الثلاثاء 18 يونيو 2024

قرع جرس كنيسة خرّبها تنظيم ''داعش'' بالموصل للمرة الأولى منذ سبع سنوات

كنيسة

عرب وعالم19-9-2021 | 11:33

دار الهلال

وسط زغاريد المصلين، دق جرس كنيسة مار توما في الموصل القديمة، وهو أول جرس كنيسة يعاد تركيبه في كبرى مدن شمال العراق، بعد سبع سنوات من سيطرة جهاديي تنظيم "داعش" على المدينة.


أمام عشرات الأشخاص، أغلبهم من المسيحيين الذين قدموا من المناطق المجاورة، قرع الأب بيوس عفاص الجرس في كنيسة السريان الكاثوليك التي ما زالت أعمال الترميم جارية فيها.


تم تركيب الجرس الذي يبلغ وزنه 285 كيلوجراما والمصنوع في لبنان، بفضل تبرعات من منظمة "التآخي" غير الحكومية الفرنسية التي تساعد الأقليات الدينية، ونقل من بيروت بالطائرة، ثم بالشاحنة إلى الموصل.


وصفق الحضور لدى قرع الجرس وزغردت النساء ورددت الصلوات.


وقال الأب بيوس عفاص في كلمته "أخيرا، بعد سبع سنين من الصمت قرع ناقوس مار توما وللمرة الاولى في الجانب الأيمن من الموصل".


وأعلن متطرفو التنظيم الموصل "عاصمة" لهم في العراق في صيف 2014، قبل أن يتم طردهم على يد الجيش العراقي والتحالف الدولي في عام 2017.


وقال الأب بيوس عفاص "إنه يوم فرحة كبيرة جدا وأتمنى أن تزداد الفرحة أكثر عندما يتم إعادة بناء ليس جميع المساجد والكنائس في الموصل فحسب بل المدينة كلها بمواقعها التاريخية والحضرية وكل مساكنها".


وأضاف "إن عودة قرع الناقوس هذا يؤذن بأيام أمل ورجاء مستقبلية ويفتح المجال أيضا أن شاء الله لعودة المسيحيين إلى مدينتهم العريقة".


وحوّل المتطرفون كنيسة مار توما التي تعود إلى القرن التاسع عشر إلى سجن ومحكمة. وما زالت أعمال الترميم فيها مستمرة وقد تم تفكيك الأرضية الرخامية لإعادة تركيبها بالكامل.


وقالت نداء عبد الأحد، وهي من أبناء الموصل، إنها جاءت من أربيل حيث عاشت عدة سنوات لتشاهد "كنيستي من جديد تبنى وتتجدد وتنبض فيها الحياة من جديد". وقالت هذه المعلمة التي تبلغ من العمر 40 عاما إنها "فرحة لا توصف. أشعر كأن المسيحية تعود لتنبض من جديد".


وقد أرغم العديد من مسيحيي العراق على الهجرة، بفعل الحروب والنزاعات وتردي الأوضاع المعيشية. ولم يبقَ في العراق اليوم سوى 400 ألف مسيحي بين سكانه البالغ عددهم 40 مليونا بعد أن كان عددهم 1,5 مليون عام 2003 قبل الاجتياح الأمريكي.


وقال فرج بنوا كامورات مؤسس ومدير جمعية التآخي في العراق "نريد أن يكون هذا الجرس رمزا لولادة جديدة في الموصل".


وأضاف كامورات بينما يستذكر قذيفة هاون اخترقت أحد أقبية المبنى أن "كل ما يمثل الصليب ويشير الى المسيحية دمر... بإمكان المسيحيين أن يتركوا الموصل ويتخلوا عنها الى الابد. لكنهم لم يطووا الصفحة وباتوا الان يستثمرون الكثير فيها". ولكنه يقر بأن حوالي خمسين عائلة مسيحية فقط عادت إلى المدينة. ومن يأتي للعمل فيها أثناء النهار يغادرها في المساء الى المدينة التي فروا اليها.