاثة، تحيا الستات، الطريق المستقيم".

قدم أولى بطولاته المطلقة في السينما في فيلم "الناصح" 1949، وشارك في العديد من الأفلام وارتبط اسمه مع صديق عمره أبو السعود الإبياري الذي كتب له معظم أفلامه حتى فيلم "سكر هانم" والذي قام ببطولته الفنان عبد المنعم إبراهيم في أولى بطولاته المطلقة كان في الأصل مكتوبا لإسماعيل ياسين حتى صدر قرار بمنعه من أداء شخصية سيدة في السينما بعد أن  قدمها من قبل في عدة أعمال، ليقوم إسماعيل ياسين بترشيح عبد المنعم إبراهيم ليقدم الفيلم بديلا عنه وجسد دور "فتافيت السكر" الذي أحدث نقلة فنية في حياة عبد المنعم إبراهيم. 

كان "إسماعيل" يعمل ليل نهار وكان يقوم بتصوير ما يقرب من 5 أفلام في اليوم الواحد في نفس التوقيت، وصفه المنجين بـ "وش السعد" فـفي فيلم "ابن حميدو" تكلف إنتاجه 18 ألف جنيها وحقق إيردات بلغت 300 ألف جنيه وهو رقم خيالي في ذلك الوقت.

 

 كون مع الثائي المخرج فطين عبد الوهاب والمؤلف أبو السعود الإبياري وقدما معه سلسلة أفلام تحمل أسمه وارتبط بها الجميع، وشهدت معظمها ثنائيا آخر وهو الفنان رياض القصبجي "الشاويش عطية". 

سلسة أفلام إسماعيل ياسين من تأيف صديقه أبو السعود الإبياري بدأها بـ"عفريتة إسماعيل يس" 1954، للمخرج حسن الصيفي، و"إسماعيل يس يقابل ريا وسكينة" 1955، للمخرج حمادة عبد الوهاب، و"إسماعيل يس في جنينة الحيوانات" 1957، للمخرج سيف الدين شوكت، و"إسماعيل يس طرزان" 1958، للمخرج نيازي مصطفى، و"إسماعيل يس في دمشق" 1959، للمخرج حلمي رفلة، وفي نفس العام "إسماعيل يس في الطيران" للمخرج فطين عبد الوهاب.

ولم تقتصر سلسلة أفلامه على تأليف أبو السعود الإبياري فقدم "مغامرات إسماعيل يس"، للمخرج يوسف معلوف، من تأليف يوسف عيسى، و"إسماعيل يس في الجيش" 1955، تأليف سامي داوود وعبد المنعم السباعي، وإخراج فطين عبد الوهاب، وعند عرضه الأول في سينما "ديانا" حضر العرض الرئيس جمال عبد الناصر، وفي 1956 قدم "إسماعيل يس في البوليس" تأليف السيد بدير، وإخراج فطين عبد الوهاب، و1956 "إسماعيل يس في متحف الشمع" للمخرج عيسى كرامة، وتأليف جمال حمدي.

وقدم "إسماعيل يس في الأسطول" في 1957 تأليف حسن توفيق والسيد بدير، وإخراج فطين عبد الوهاب، وفي نفس العام "إسماعيل يس للبيع" تأليف كامل الحفناوي، للمخرج حسام الدين مصطفى، و"إسماعيل يس بوليس حربي" في  1958 تأليف علي الزرقاني، للمخرج فطين عبد الوهاب، وفي نفس العام "إسماعيل يس في مستشفى المجانين" للمخرج عيسى كرامة، ومن تأليف عباس كامل وعبد الفتاح السيد. 

 وفي 1961 "إسماعيل يس في السجن" عن رواية سيد سرحان، وسيناريو وحوار جليل البنداري، وإخراج حسن الصيفي، وفي 1964 "إسماعيل يس دكتور"، تأليف أنور عبد الله، وإخراج عمر بدر الدين، وقدّم للسينما نحو 166 فيلما. 

تزوج إسماعيل ياسين 3 مرات، كانت آخرها زوجته فوزية وأنجب منها وابنه الوحيد المخرج الراحل ياسين إسماعيل ياسين، ، وبعد مشوارفني طويل وفي أواخر أيامه تراكمت عليه الديون والضرائب وخسر ثروته، ما اضطره في 1966 إلى حل فرقته المسرحية التي كانت تعمل لمدة 12 عاما، وقدمت ما يزيد عن 50 مسرحية جميعها من تأليف أبو السعود الإبياري. 

 شد رحاله إلى لبنان ليعمل في أدوار صغيرة، وعاد بعدها إلي مصر ليعمل مؤديا للمونولوجات في مصر كما بدأ في بداية مشواره، وظل فترة طويلة يعاني من الحزن الذي أصاب قلبه بالمرض حتى رحل عن عامنا في 24 مايو 1972 إثر أزمة قلبية حادة، رحل "سمعة" وترك خلفه بسمة على وجوه الملايين، وضحكة تخرج من القلب كلما رأيته على الشاشة.

Dr.Randa
Dr.Radwa