دعت منظمة أطباء بلا حدود الدولية غير الحكومية العاملة في المجال الطبي والإنساني بعدم تكرار الأخطاء الناتجة عن الاستجابة لوباء فيروس كورونا المستجد في التخطيط لأية جائحة أخرى في المستقبل.

وقالت السكرتيرة الطبية الدولية للمنظمة ماريا جيفارا - في بيان، اليوم، بجنيف - إن "الاستجابة العالمية للوباء فشلت في توفير الوصول المتكافئ والعادل حتى الآن، حيث انقسم العالم إلى عدد محدود من البلدان حيث يمكن للأشخاص حماية أنفسهم من هذا المرض الفتاك، وأغلبية أخرى من البلدان التي يترك فيها الأشخاص معرضين للإصابة".

وحذرت من أنه كلما طالت مدة تقسيم العالم إلى من يملكون لقاحات وعلاجات كورونا ومن لا يملكون، كلما طالت مدة الوباء وزادت إمكانية أن تتطور المزيد من المتغيرات والمزيد من الوفيات والمعاناة.. مشيرة إلى أن الأماكن التي تعمل بها شهدت انهيارا شبه كامل للأنظمة الصحية تحت وطأة

مرض أصبح الآن يمكن الوقاية منه إلى حد كبير، واصفة النقص الشديد في الوصول إلى اللقاحات والعلاجات والتشخيص في بلدان بإفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية بـ"المدمر وغير المعقول".

كما حذرت من أن عدم المساواة الذي طال أمده والأثر الاجتماعي والاقتصادي الشامل للوباء، تهدد بمزيد من التدهور في الوصول إلى الرعاية الصحية في العديد من البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، موضحة أن هناك ثلاثة أشياء بشكل عاجل يمكن من خلالها تجاوز الوباء، أولها: إعادة توزيع

لقاحات كورونا الزائدة على الفور للبلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، وذلك قبل انتهاء صلاحية هذة الجرعات، وثانيها: المساعدة في نقل تكنولوجيا التصنيع وإنتاج اللقاحات إلى مراكز إقليمية، وأخيرا أن تقوم الحكومات بدعم مبادرة التخلي عن بعض حواجز الملكية الفكرية.

وشددت على ضرورة بذل كافة الجهود للوصول باللقاحات إلى من هم خارج النظام من لاجئين ومهاجرين ونازحين، وغير ذلك ممن يعيشون في مناطق خارج سيطرة الحكومة، مؤكدة أنه حان الوقت لإلقاء نظرة نقدية على الأسباب الجذرية لأزمة الوصول للقاحات والعلاجات في مواجهة الوباء،

وكذلك عدم المساواة الهيكلية في النظام الصحي العالمي الذي يركز سلطة صنع القرار وملكية التقنيات الصحية المنقذة للحياة في أيدي عدد قليل من الدول القوية وصناعاتها الصيدلانية.