السبت 23 نوفمبر 2024

تحقيقات

بعد انتحار فتاة المول.. أطباء يحذرون من تجاهل الضغوط النفسية ويؤكدون دور الأسرة

  • 16-9-2021 | 21:22

انتحار فتاة

طباعة
  • باسم يوسف

أثارت واقعة انتحار فتاة سيتي ستارز حالة من التعاطف بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أعادت للأذهان مشهد انتحار مهندس من فوق برج القاهرة قبل عام تقريبا، فيما حذر أطباء من تجاهل الضغوط النفسية التي يمر بها أي شخص والتي قد تدفعه لإيذاء نفسه أو صعوبة الحياة بما يقوده في النهاية إلى الانتحار.

وطالب أطباء ومتخصصون في علم النفس بضرورة الوعي والاهتمام بالتواصل بين الأسرة والأبناء والتفاهم واستخدام لغة حوار بعيدة عن العنف والضغط لاحتواء الأبناء ومساعدتهم في حل أية مشكلات قد تواجههم حتى لا يصل الأمر إلى الدخول في مرحلة الاكتئاب الحاد، موضحين أن الأمر قد يتطلب التواصل مع طبيب نفسي مباشرةً في بعض الحالات.

مواجهة الضغوط النفسية

وفي هذا الصدد، قال الدكتور محمد عبد المنعم، الخبير النفسي، إن حادث انتحار فتاة في أحد المولات يدق ناقوس الخطر بشأن ضرورة الانتباه في حالة مرور شخص بأي ضغوط نفسية، موضحا أن أي شخص عند مواجهته لضغوط نفسية  يجب أن تعلم مهارات التكيف وزيادتها وإيجاد شخص قريب منه يشاركه في الرأي ويناقشه مع زيادة مهارات حل المشاكل لديه.

وأكد في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الجانب الديني والاجتماعي في هذا الأمر مهم، لأنه يجب أن يكون هناك شبكة من الأسرة والأصدقاء التي تساعد الشخص لكي لا يكون منعزلا، مضيفا أن هذا الأمر قد لا يصبح ذات قيمة إذا وصل الشخص إلى حالة المرض وأصبح مريض اكتئاب، والمشكلة أن تكمن في أن البعض يصعب عليه التمييز بين حالة الضيق أو الحزن وبين الاكتئاب كمرض.

وأشار إلى أن الشخص إذا وصل لمرحلة الاكتئاب حينها يحتاج إلى مساعدة متخصصة من طبيب نفسي، موضحا أن الناس العاديين يصعب عليهم التمييز بين الاكتئاب والحزن وتدخلهم في تلك الحالة قد يكون متأخرا وغير مجدٍ.

وأوضح أن السمات الشخصية في تلك الحالة هي الأساس، فيجب على الشخص أن يتعامل مع الضغوط باعتبارها جزء من الحياة، وأن يعمل على تنمية مهاراته الشخصية وكيفية التعامل مع الضغوط بشكل سليم بدون الوصول إلى مرحلة الانتحار أو التدمير النفسي، مضيفا أن الشخصيات وأنماط التفكير والدين ومستوى التعليم والمستوى الاجتماعي كلها عوامل مؤثرة في هذا الأمر.

وأضاف أن كل شخص له الطريقة المثلى التي تناسبه في التعامل مع الضغوط وما يناسب شخص لا يناسب آخر، مؤكدا أننا نحتاج للتواصل والدعم النفسي والاجتماعي للأشخاص للتعامل مع الضغوط، مع مراعاة أن الأشخاص المنعزلين الذين لا يختلطون مع آخرين وليس لديهم شبكات اجتماعية مقربة مثل الآرامل والمطلقين وكبار السن ومن فقدوا ذويهم أو ابتعدوا عن أقاربهم أو زملاء في العمل هم الأكثر عرضة للاكتئاب.

دور الأسرة

ومن جانبه، قال الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، إنه مواجهة الضغوط النفسية تتطلب الدعم من المقربين والمختصين في بعض الحالات، وخاصة الأسرة، فيجب على الأسرة التفاهم والتعامل بحرص شديد مع أبنائهم وخاصة الشخصيات العصبية، مضيفا أن واقعة انتحار فتاة سيتي ستارز تكشف أهمية دور الأسرة وتعاملهم الصحيح مع أولادهم.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الأهل يجب أن يتقربوا من أولادهم ويتحدثون معهم في حل المشاكل التي يواجهونها، ويجب أن يكون الحوار قائما على التفاهم والاحتواء، وليس بالقهر ولا بالعنف ولا بالضغط ولا بالضرب، الموضوع يتم حله بالتفاهم وتبادل الآراء لوصول إلى حل يرضي الطرفين وفهم وجهة نظر الآخر.

وأضاف أن الحوار بين الآباء والأبناء يمكنه أن يساعد في تخفيف الضغوط عن أبنائهم وهو أمر يتوقف على أسلوب التعامل، موضحا أنه في حالة اكتشاف أية ميول للانتحار أو الحديث عنه يجب التوجه مباشرة إلى طبيب نفسي لأن النصائح بشأن التزام الصلاة وقراءة القرآن والتركيز على الجوانب الدينية وحدها في تلك المرحلة لن تجد نفعا.

وأشار إلى أنه يجب على الشخص عندما يشعر باكتئاب لا نتركه لوحده إطلاقًا لكي لا يلجأ للانتحار ويجب أن نتواصل معه دائمًا، مشيرا إلى أن الاعتقاد الذي نفكر فيه أن الشخص المكتئب علاجه أنه يخرج ويتنزه للترفيه هذا خطأ، فيجب أن يذهب إلى إخصائي في علم النفس ليحدد له بروتوكول يسير عليه إذا كانت الحالة تحتاج إلى مصحة يقوم بإدخاله مصحة مباشرةً، وفي حالة عدم احتياجه يسير على بروتوكول آخر حتى يعود إلى حياته الطبيعة مرة أخرى.