كانت بيعة العقبة الثانية مقدمة لبناء الأمّة الإسلامية، وقد حرص النبي -صلى الله عليه وسلّم- على إيضاح عِظم هذه البيعة وأهمّيتها من خلال البنود التي عرضها على الأنصار
سبب تسمية بيعة العقبة الثانية
سُمِّيَت بيعة العقبة بهذا الاسم نسبةً إلى المكان الذي بايع فيه الأنصار رسول الله في مكة، حيث حدثت فيها بيعتان الأولى والثانية، وسميت بيعة العقبة الثانية كي تتميز عن البيعة الأولى، والتي عقدت قبلها بعامٍ كاملٍ، حيث بدأت البيعة الأولى في العقبة بعد عام من مقابلة الرسول صلى الله عليه وسلم مجموعة من أهل يثرب في السنة الثانية عشرة من البعثة.
بنود بيعة العقبة الثانية
السمع والطاعة
من بنود بيعة العقبة الثانية السمع والطاعة لله ولرسوله في كافة الأحوال، سواءً في العسر أو في اليسر وذالك لقول الله تعالى: "وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ"
الإنفاق
حيث يتم الإنفاق بالجهاد والمال، وذلك لأن المرحلة القادمة التي سيُقبل المسلمون عليها في تأسيس الدولة تعتمد على الجهاد، والجهاد يحتاج إلى جيش وعدة واقتصاد قوي، وذالك لقول الله تعالي: "وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من فضائل الأمة الإسلامية وعلامة من علامات الخير فيها، قال الله عز وجل: "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم، مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ"
كلمة الحق
من أهم صفات المؤمنين الذين يحبّون الله ويحبّهم الذين يقولون كلمة الحق ولا يخافون في الله لومة لائم، قال الله عز وجل: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ"
القتال
كانت الدعوة في أوّلها وتحتاج إلى القتال دفاعاً عن الدعوة وعن رسول الله، ويكون الدفاع عنه كما لو أنهم يدافعون عن أولادهم، أو أزواجهم، أو حتى أنفسهم، وهكذا كان الأنصار في بيعة العقبة الثانية على أهبة الاستعداد لرفع سيوفهم دفاعاً عن الرسول ونصرةً له.
ما مقابل بنود بيعة العقبة الثانية؟
هي المقابل لكل ما تم الاتفاق عليه وهي الجزاء الذي سيحصلون عليه مقابل دفاعهم وجهادهم في سبيل نصرة الرّسول؛ فهي صفقة مع الله، وجزائهم ليس في الدنيا إنما في الآخرة بدخولهم الجنة.