جددت اليوم السبت منظمة الصحة العالمية النداء للدول المتقدمة لبذل جهد أكبر لإيصال لقاحات فيروس كورونا إلى إفريقيا، ومنع القارة من التحول إلى أرض خصبة للمتغيرات الجديدة التي قد تثبت مقاومتها للقاحات الحالية، وجاء نداء المنظمة بعدما قالت ماتشيديسو مويتي، مديرة إفريقيا في منظمة الصحة العالمية في مؤتمر صحفي عقد الخميس الماضي: «إن الظلم المذهل والتأخر الشديد في شحنات اللقاحات.. قد ينتهي بهما الأمر إلى إعادة العالم بأسره إلى المربع  الأول، حيث بدايات فيروس كورونا.

تطعيم 17٪ فقط من سكان إفريقيا بنهاية 2021

جاء هذا التحذير في الوقت الذي اضطر فيه تحالف «كوفاكس» المدعوم من منظمة الصحة العالمية الذي تم إنشاؤه لتوصيل إمدادات اللقاح إلى البلدان ذات الدخل المنخفض، إلى قطع شحناته المتوقعة إلى إفريقيا هذا العام بسبب النقص العالمي، وهو ما حذرت من تبعاته تقارير المنظمات الإفريقية المعنية بملف الصحة والأمراض الوبائية، والتي ذكرت أنه من المتوقع أن تتمكن إفريقيا من تطعيم 17٪ فقط من سكانها بحلول نهاية العام، وهو أقل بكثير من هدف 40٪ الذي حددته منظمة الصحة العالمية في وقت سابق من هذا العام.

ماتشيديسو مويتي: إفريقيا ستفقد أهدافها في التطعيم

مديرة إفريقيا في منظمة الصحة العالمية قالت: «ما دامت الدول الغنية تحبس كوفاكس خارج السوق فإن إفريقيا ستفقد أهدافها في التطعيم». مرددة تعليقاتها من قبل المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الذي دعا قادة العالم الذين يحضرون الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل إلى إعطاء الأولوية للمساواة في اللقاحات، والوفاء بتعهداتهم المتعلقة بتقاسم الجرعات، وتسهيل تبادل التكنولوجيا والمعرفة والملكية الفكرية والسماح بالتصنيع الإقليمي للقاحات.

وقال تيدروس: تم إعطاء أكثر من 5.7 مليار جرعة لقاح على مستوى العالم، ولكن تم إعطاء 73٪ من جميع الجرعات في 10 دول فقط»، مضيفا أن البلدان ذات الدخل المرتفع أعطت جرعات أكثر بـ 61 مرة لكل فرد من البلدان منخفضة الدخل، وكلما طال أمد عدم المساواة في اللقاحات، زاد انتشار الفيروس وتطوره، واستمر الاضطراب الاجتماعي والاقتصادي لفترة أطول.

وجاء التعليقات في الوقت الذي اجتمعت فيه لجنة من الخبراء المستقلين الذين يعملون كمستشارين لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، لمراجعة البيانات وإجراء تصويت على ما إذا كان الأمريكيون بحاجة إلى جرعات معززة من اللقاحات.