اختتم معرض بورسعيد الرابع للكتاب الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور هيثم الحاج علي، ضمن احتفالات وزارة الثقافة ببورسعيد عاصمة الثقافة المصرية تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي وتوجيهات وزيرة الثقافة الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم.
وفي أمسية من أمسيات معرض الكتاب ببورسعيد أشاد الكاتب والمؤرخ د. طارق منصور بدور شعب بورسعيد في ملحمة 1956 ضد القوات الغازية، حيث لم يقف بالحديث عند المواجهة الباسلة لشعب بورسعيد ضد الغزاة.
و تناول تفاصيل الملحمة بدءا من قرار تأميم قناة السويس وانتهاء بعام 1958 نهاية لتلك الملحمة. وقد شدد على أن مصر دولة تحترم الآخر، وتحرص على حسن علاقاتها بالآخرين سواء ممن ترتبط بهم مصالحها أم الدول الصديق، وهذا ما أبرزه في تحليله لصيغة قرار التأميم، الذي نص في فقرته الأولى على تعويض المساهمين الأوروبيين في شركة قناة السويس بسعر إقفال بورصة باريس في ذلك اليوم.
وقد بدأ الكاتب والمؤرخ د. طارق منصور حديثه بالتركيز على ثورية الشخصية المصرية ومقاومتها بكل ما تملك للمستعمرين والغزاة، حيث أشاد بدور الفن في مقاومة الغزاة مستشهدا بالفنان سيد درويش وكيف وظف الفن واللحن والكلمة في مقاومة الاستعمار الإنجليزي حتى دفع حياته ثمنا لتلك المقاومة.
وفي معرض حديثه عن انتصار أكتوبر 1973 بين حجم التضحيات التي قدمها شعب بورسعيد وأهالي القناة في تلك الحرب وكيف تم تهجيرهم من خط القناة والمعاناة التي عانوها في سبيل الانتصار والأخذ بالثأر من العدو الصهيوني، وحتى عودتهم ثانية؛ وأوضح أن شعب بورسعيد يستحق المزيد من التكريمات لضخامة التضحيات التي قدمها على مر التاريخ منذ عهد الخديوي إسماعيل وحتى عودته لأرضه وافتتاح القناة ثانية عام 1975 .
وقد بين كيف خطف الإخوان مصر من المصريين عام 2011-2012 وتسببوا في فشل ثورتهم، مما دفع جموع المصريين للخروج ثانية في 30 يونيو 2013 لاسترداد مصر بقيادة ابنها البار الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي تشهد مصر الآن في عهدة مشروعا نهضويا يماثل ما كانت تشهده مصر خلال الخمسينات والستينات من القرن العشرين، وطالب الجماهير بالاصطفاف حول السيد الرئيس لإنجاح المشروع النهضوي لمصر.
واختتم كلمته بمطالبة وزيرة الثقافة بإطلاق مبادرة “هنا عاش شهيد”، أسوة بمبادرتها السامية “هنا عاش” التي أطلقتها في هذا الإطار وشملت مجموعة من أعلام الفن والأدب.
وفي إطار هذه الأمسية شارك الكاتب والمؤرخ محمد الشافعي، رئيس تحرير الهلال السابق، الذي تناول ثورة 23 يوليو 1952 وصولا إلى حرب 1956 والدور الذي لعبه أبناء بورسعيد في المقاومة الباسلة، مع سرد لعدد من أبطال بورسعيد وعلى رأسهم السيد عسران وكيف تم اغتيال الضابط الانجليزي ولها الفدائيين.
لقد كانت تلك العملية من أنجح وأبرز عمليات المقاومة السرية آنذاك تتبعها فى أهميتها عمليتا «اختطاف الضابط «مورهاوس» يوم 11 ديسمبر 1956، ومهاجمة ملجأ الدبابات البريطانية يوم 15 ديسمبر، وفقا لتقدير يحيى الشاعر «قائد المجموعات الشعبية المقاتلة» في بورسعيد «ضمن تشكيلات» المقاومة السرية فى منطقة القناة.
وأشار الشافعي في حديثه إلى النهضة الصناعية والثقافية والاقتصادية التي شهدتها مصر زمن الرئيس جمال عبد الناصر، وهو المشروع الذي كان يهدف إلى نقل مصر نقلة نوعية في مواجهة القوى الاستعمارية الغربية، وجعلها واحدة من القوى العظمى. وقد بين أيضا حجم المخاطر التي تشهدها مصر في مواجهة أعداء البلاد ممن يتربصون بها للقضاء على مشاريعها النهضوية والتنموية.
وفي المجال الفني أيضا تحدث الشافعي عن كيف أن الفن المصري أرخ للأحداث التي وقعت في مصر بدءا من ثورة 23 يوليو 1952، وكيف استطاعت الأغنية والسينما المصرية أن تبرز صورة مصر وأحداثها الكبرى آنذاك، وتصدر تلك الصورة للعالم كله؛ حيث قدم عدة نماذج مما كتبه الأبنودي في الإطار الوطني ويؤرخ لمصر.
وقد شهدت الندوة إقبالا كثيفا من رواد المعرض، حيث كانت هناك عدد من المداخلات من جانب بعض الحضور من بينهم واللواء يسري عمارة واللواء غريب الشلقاني والشاعر السيد الخميسي والكاتب محمد خضير وأ. آمال عسران والناقد أسامة المصري وغيرهم.