أقيمت بمعرض بور سعيد الرابع للكتاب، والذى تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة د هيثم الحاج علي ، احتفالية لتكريم قامة فريدة وعلم من أعلام هذه المحافظة، بل كنز بشري حي من كنوز الفن، وهو شاهد على فترة لا تقل عن نصف قرن أو يزيد من تاريخ مليء بالكفاح والنضال والبناء والتكوين، تحولت فيها بور سعيد مع فنانين رسخوا لفن الخط العربي تاريخًا أسهموا فيه وسطروه مع بقية فناني الخط العربي من أبناء مصر، لكنهم أصبحت لهم كلمة طولى فى هذا النوع من الفنون.
بدعوة كريمة من الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، والدكتور هيثم الحاج علي رئيس هيئة الكتاب، وبحضور د. أحمد بهي الدين العساسي نائب رئيس هيئة الكتاب تم الترحيب بفنان الخط العربي الكبير مسعد خضير البورسعيدي، كقامة أحبت بورسعيد فاشتهر بنسبه إلى اسمها أكثر من اسمه ونسبه.
بدأ اللقاء بتوجيه كلمة ترحيب لتلبية الفنان الكبير دعوة وزارة الثقافة لتكريمه في معرض الكتاب ببورسعيد واعتُبر ذلك مصدر افتخار للمعرض والنشاط الثقافي، وأن الاحتفاء بالخط العربي باعتباره فنا مصريا أصيلا يساعد في بناء الوعي بالموروث الشعبي من خلال هذا التراث الزاخر.
ثم تحدث الكاتب والفنان أ. محمد بغدادي الذي أدار هذه الاحتفالية، ساردا سيرة الفنان والخطاط الكبير وأهم محطاته التي أبرزت تميزه الفني مصريا وعربيا ودوليا.
وأضاف بغدادي، أن خضير البورسعيدي حلقة من أهم حلقات الخط العربي الممتدة، الذي بدأ خلاف كل الخطاطين، حيث خرج من عائلة رصينة فى أبنائها بتوارث موهبة إجادة الخط العربي، وله تميز واضح فى كل أنواع الخطوط بكل الوسائل، وله إنتاج كبير جدا من اللوحات تجاوزت خمسة عشر ألف لوحة، وقبل خمس سنوات توقف عن حصر الأرقام، وأدى ذلك إلى حفاظه على تراث يده وأنشأ متحفا خاصا به لحماية منتجه الكبير، ونتيجة لخبرته الكبيرة درجت سليقته على تسجيل المواقف والأحداث فى كلمات أو حكم نسبت إليه، وانتشرت عنه.
وأكد بغدادى على أهمية وعظمة هذا الفنان الكبير ومساهماته فى محبة الخط العربي عند جماهير كبيرة بسبب رؤية خطوط خضير البورسعيدي على التليفزيون المصري وبالتبعية انتقل ذلك إلى جهات كثيرة من ربوع الأرض.
انتقل الحديث إلى الفنان والخطاط أ. مسعد خضير البورسعيدي، فأخذ يسرد مواقف وأحداثا عاصرها منذ نهاية العقد الرابع من القرن الماضي، وكيف أحب الخط العربي بسبب موقف أحد الخطاطين البورسعيديين القدامى (الدهشوري)، وكيف جعل له الخط العربي قيمة أمام الملك، وكيف تحدى نفسه أن لا يعيد تجارب خطاطين كانوا شهيرين ثم اختفى أثرهم، وأخذ على عاتقه أن يصنع عملا جديدا كل يوم حتى يبقى محافظا على وجوده على الساحة دائما، وكيف أنه وأخيه الأكبر كانا يكملان بعضهما فى صناعة أى عمل.
طوف خضير البورسعيدي بجمهور الحضور حول رسوخ عائلة خضير في هذا الفن، فتناقلوا موهبة الكتابة بالخط العربي جيلا بعد جيل، تحت كل الظروف التي مرت بها عائلته من تهجير واستقرار فى محافظة الغربية، ومساهمته فى حروب مصر ضد الكيان الصهيوني، ثم العودة وأسرته إلى موطنهم الغالي.
وضرب أمثلة لبعض أعماله الفنية وكيف واجه تعنتا من بعض المغالين، بل والمنتفعين من بعض أعماله ماديا، حتى أعاد الأمر إلى قياده مرة أخرى، كرر الفنان الكبير أمام جمهور الحضور أنه لا يمل من الجلوس لفترات طويلة لإنتاج أعماله الإبداعية، وذلك فى الموطن الذي استقر به فترة طويلة وهو بجوار المسجد الحسيني، وجعله قبلة يستقبل ويساعد أي من أبناء مكانه الأثير بور سعيد.
تخلل نهاية اللقاء مداخلات وكلمات ثناء ووفاء لقيمة تفخر بها بور سعيد، وكذلك رحبوا بمبادرة هيئة الكتاب بتكريم الفنان الكبير، وأن دورة المعرض هذا العام بها الكثير من التميز، راجين أن يصل التميز من عام إلى عام بمعرض بور سعيد للكتاب إلى الدولية.