الأربعاء 29 مايو 2024

أخرجها من نفق مظلم.. دور المشير طنطاوي في قيادة مصر بعد يناير 2011

المشير طنطاوي

تحقيقات21-9-2021 | 16:47

هبة عمرو

رحل المشير محمد حسين طنطاوي عن عالمنا اليوم عن عمر يناهز 85 عاما ، بعد رحلة طويلة من العمل العسكري والسياسي، أثمر عن العديد من الإنجازات التي جعلته  قادرا على تولى حكم مصر لفترة مؤقتة في وقت عصيب بعد أحداث 2011.

وقاد المشير طنطاوي البلاد خلال تلك الفترة بحكمة ونجح في العبور بالبلاد إلى بر الأمان ومواجهة الاضطرابات، حيث مرت مصر بحالة سياسية عصيبة بعد ثورة 25 يناير 2011 بعد تنحي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، حيث حاول المشير طنطاوي ،القائد العام للقوات المسلحة و وزير الدفاع الأسبق، امتصاص غضب الجماهير العريضة التي كانت متواجدة في ميدان التحرير في ذلك الوقت، وإنقاذ مصر من خطر انفلات البلاد لعدم وجود رئيس جمهورية.

قيادة البلاد لبر الأمان

وخلال تلك الفترة، تولى طنطاوي رئاسة مصر بشكل مؤقت بصفته رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وذلك لحين إجراء انتخابات رئاسية عاجلة في عام 2012، و شكل وزارة مؤقتة برئاسة أحمد شفيق، وأصدر طنطاوي طوال فترة توليه لحكم مصر قرارا بعدم إطلاق أي رصاصة علي المتظاهرين الموجودين في ميدان التحرير، و بالفعل ظل هذا القرار ساريا حتى تسليمه السلطة بعد انتخابات 2012.

واستطاع طنطاوي التعامل الجيد مع  الفوضى الموجودة في ذلك الوقت عندما حاول المتظاهرون اقتحام مبني وزارة الدفاع، ولكن تمسك طنطاوي بقراره بعدم اطلاق أي رصاصة علي أي متظاهر والالتزام بأعلى درجات ضبط النفس، واجتمع طنطاوي باللواء حمدي بدين، قائد سابق لقوات الشرطة العسكرية المصرية ورئيس مجلس إدارة الهيئة الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية حاليا، لإيجاد حل سلمي للتعامل مع المتجمهرون من خلال حشد عدد كبير من الجنود الذين اندفعوا بشكل كبير على المتظاهرين  دون اطلاق أي نار أو قنابل مسيلة للدموع، مما أدي لتراجع المتظاهرون لميدان العباسية وغمرة.

وقرر طنطاوي إجراء انتخابات رئاسية عاجلة في أقرب وقت استجابة لمطالب المتظاهرين وجراء أحداث محمد محمود في نوفمبر عام 2011، وبالفعل تم تحديد موعد الانتخابات يومي 23 و24 مايو عام 2012 طبقا لما أعلنته اللجنة العليا للانتخابات والمجلس الأعلى للقوات المسلحة .

تم إجراء الانتخابات في موعدها، و فاز المرشح محمد مرسي بنسبة 51.73% على منافسه السياسي أحمد شفيق الحاصل على نسبة 48.27%، و قرر بعدها طنطاوي تسليم السلطة للمرشح محمد مرسي بعد أداء اليمين الدستورية و تسلم منصب رئاسة جمهورية مصر العربية في 1 يوليو عام 2012.

وفي 12 أغسطس من نفس العام، أحيل طنطاوي للتقاعد، وابتعد طنطاوي عن الحياة السياسية بعد تقاعده، ومارس حياته بشكل طبيعي، ونصحه بعض زملاؤه على كتابة مذاكرته عن أحداث يناير 2011، لكنه رفض الرجوع للأضواء السياسية مرة أخرى خاصة بعد صراعه الطويل مع المرض.

نعي الرئيس السيسي للمشير طنطاوي

وصباح اليوم رحل المشير طنطاوي عن عالمنا، حيث نعى الرئيس السيسي المشير طنطاوي اليوم قائلا: "فقدت مصر رجلاً من أخلص أبناءها وأحد رموزها العسكرية الذي وهب حياته لخدمة وطنه لأكثر من نصف قرن.. المغفور له المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي الأسبق .. بطل من أبطال حرب أكتوبر المجيدة ساهم خلالها في صناعة أعظم الأمجاد والبطولات التي سُجلت بحروف من نور في التاريخ المصري."

وتابع: قائد ورجل دولة تولى مسؤولية إدارة دفة البلاد في فترة غاية في الصعوبة تصدى خلالها بحكمة واقتدار للمخاطر المحدقة التي أحاطت بمصر.

إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، إذ ينعي للأمة رجلاً كانت له صفات الأبطال، فإنه يعرب باسمه وباسم شعب مصر وحكومتها عن خالص عزائه ومواساته لأسرة الراحل المشير محمد حسين طنطاوى، ويدعو المولى عز وجل أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته جزاء صالح أعماله للوطن.