يقيم مناقشة كتاب "موسكو تل أبيب" للدكتور سامي عمارة، في المركز الثقافي الروسي، الصادر عن دار نهضة مصرللنشر والتوزيع، وذلك يوم الأحد الموافق 26 سبتمبر، بحضور لفيف من المثقفين والسياسيين، وذلك سعيًا لتقديم الجديد وتسليط الضوء على أهم القضايا التي تشغل العالم العربي.
و يأتي الكتاب كقراءة جديدة لتاريخ دولة إسرائيل ليقدم للقارئ العديد من الحقائق التي تستند على وثائق رسمية، ليؤكد أن ما قدمه الإتحاد السوفيتي من جهد ومساعدات كان العامل الرئيس في قيام دولة إسرائيل، على النقيض من الشائع حول "وعد بلفور" في 1917، وذلك ما أكده وأعترف به مؤرخون سوفييت، ومؤسسي دولة إسرائيل وما تلا ذلك من تدفق للهجرة السوفيتية منذ سبعينيات القرن الماضي، والتي كانت مقدمة لإختلال موازين الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وزيادة تعقيدها.
ويرصد الكاتب سامي عمارة قصة البديل الأول للوطن المقترح لليهود بعيدا عن فلسطين، حيث خطط "ستالين" إلى منح شبه جزيرة القرم لليهود ثمنا لتسوية مالية رهن بمقتضاها ستالين الجزيرة لضمان سداد ديون لليهود بقيمة 20 مليون دولار مستحقة على نظامه من إرث سابقه لينين، لكنه غير رأيه عندما واجه ثورة وغضب من سكان القرم الذين شنوا هجوما على قطارات اليهود وأجبروها على العودة من حيث أتت بمن عليها.
وتابع فخشى ستالين من حدوث إضطرابات بالاتحاد السوفيتي لذا دعم بشدة لاحقا تأسيس دولة يهودية على أرض فلسطين وتنفيذ وعد بلفور لليهود كى ينقذ بلاده، كما وافق على ترحيل أكبر عدد من اليهود إلى فلسطين وتسليحهم بما حصل عليه بأسلحة ألمانية، جرى تقديمها إلى يهود فلسطين خصما من ديون الاتحاد السوفيتى المستحقة للوكالة اليهودية الأمريكية، يلفت عمارة إلى أن الدعم العسكرى السوفيتى الفعلي لإسرائيل كان قبل إعلان اليهود لتأسيس دولتهم إسرائيل بثلاثة أشهر تقريبا.
و الدكتور سامي عمارة، صحفي كبير ومراسل تلفزيوني، حصل على الدكتوراه في اللغة الروسية والترجمة من جامعة لينينجراد، ويعد أحد أهم خبراء الشؤون الروسية، وكانت بدايته في العمل بين القاهرة وموسكو بعد تخرجه في كلية الألسن، ثم تحوله لعالم الترجمة والصحافة ليقدم للمكتبة العربية أكثر من 30 كتابًا في الثقافة والسياسة والتاريخ.