أثارت خطوبة الطفلين بالحوامدية حالة من الجدل بين رواد مواقع التواصل الاجتماعى، فيما حذر خبراء من تداعيات الزواج المبكر، لأنه يؤدى إلى ظهور حالات كثيرة من الطلاق، كما يهدد الأسرة والأبناء، ويدمر الطفولة، بسبب عدم إدراك الطرفين لهذه الخطوة والمسئوليات الملقاة على عاتقهم، وهو أمر قد مما يؤدى إلى دخول فى حالة من الاكتئاب لعدم اختيار الشخص المناسب.
وكانت قد أقيمت حفل خطوبة طفلين عمرهما 12 عاما، في إحدى قرى مركز الحوامدية، فيما قامت الأجهزة الأمنية باستدعاء والديهما، للتعهد بعدم زواجهما قبل أن يتما ١٨ عاما.
خطر شديد وجهل
وعن هذه الواقعة، قالت الدكتورة خلود زين استشارى العلاقات الأسرية، إن وقائع زواج الأطفال فى سن صغير والتي كان آخرها طفلى الحومدية، تمثل خطرًا شديدًا وجهل متوارث، ولابد من مواجهته.
وأضافت في تصريح لبوابة "دار الهلال" أن هذا يعد جهلا من الأهل تمامًا، بالإضافة إلى ظهور جيل غير مسئول تمامًا، لأنهم أطفال صغار ولا يستطيعون تحمل أى مسئولية ويعتقد أن الحياة تعتمد على الأم والأب وهما من يتكلفون مصاريف الزواج، وينشأ جيل غير قادر على تحمل المسئولية.
وأوضحت أن هذه الظاهرة موجودة فى المناطق الريفية حيث أن الأب و الأم لديهم ابن وحيد، فيقوموا بتزويجه من بنت تبلغ من العمر 12 أو 13 سنة لتقوم بالخدمة في البيت.
وأشارت إلى أنه يوجد بعض من التجار الكبار يقوموا بعمل أفراح وهميه ليستردوا أموالهم، يعلنون خطبة طفلين ومن الممكن أن الموضوع لا علاقة له بالزواج بل لأنه يجمع الفلوس لتساعده فى تجارته.
وأضافت أن هناك سببا آخر لهذه الوقائع وهو جذب الانتباه أو التريند، وفى الغالب يمكن أن يكون شخص عنده قناة أو يريد لفت الانتباه إليه ليكون حديث المجتمع لقضية وهميه، وأنها ليست قضية حقيقة أبدا.
وأضافت أن الشباب الذين يبلغون 30 عامًا من عمرهم ولم يتزوجوا حتى الآن لتكوين نفسه وعدم القدرة على الزواج بسبب التكاليف الباهظة، قد يتأثروا نفسيًا لدرجة الاكتئاب بسبب أخبار وصور زواج الأطفال لأنه لم يجد أحدًا يساعده وأنه يعتمد على نفسه.
زواج نهايته الانفصال
ومن جانبها، قالت الدكتورة أسماء حفظى، استشارى علاقات أسرية، أن واقعة خطوبة طفلى الحومدية حادثة فردية وليست ظاهرة فى المجتمع، مضيفةً أن الواقعة قد يكون سببها الرغبة في استمرار العلاقات بين العائلتين.
وأضافت فى تصريح لبوابة "دار الهلال " أن خطوبة الأطفال فى هذا السن قد يكون الهدف منها ربط العلاقة بين الأسرتين، وسياسات داخلية بين العائلات للحفاظ على شغلهم ومالهم.
وأشارت إلى أن الطفل فى هذا السن يجهل التفاصيل والالتزامات بشأن الخطوبة فإذا سألت الطفل عن الجواز أو تعرف عن الخطوبة والشبكة والدهب ؟ فالرد لا أعرف"، فهو يعرف أن فى احتفالية فى وقت ما، ويرسل إليها هدايا ويزورها ويلعبوا مع بعض، لأنهم غير ناضجين ولا يوجد فهم ولا إدراك ولا وعى ولا اختيار ولا معايير معينة يعيشوا بها.
وأضافت أن الطفل من الواضح أنه أجبر على الخطوبة، فلو تمت الخطوبة ثم تحولت إلى زواج، فى الغالب أنه لن يكمل حياته مع هذه الفتاة بنسبة 70% فى مقابل الإحساس أنه لم يكن مجبورًا على هذه الحياة وهو قادر أن يغير هذه الحياة.
وأشارت إلى أنه عندما يصل إلى حد الطلاق ولا يقدر على فعل هذا نتيجة للعادات والتقاليد، سيظهر شخص آخر متعدد العلاقات وستكون زوجته ستكون فى البيت ولكن لا تمثل له أى شعور.
وأوضحت أنه لو استمرا على نفس الأسلوب مع أبنائهم سوف يظهر جيل غير قادر على التفكير وتحمل المسئولية، لكن لو اتعلموا من أخطائهم أنهم أجبروا على حياة ليست من اختيارهم وكان أهاليهم يستخدموهم فى تحقيق مصالحهم، فلا نريد أن نكرر الشئ هذا مع أولادنا فطبعا لن يتكرر الخطأ.