قبل أيام وقعت مصر وليبيا عدة مذكرات تفاهم لتعميق التعاون في شتى المجالات بين البلدين خلال زيارة عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية إلى مصر، وأعقبها عدة خطوات لزيادة التعاون ومن بينها استئناف الرحلات الجوية بين القاهرة وطرابلس بعد عدة سنوات من الانقطاع، وكذلك استعداد ليبيا لاستقبال قرابة المليون عامل من مصر وفقا لتصريحات وزير العمل الليبي.
وكانت العلاقات المصرية الليبية دائما في ترابط عبر عقود وتم إبرام عدة اتفاقات مشتركة تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي لإعمار ليبيا وثمار هذا الاتفاق المشترك دخل حيز التنفيذ اليوم حيت تم تشغيل الطيران بين مصر وليبيا من أكس وتشغيل رحلات يومية من مصر إلى ليبيا واتخاذ الإجراءات اللازمة لتسيير الرحلات الآتية من مصر إلى مطار مصراتة – بنينا – معيتيقة- بعد توقف دام 4 سنوات بسبب الحالة الأمنية في ليبيا.
تأتي هذه الخطوة عقب الزيارة التي أجراها رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة خلال الأيام الماضية لجمهورية مصر العربية، والتي تم خلالها التوقيع على العديد من الاتفاقيات مع الجانب المصري.
وعلى جانب آخر، تعود العمالة المصرية بقوة لبناء دولة حديثة من جديد لتعيد لمصر دورها في المنطقة كدولة محورية وداعمة لاستقرار دول المنطقة وإعادة إعمارها كما حدث في الماضي، وهو ما يتحقق على أرض الواقع مع ليبيا التي تمثل لمصر عمقها الاستراتيجي ودولة الجوار التي تقوم مصر بواجبها تجاهها
جهود مصرية لإعادة الأمن لليبيا
وقال الدكتور محمد شاكر أستاذ العلوم السياسية، إن مصر وليبيا دولتين تربطهم علاقة قوية والشعب الليبى والمصري يتكلمان نفس اللغة ويوجد على الأراضي الليبية ملايين المصريين يعملون على مدار السنيين، مؤكدا أن خطوة فتح المجال الجوي بين البلدين جاءت بعد سنوات من الانقطاع على إثر تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا.
وأكد شاكر في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أنه هناك تنسيقا مشتركا بين القيادة المصرية والليبية بهدف إعادة الأمن والاستقرار إلى الأراضي الليبية، وخاصة أن استقرار ليبيا جزء من استقرار مصر، مضيفا أن الأمن القومي للبلدين مترابط وكان من الضروري استمرار التنسيق والتعاون حتى عودة الحياة لطبيعتها لبناء دولة جديدة في ليبيا.
واكد أن مصر بذلت جهدا كبير في إعادة الأمن إلى ليبيا، ولها نصيب في إعادة الإعمار من خلالا استثمارات رجال الأعمال المصريين في ليبيا وعودة العمالة المصرية إلى هناك، مضيفا أن مصر لديها الخبرات الكافية في كافة المجالات الخاصة بالإعمار وإصرار القيادة الليبية على وجود مصر في إعادة إعمار جاء بفضل دور الجيش المصري في إعادة الأمن والأمان للدولة الليبية التي عانت لفترة كبيرة من عدم وجود جيش ليبي مدرب.
التجربة المصرية في البناء
ومن جانبه، قال الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، إن العلاقة بين مصر وليبيا علاقة قوية ووثيقة وان عدم استقرار ليبيا يؤثر بالطبع على مصر، مؤكدا أن إعادة الدولة الليبية إلى وضعها الطبيعي واستعادة الشعب الليبي لدولته الوطنية وبدء إرساء دعائم النهضة أمر ضروري، وهو أمر يتحقق بعد تحقيق الاستقرار السياسي.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن التجربة التنموية المصرية التي يتم تنفيذها على ارض الواقع محل ترحيب من القيادة السياسية الليبية على بناء دولة ليبية حديثة، مضيفا أن الأزمة الليبية تتصدر أولوية الأجندة السياسية المصرية وهناك حرص على بناء وحماية الدولة الوطنية ومنع التدخلات الأجنبية في الشأن الليبي.
وأشار إلى أن مصر تدعم الدولة الليبية في شتى المجالات وحث الشعب الليبي على المشاركة في بناء دولتهم، مؤكدا أن التجربة المصرية ناجحة حيث شهدت البلاد في فترة تولى الرئيس السيسي طفرة كبرى في بناء دولة.