يصدر قريبًا عن منشورات الجمل كتاب سرديّ بعنوان "لا أحد هنا" للكاتب العراقي صلاح الحمداني.
وجاء على غلاف الكتاب: ليل آخر يقترب، وهو الآن على أبواب المساء، ومازلت أحضر عدة الرحيل، ماذا ستقول لي يا ترى حين ألتقي بها بعد كل هذا الغياب، وكيف سألتقط خيط حديث انقطع خلال فترة سنوات المنفى، ألقيت الحقيبة فوق فراش النوم، استرخيت، وانشغلت أحدق في السقف، كنت فارغًا، لا أفكر بشيء، وقفت بكامل قامتي، فتحت جيوب الحقيبة، بعدها جلست على حافة السرير، وأخذت لأتطلع حولي، بأي شيء سأملأ هذه الحقيبة.
فجأة تركت الأشياء مبعتثرة، في غرفتي وغادرت، في الخارج كانت كل الأشياء في مكانها، السماء الممطرة، الجادة العريضة، الأشجار العارية، حتى جارتي التي فقدت زوجها قبل أيام، كانت تتفسح مع خطوات بطء مشي كلبتها الهرمة، تحت غشاء الغيوم أديت عليها تحية المساء، وابتعدت بخطواتي نحو أعمق باريس، دليلي أضواء الأرصفة، ومشاكسات المشردين.
يذكر أن صلاح الحمداني، شاعر وكاتب وممثل ومخرج مسرحي عراقي، ولد في بغداد، عام 1951، وقضى أربعة أعوام في الجيش العراقي من 1969 إلى 1973، ترك العراق لأسباب سياسية بعد أن أمضى أشهر من شبابه في دهاليز المعتقلات وإسطبلات تعذيب المناهضين لنظام صدام، وهو اليوم منفي ومقيم في فرنسا منذ عام 1975.
بدأ كتابة الشعر في السجن وهو لم يبلغ من العمر سوى 20 عاما، وقام بزيارة لعائلته عام 2004 وذلك بعد سقوط نظام صدام حسين في العراق أي بعد 30 عاما من المنفى، وفي عام 2008 أنتجت "إمانويل لاغرانج " فيلما وثائقيا عن صلاح الحمداني، حمل عنوان : "بغداد باريس، سيرة شاعر".