تواصل مصر جهودها لتعميق التعاون مع الجانب الليبي بهدف إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار، حيث تم امس توقيع نحو 14 اتفاقية بين مصر وليبيا في شتى المجالات، وقد أكد خبراء اقتصاديون أن هذا التعاون يصب في صالح اقتصاد البلدين كما أن مصر تمتلك تجربة ملهمة فب التنمية والبناء يمكنها أن تساعد في إعادة إعمار ليبيا
كان الفريق عبد المنعم التراس رئيس الهيئة العربية للتصنيع، قد التقى أحمد علي أحمد عمر وزير الصناعة والمعادن الليبي، اليوم، لبحث سبل التعاون المشترك بين البلدين وتبادل الخبرات الصناعية وتدريب الكوادر البشرية.
وتم الاتفاق بين البلدين علي تأسيس لجنة مشتركة لتبادل الخبرات الصناعية ونقل التجربة المصرية الحديثة لتعميق التصنيع المحلي وتوطين التكنولوجيا، كما تم الاتفاق على إرسال خبراء فنيين من العربية للتصنيع لرفع كفاءة وإعادة تشغيل المصانع الليبية.
التجربة المصرية ملهمة
وفي هذا السياق، قال الدكتور وليد جاب الله، الخبير الاقتصادي، إن العلاقة بين مصر وليبيا علاقة تاريخية بحكم الموقع الجغرافي والعلاقات الطيبة بين الشعبين المصري والليبي والتعاون في كافة المجالات ، مضيفًا أن هناك لجنة مشتركة لتنسيق العلاقة بين الدولتين ، وإن كانت لم تنعقد اجتماعاتها منذ نحو 10 سنوات .
وأوضح جاب الله، خلال تصريح لبوابة " دار الهلال" أن الدولة المصرية بالتزامن مع هدوء الأوضاع في ليبيا وظهور أفكار لإعادة الإعمار، سبقت في ذلك الطريق بأنها قامت ببرنامج إصلاح اقتصادي ومشروعات تنموية كبرى خاصة في مجال البنية التحتية والبنية الصناعية وغيرها من المجالات.
أشار الخبير الاقتصادي، إلى أن التجربة المصرية إضافة حقيقة لمساعدة الجانب الليبي في فترة إعادة الإعمار ونقل الخبرات المصرية التي اكتسبتها مصر خلال الـ 10 سنوات الماضية للجانب الليبي، فضلا عن تعزير التعاون الذى يوثق العلاقة بين الشعبين المصري والليبي.
وأضاف جاب الله، أن الشركات المصرية سيكون لها دور في إعادة إعمار ليبيا، وأن توقيع بروتوكولات التعاون والحديث في هذا الملف في هذه الفترة هو حديث مهم للوصول إلي أفضل صيغة من صور التعاون، لافتًا إلي أنه خلال الفترة المقبلة هناك تطور في كافة المجالات واتجاهات متعددة لتحسين الجانب الليبي، بالتزامن مع التطور في الملف السياسي.
خدمة اقتصاد البلدين
و
قال الدكتور أمجد عامر خبير التنمية واستشاري تطوير المناطق العشوائية والإدارة المحلية، إن عقد برتوكولات بين مصر وليبيا لتبادل الخبرات الصناعية يصب في مصلحة الاقتصاد المصري، ويهدف إلي الارتقاء بالصناعة المصرية اليبية وتصدير خبرة البلدين لبعضهما.
وأضاف خلال تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن سيتم تبادل الخبرات والإمكانيات والتكنوجيا الحديثة في العديد من المجالات بين البلدين، لافتًا إلى أن الهيئة العربية للتصنيع قامت في الآونة الأخيرة بعدة مشروعات صناعية، ومشروعات خدمية بينها وبين وزارة الإنتاج الحربي.
وأوضح عامر، أن نجاح الهيئة العربية للتصنيع في إنتاج صناعات حديثة متطورة، وفقا لمواكبة العصر، لفتت أنظار السوق الأفريقي اتجاه الصناعة المصرية، لذا تهدف دولة الليبية إلي تبادل الخبرات المصرية الليبية حتي تتمكن من نقل الخبرة المصرية للخبرة الليبية، وحتي تنال رضا المواطن الليبي والمصري لأنه يعتبر إنتاج مشترك بين الصناعات المصرية والليبية.
وأشار خبير التنمية، إلى أن مصر وليبيا سيشهدان خلال الفترة المقبلة العديد من الصناعات المشتركة، وفقًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي في إنشاء مشروعات صناعية دولية كبري بين الدولتين الشقيقتين.