تُقام يوم الأحد المقبل الموافق 26 سبتمبر في الساعة السادسة مساءً حفل توقيع ومناقشة رواية " لا تقربوا الأشواجندا" للكاتبة والفنانة التشكيلية ناهد تاج، وذلك بمسرح قصر ثقافة الشاطبي.
ويناقش الوراية د. نور عابدين أستاذ النقد الأدبي والبلاغة المساعد بقسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، و أ. سامي حلمي الباحث والناقد السينمائي ونائب رئيس مجلس إدارة لاتيليه الإسكندرية، و أ. محمد عبد الوارث الأديب القاص نائب رئيس اتحاد كتاب مصر السابق فرع الإسكندرية .
ومن أجواء الرواية لم تتحمل دينا سوى قراءة صفحات قليلة من مذكرات والدتها، كادت الكلمات تسبح في دموعها وتغرق أطراف الحروف, لو كانت تعلم أن ليلة زفافها هي ليلة الوداع ما كانت تختار الواقع الذي سرق سعادتها! لكنه القدر دائمًا يعشق المفاجآت, اشرأبت عيناها إلى صناديق الأحذية ذات الكعب العالي المخزنة فوق الدولاب وكأنهم ينظرون إليها, يتهامسون ويوبخون الصندوق الذي وجدت دفتر المذكرات مخبأً داخله, رغم مرور سبع سنوات على وفاة والدتها, لكنها لم تستوعب مفاجأة رحيلها التي غدرت بها دون سابق إنذار.
رضخ سكون تلك الغرفة المقماة للبعثرة التي أثارتها دينا كلما حضرت لزيارة والدها, كل شيء بالغرفة في نفس مكانه, الوسائد والمفروشات محتفظة برائحة عطر اللافندر, كم هي وفية لذكرى صاحبتها! السرير الملتصق بالحائط برغم فسيح الغرفة من الطبيعي وضعه بالمنتصف لكنها رغبة والدتها دائمًا تبغض المنتصفات ولا سيما نومها متكورة بجوار الحائط يشعرها بالطمأنينة, ليت بطن الحائط تفتن على الأسرار الدفينة بين أحشائها, أحيانا الفتنة ترحم من الجنون, أطالت النظر إلى إطار المرآة المهشمة وقد بات عاريًا فأصبح لقمة سائغة للسوس ينخر جوانبه, سألت نفسها: ما السر وراء هذه الصناديق المكدسة فوق الدولاب؟ منذ طفولتها وهي تكثر السؤال نفسه, لماذا اشترت والدتها كل هذه الأحذية برغم أنها لم تنتعل إياها مطلقا؟ بل وتصرخ في وجه كل من يمس أحدها حتى ابنتها الوحيدة, واليوم مثل الأمس لا إجابة ولا من مجيب يطيّب خاطرها.