قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الليلة الماضية إن أية إشارة إلى أن المنظمة الدولية يمكنها حل مشكلات أفغانستان "ضرب من الأوهام" وإن قدرتها على التوسط من أجل تشكيل حكومة أكثر شمولًا محدودة.
وردًا على سؤال خلال مقابلة مع وكالة "رويترز" للأنباء بعد شهر من انتزاع طالبان السيطرة على أفغانستان من حكومة مدعومة من الغرب عما إذا كان يشعر بالضغط لمساعدة هذا البلد في محنته، أوضح جوتيريش "أعتقد أن ثمة توقعات لا تستند إلى أساس" بأن الأمم المتحدة لديها تأثير كبير على الأوضاع، باعتبارها المنظمة الدولية الرئيسية التي لا تزال موجودة هناك.
وأرسلت دول عدة آلاف من الجنود إلى أفغانستان وأنفقت مبالغ طائلة على مدى 20 عاما منذ أطاح غزو قادته الولايات المتحدة بطالبان لإيوائها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
وأنفقت الولايات المتحدة تريليون دولار سدى، إذ انهارت الحكومة والجيش الأفغانيان اللذان دعمتهما واشنطن قبيل انسحاب كامل للقوات الأمريكية وقوات الدول الأخرى في أغسطس الماضي.
وأكد جوتيريش قبيل التجمع السنوي لزعماء العالم في نيويورك المقرر الأسبوع المقبل أن "من يظن، في ظل فشلهم في حل مشكلات أفغانستان رغم كل هذه الموارد، أن بوسعنا الآن، ودون هذه القوات والأموال، حل المشكلات التي لم يتمكنوا من حلها خلال عقدين فهو واهم".
وأضاف أن الأمم المتحدة ستفعل كل ما في وسعها من أجل بلد "على شفا أزمة إنسانية كبيرة"، كما قرر الحوار مع طالبان بغية مساعدة سكان أفغانستان البالغ عددهم 36 مليون نسمة.
وقال جوتيريش إنه يدعم الجهود الرامية لإقناع طالبان بتشكيل حكومة أكثر شمولًا مما كانت عليه قبل 20 عامًا. وأضاف أن الأمم المتحدة ليس لديها قدرة تذكر على الوساطة وينبغي لها التركيز على "موقعها كمنظمة دولية موجودة هناك لدعم الشعب الأفغاني".
وأشار قائلًا "لا تنتظروا المعجزات"، مشددًا على أن الأمم المتحدة قد تتحاور مع طالبان، لكن الحركة لن تقبل مطلقًا أن يكون للمنظمة دور في تشكيل حكومة أفغانية جديدة.
وذكر جوتيريش أن المساعدات الإنسانية يجب أن تستخدم أداة للمساعدة في إقناع طالبان باحترام الحقوق الأساسية، ومنها حقوق النساء والفتيات.
وتعهدت الحكومات بتقديم أكثر من 1.1 مليار دولار مساعدات هذا الأسبوع لأفغانستان وبرامج اللاجئين في البلدان المجاورة.