الأحد 12 مايو 2024

ابنة نجيب محفوظ: دار الشروق أساءت إلى والدي حيا وميتا (حوار)

نجلة نجيب محفوظ

ثقافة20-9-2021 | 17:23

بيمن خليل

انفراد.. بوابة "دار الهلال" تنفرد بحوار مع ابنة نجيب محفوظ حول حقوق نشر أعماله إلكترونيًّا

خلافات دار الشروق كانت منذ حياة والدي

دار الشروق "أساءت وأضرت بنجيب محفوظ وأسرته"

هدفنا الإبقاء على أعمال الأديب الكبير نجيب محفوظ خالدة

لحقت أعمال والدي عمليات تزوير على المستوى الورقيّ والإلكترونيّ

منافسة دور النشر غير شريفة

دار الشروق كانت على علم بتزوير الكتب ولم تفعل شيئا

الذي أثار دور النشر أني تعاقدت مع مؤسسة هنداوي

لسنا أسرته فقط المتضررين بل كان والدي ضحية الصراعات بين دور النشر

شهدت الأوساط الثقافية مؤخرًا ضجة كبيرة، حينما أسندت "أم كلثوم" نجيب محفوظ الشهيرة بـ هدى نجيب محفوظ ابنة أديب نوبل الراحل، حقوق ملكية نشر مؤلفات وأعمال نجيب محفوظ الإلكترونية إلى مؤسسة هنداوي مما أثار ضجة كبيرة في الأوساط الثقافية.

وتباينت ردود الأفعال بين دور النشر أيضًا حيث اعتبرت دار الشروق أنها صاحبة حقوق الملكية الوحيدة منفردةً دون غيرها وذلك بموجب العقود التي وقعتها مع أديب نوبل الراحل، وهو ما ترى ابنة أديب نوبل أنه منافٍ للحقيقة، وأنه جانبه الصواب، مشيرةً إلى أنها لا تجد مبررًا لهذه الضجة الكبيرة التي أثيرت من منح حقوق نشر أعمال نجيب محفوظ الإلكترونية لمؤسسة هنداوي، معللةً ذلك؛ بأن أعمال "محفوظ" تسرق عيانًا بيانًا ويتم نشرها ليل نهار على المواقع دون حقوق نشر ودون استفادة من أسرة نجيب محفوظ علاوةً على أن أعمال محفوظ  الورقية يتم تزويرها طوال الوقت ولا أحد يتصدى للمزورين.

 كما أنه لا يتصدى أحد للمواقع التي تنشر أعمال نجيب محفوظ دون وجه حق، وعلاوةً على ذك ترى هدى نجيب محفوظ أن دار الشروق أضرت كثيرًا بأسرة والدها كما أضرت أيضًا بأعمال نجيب محفوظ نظرًا لأن العديد من الشكاوى تأتيها دائمًا بأن أعمال والدها ليست متوفرة في السوق.

بعدما أثيرت هذه الضجة أجرت بوابة "دار الهلال" حوارًا مع ابنة أديب نوبل الراحل الذي تحدثت خلاله عن الكثير من الأزمات التي تعرضت لها الأسرة والكثير من المشكلات التي أحاطت علاقة نجيب محفوظ بدور النشر، ومن بينها دار الشروق التي حدثت الخلافات بينها وبين نجيب محفوظ منذ العام 2000م أي قبل وفاته بـ 6 أعوام واستمرت هذه الخلافات بين أسرة وورثة نجيب محفوظ ودار الشروق  حتى هذه الأيام، وأخيرًا أثيرت هذه الضجة الكبيرة فكانت لبوابة دار الهلال هذا الحوار مع نجلة أديب نوبل الراحل..  وإلى نص الحوار:

 

أثيرت منذ أيام قليلة ضجة حول حقوق طباعة مؤلفات أديب نوبل الراحل مع دار الشروق؟

بالفعل يوجد أزمة بين أسرة نجيب محفوظ ودار الشروق حول حقوق طباعة مؤلفات والدي، ولكني أؤكد أن العقد بيني وبين دار الشروق مازال قائمًا، وسينتهي في العام القادم 2022م.

منذ متى بدأت الخلافات بين أسرة نجيب محفوظ ودار الشروق؟

"وهنا احتدت قائلة" إن دار الشروق ليست أول مرة تحدث بينهما خلافات، فالخلافات كانت في حياة والدي أيضًا وقبل أن يتوفى في عام 2000، وتجددت خلافاتنا "كـ أسرة نجيب محفوظ" من جديد مع دار الشروق منذ وفاة والدي، فيوجد خلافات كثيرة بيننا منذ زمن طويل، لن أتحدث عنها بالطبع ولكني سأقول بأن دار الشروق "أساءت وأضرت بنجيب محفوظ وأسرته" ويوجد خلافات مستمرة طوال الوقت، لم نجد لها حلول، ترضي الطرفين.

لماذا لم تتفاوضوا مع دار الشروق لربما تصلوا إلى حل جذريّ؟

"مقاطعة" مَن قال إننا لم نحاول.. حاولنا بالفعل، فأنا وأختي بعد وفاة والدتي رحمها الله، جددنا العقد مع دار الشروق، لأننا ننظر ونتطلع إلى أعمال والدي ولسنا مرحبين أن نظل في هذه المشاكل، وأن ننقل أعمال والدي من دار إلى أخرى، لسنا نرحب بذلك، فهدفنا الأول والأخير هو الإبقاء على أعمال الأديب الكبير نجيب محفوظ خالدة، دون الدخول في مشاكل وأزمات لا أجد داعٍ لها، "قاطعتها سائلاً".

 وماذا بعد آخر تعاقد بينكم وبين دار الشروق؟ هل هدأت الدنيا قليلًا؟

فأجابت.. صراحة لم نجد أي تغيير يذكر، لأني في تجديد العقد الأخير مع دار الشروق لم أكن أرى أنه شيء جيد، وصبرت 7 سنوات أخرى على أمل أن تحل المشاكل ولكن للأسف لم تحل.. ولكننا فعلنا ما علينا، وقلنا سننسى ما مضى وسنبدأ من أول وجديد مع دار الشروق.

"وأكملت بحسرة".. تعاقدنا معهم ولكننا مازلنا في ضيق من هذا الأمر والأمور تزداد سوءًا ولم تحل بعد.. فهل من المعقول أن نظل في هذا الضيق طوال الوقت، فأنا أرى أنه كان يجب على دار الشروق أن تقدر ما قمنا به من تجديد العقد معهم، وأن يسعوا إلى تحسين وتغيير الأمور الذي لا ترضينا.

ولكن أثير الموضوع بصور كبيرة لفتت انتباه الوسط الثقافي بأكمله منذ أن تم إعلان التعاقد مع مؤسسة هنداوي لنشر أعمال الأديب الكبير نجيب محفوظ إلكترونيًّا

"تحدثت مازحة ومتعجبة".. الموضوع أثير بطريقة كبيرة وضجة لم أكن أتخيلها ولا أعلم ماذا حدث، فقد هاتفني الكثير من الناس حول هذا الموضوع، فأنه معروف منذ زمن أنه توجد مشاكل قائمة ومتواصلة بين أسرة نجيب محفوظ ودار الشروق في نشر مؤلفاته، وأني أقابل وأتفاوض مع ناشرين وهذا الأمر معروف للجميع، ولا يوجد أي قرار قد أخذته حتى الآن في هذا الشأن بخلاف تعاقدي مع مؤسسة هنداوي لنشر أعمال نجيب محفوظ مدى الحياة إلكترونيًّا ويشمل التعاقد الروايات والمقالات، ومؤسسة هنداوي تقدمها مجانًا للقارئ دون مقابل، فلا أجد في الأمر شيء يستحق هذه الضجة والإثارة حول هذا الموضوع.. فما الغريب؟

إذًا فما تفسيرك في اشتعال الأزمة إلى هذا الحد في الأوساط الثقافية؟

"وصفت الأمر بالمنافسة غير الشريفة".. الحقيقة أنا أظن أن ما جعل الموضوع يشتعل إلى هذا الحد أنه يوجد من الناشرين المنافسين هم من استغلوا هذا الأمر واختلقوا هذه المواضيع على أن تعاقدي مع مؤسسة هنداوي سيؤثر على العمل الورقي، فالحقيقة أن دار الشروق ذاتها تعاقدت مع والدي في عام 2000 على نشر أعماله إلكترونيًّا، بينما كان مازال التعاقد الورقي مع دار السحار في ذلك الوقت، "أكملت ساخرة" فلماذا إذًا كل هذه الضجة في أمر عاديَّ فعلته الشروق مع والدي من قبل؟ "

 

ماذا فعلت أسرة نجيب محفوظ بشأن تزوير أعماله؟.. وكيف واجهت ذلك؟

"تحدثت مـتأثرة.. بأسى" لحقت أعمال الأديب نجيب محفوظ عمليات تزوير عديدة سواء على المحتوى الورقيّ والإلكترونيّ، ويوجد مواقع كثيرة تنشر أعماله دون وجه حق، ولا يوجد أحد أوقفهم عن فعلتهم.

"ولكن دعني أعود مجددًا لتكملة لسؤالك السابق"..  أن الذي أثار دور النشر أيضًا في هذا الشأن إني تعاقدت مع مؤسسة هنداوي، وبالطبع المواقع جميعها تنشر مزور، وجميعها على الإنترنت، ولكن يأتي السؤال هنا، لماذا لم يثوروا وقتها عندما كانت الكتب تتعرض للتزوير، ووقت ما تعاقدنا مع مؤسسة هنداوي وستعمل على الكتب بصورة جيدة أصبح الأمر سيضر الناشرين؟ أمر عجيب حقًّا (لا تعليق).

ماذا يزعجك في أفعال دور النشر بخصوص هذا الأمر وكيف ترينه؟

"قالت محتدة".. يوجد أوقات تنافس شريف وأوقات أخرى تنافس غير أخلاقي بالمرة، والذي تداول بخصوص هذا الأمر السبب فيه المنافسة غير الشريفة من بعض دور النشر المُنافسة، التي تسعى لأن تحصد الموضوع لنفسها، وهذا ينم عن تنافس غير أخلاقي، فأتذكر منذ وقت طويل قد قرأت مقالة بخصوص هذا الأمر وكانت مقالة مزعجة، بها مغالطات كثيرة، وللأسف كانت المجلة تابعة لوزارة الثقافة المصرية، ولكن القائمين على هذا الأمر أدركوا الخطأ وقاموا بحذفها فور نشرها، حيث كان يوجد بها كلام غير لطيف (دون الدخول في تفاصيل الموضوع).

 

هل تلقيت عروض من دور نشر أخرى بشأن مؤلفات والدك الأديب الراحل؟

بالفعل يوجد عروض كثيرة من دور نشر أخرى عرضت عليا نشر مؤلفات والدي، سواء من داخل مصر أو خارجها، يوجد منهم مَن أحببت تعاملهم والبعض الآخر لم أرتاح معهم، ورفضتهم بيني وبين نفسي، وقلت لا يمكن أن أتعامل معهم، وأوكد مرة أخرى أنه لا يوجد أي قرار اتخذته في هذا الشأن حتى الآن، وحتى تنتهي فترة تعاقدي مع دار الشروق.

"أكملت بحزن وانكسار".. أليس يحق لي أن أختار الناشر الذي أرتاح معه وأنا متضررة ومتعبة؟ وأتمنى أن دور النشر تتسم بطرق أخلاقية في المفاوضات، وإثارة المواضيع.

مدى الضرر الذي تعرضت له أسرة نجيب محفوظ في هذا الشأن؟ وهل لدى أسرته النية في التعاقد مع دار الشروق مجددًا؟

"فأجابت ثائرة".. لسنا أسرته فقط المتضررين، بل كان والدي نفسه ضحية الصراعات بين دور النشر، والشروق قد قدمت لي عرضًا جديدًا، ولم أرد عليهم حتى الآن، ولا على غيرهم، وأنا عانيت من مشاكل عديدة مع الشروق على مدار سنوات طويلة وأظن أنني لن أستطيع أن أتعاقد معهم مرة أخرى للأسف.

 

كيف تعاملت دار الشروق مع محاولات تزوير المؤلفات الخاصة بنجيب محفوظ؟ وهل تخاذلت دار الشروق وأهملت في نشر أعمال والدك؟

دار الشروق كانت ترى أنه يوجد تزوير كبير للكتب في المواقع، ولست أعلم هل تعاملوا مع هذا الأمر أم لا، وهم تضايقوا عندما تعاقدنا مع مؤسسة هنداوي، "أكملت بسخرية".. كأن تعاقدي مع هنداوي هو الذي سيؤثر في العمل، وهذه المواقع المزيفة والمقرصنة أليست تؤثر في العمل؟ يوجد أكثر من موقع يزورون أعمال والدي، وقد تلقيت مكالمات كثيرة يقولون لي أنهم حمَّلوا كل أعمال والدي من هذه المواقع، بدون وجه حق، أين إذًا دار الشروق من كل هذا، أم أنهم فقط تضايقوا من تعاقدي مع مؤسسة هنداوي؟

أما عن تخاذل دار الشروق وإهمالها في نشر أعمال والدي هذا الموضوع أثير منذ فترة طويلة وليس بجديد، وقبل أن أفكر أن أقابل ناشرين، ويوجد ناس هاجموا دار الشروق لأنهم وجدوا مؤلفات كثيرة من مؤلفات والدي ليست موجودة، ووجدت ناس تأتي إليَّ وتطلب مني نسخ لأعمال والدي، وللأسف كنت أعطيهم نسخة من إصدارات دار السحار، وقد تحدثت مع الشروق كثيرًا حول هذا الموضوع وأنكروا ذلك، صحيح لم أملك دليل على هذا ولكن الناس اشتكت لي كثيرًا من ضئالة وجود أعمال والدي مع الشروق.

Dr.Radwa
Egypt Air