مهمتنا إعداد الأدوات التي تحمي المسيرة السلمية
إعداد القوات المسلحة.. استثمار جيد في إطار التنمية الاقتصادية والاجتماعية
أجرى المشير محمد حسن طنطاوي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي والقائد العام للقوات المسلحة، الذى رحل عن عالمنا اليوم الثلاثاء، عن عمر يناهز 85 عامًا، حوارًا صحفيا مع الكاتب الصحفى سمير رجب، فى جريدة المساء بتاريخ 4 أكتوبر عام 1994، مؤكدا أن حرب أكتوبر هي ملحمة مصرية نادرة سوف تظل نقطة مضيئة في تاريخها ومنهلا للدروس المستفادة رغم مرور الزمن، مشيرا إلى أن هذا النصر العظيم يمثل الأمن والاستقرار والقدرة على إثبات الوجود العربي على الخريطة العالمية، وتأكيد أهمية المنطقة العربية، كما يمثل أيضا بداية مرحلة جديدة من السلام والاستقرار تركز فيها الجهود على التنمية، والرخاء للشعوب العربية جمعاء.
التوازن العسكري فى الشرق الأوسط
وقال المشير طنطاوي إن مصر لم تدخر جهدا في سبيل المحافظة على هذا التوازن في المنطقة سواء بالتحرك الدبلوماسي في المحافل الدولية والإقليمية لجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، أو بالتحرك العسكري من خلال إيجاد المكانة المؤثرة والفعالة للقوة العسكرية المصرية، والتي يمكنها حاليا بما تمتكله من إمكانات وقدرات أن تسيطر على هذا التوازن، وأن تحد من تفاقم الخلل في أي وقت.
دور القوات المسلحة فى وقت السلم
وحول دور القوات المسلحة في زمن السلم، أكد وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة من جديد أن السلام لا يعين الاسترخاء العسكري، فالسلام أصبح رغبة ملحة تراود فكر الشعوب والمجتمعات في إطار النظام العالمي الجديد، ونحن بدرونا نسعي إليه بل ونعضد كل جهد يبذل لإنجاح مسيرة السلام في الشرق الأوسط أو خارجه، لكن هذا ولا شك لا ينسينا أن السلام يجب أن يؤمن بالقوة العسكرية.
من هنا، فإن القوات المسلحة تعمل على ألا يقتصر دورها على الإعداد لصراع مسلح بقدر ما هو الإعداد للأدوات التي تحمي المسيرة السلمية، ووسائل السياسة الخارجية التي تضمن نجاح الأهداف الاستراتيجية للدولة.
لذلك كان حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على التدريب الجيد للقوات وبصورة مستمرة خلال خطط زمنية تشتمل على التخطيط والمتابعة المستمرة والتفتيشات الدورية والتقييم العادل للأداء المتميز وتطبيق دقيق لمبدأ الثواب والعقاب، كل ذلك كان ضمانا لليقظة المستمرة وتأكيدا على أن القدرة العسكرية للدولة سوف تظل إحدي المكونات الرئيسية في حساب قوي الدولة الشاملة وعاملا فعالا يؤثر ويتأثر بمجريات السياسة الدولية.
تدريب وإعداد القوات المسلحة
أكد المشير طنطاوي أن تدريب وإعداد قوتنا المسلحة حاليا هو في حقيقته ترشيد، حيث أنه استثمار في إطار خطط التنمية الشاملة الاقتصادية والاجتماعية في مفهومها العام والشامل، إذ أنه من خلال القوة القادرة على حماية الأمن القومي والمصالح العليا للدولة تتم عمليات التقدم والتنمية المختلفة تحت مظلة أمنية محكمة تحقق لها أهدافها.
الصناعات العسكرية المصرية
وعن الصناعات الحربية، قال وزير الدفاع والإنتاج الحربي الرحل، إن لدينا قاعدة عسكرية كبيرة في قطاع الإنتاج الحربي يرجع تاريخها إلي أكثر من 45 عاما، فالهيئة القومية للإنتاج الحربي لديها 16 مصنعا كبيرا، وبعض هذه المصانع يعتبر في الحقيقة عدة مصانع مجتمعة، والهيئة العربية للتصنيع بها 9 مصانع كبيرة على مستوي عالي من التكنولوجيا المتقدمة، بالإضافة إلي مصنعين مملوكين للقوات المسلحة.
وأكد المشير طنطاوي في هذا الصدد، أننا وصلنا تقريبا إلي توفير مطالبنا بنسبة مائة في المائة من بعض أنواع الإنتاج الحربي، فمثلا في مجال الذخائر فنحن ننتج احتياجاتنا بالكاملن كما ننتج جميع أنواع الأسلحة الصغيرة بدءا من الخدمات الأولية، وأيضا جميع أنواع أعيرة المدافع المختلفة من الأعيرة الصغيرة إلي الأعيرة الكبيرة، بالإضافة إلي المدفعية المضادة للطائرات، وبعض الصواريخ المضادة للطائراتوالمركبات المدرعة وأجهزة الإشارة.
وفي نهاية حديثه، قال المشير طنطاوي أن نصر أكتوبر إنما يمثل بصدق نقطة التحول التي أكدت نجاح العسكرية المصرية، وإظهار قوة المقاتل المصري وصلابة معدنه، ولا جدال أن النصر كان انعكاسا لتخطيط دقيق وأداء متميز ومحصلة عرق وجهد رجال مصر المخلصين.