صباح السبت الماضي، تداولت العديد من الصحف والمواقع الإلكترونية، خبر تكريم خمسة من رواد الدراما الكبار، في ختام ما يُسمى "مهرجان أيام القاهرة للدراما العربية"، والذي انعقدت دورته الثانية سبتمبر الجاري بالقاهرة، ضمت قائمة المكرمين الخمسة اسمي الراحلين وحيد حامد وفيصل ندا، الأب بطرس دانيال رئيس المركز الكاثوليكي المصري للسينما، الشاعر الدكتور مدحت العدل، والمطرب الكبير علي الحجار، فكان أن سارعت بتهنئة صديقي العزيز علي الحجار برسالة على تليفونه، وبالتزامن شاركت خبر تكريمه مع عدد كبير من محبيه، وكانت المفاجأة الكبرى في رد الحجار على رسالتي، بأنه لا يعلم شيئًا عن هذا الموضوع، ولم يتواصل معه أحد بخصوص هذا التكريم!.
عُدت أراجع مصدر الخبر المنشور، فتأكدت أنه صادر بالفعل في بيان صحفي عن إدارة المهرجان، كما أن محرري الخبر في معظم الصحف والمواقع الإلكترونية من المشهود لهم مهنيًا، استشعرت مع الحجار أنه لابد من مراجعة الأمر برمته، المهرجان ورئيسه والكيان المنظم له، خاصة وأن الخبر أشار إلى أن حفل ختام المهرجان، المتضمن تكريم مبدعينا الخمسة الكبار، يُقام بدار الأوبرا المصرية، وكان أن لفت نظري، أن عددًا كبيرًا من الأصدقاء الإعلاميين المهنيين بحق ممن شاركتهم الخبر، لم يعلقوا عليه بأي حال من الأحوال، عدة اتصالات هنا وهناك، وبحث على شبكة المعلومات الدولية، جميعها بكل أسف لم تكن إلا حرثًا في الماء.
فقط رقم تليفون رئيس المهرجان عبلة الأسود، ومعلومات شحيحة متناثرة، دورة المهرجان الأولى عُقِدت العام الماضي بمعهد العالم العربي في باريس، رئيس شرف دورة هذا العام الفنانة إلهام شاهين، المهرجان يُخطط لمنح الفنانة ميرفت أمين جائزة الإنسانية، على أن تتسلمها في حفل الختام من دنيا وإيمي، في أول ظهور عام لهما بعد وفاة الوالدين سمير غانم ودلال عبد العزيز رحمة الله عليهما، وبخلاف أخبار غير مفصلة عن 22 عملًا دراميًا تنافس على جوائز المهرجان، تبحث عن اسم الكيان المنظم، أو رئيس وأعضاء لجنة تحكيم المهرجان، أو قائمة منافساته وجوائزه، أو السيرة الذاتية لرئيسه عبلة الأسود، فلا تجد أي إجابات شافية!.
شاركت الموضوع في نفس اليوم مع الصديق العزيز الإعلامي الدكتور محمد الباز، فكان أن قام بطرح الموضوع في حلقة مساء السبت من "آخر النهار" على شاشة قناة النهار، حيث أجرى مداخلة تليفونية على الهواء مباشرة مع المطرب الكبير علي الحجار، والذي أبدى من جديد استياءه من تداول اسمه فيما يتعلق بتكريم المهرجان له، في حين لم يتواصل معه أحد بخصوص هذا التكريم حتى لحظة بث مداخلته مع الدكتور محمد الباز، كما اتفق الحجار مع طرح الباز فيما يتعلق بكيانات وهمية، تُقيم مناسبات غير رسمية، جريًا وراء عوائد مالية من شركات راعية، تمثل أسماء المبدعين الكبار عوامل الجذب الأكثر إغراء لهم.
اتصلت الأسود أو من يمثلها بـ"الحجار" تدعوه بعد حلقة الباز، ولما جاء رفض "الرجل" قاطعًا، اجتهدت الأسود تُشيع أنها دعته بالفعل، وأنها كرمته في دورة العام الماضي بفرنسا في حضور زوجته وأبنائه، وهو ما نفاه الحجار جملة وتفصيلًا، مندهشًا من جرأة هذه السيدة الغامضة على الكذب، وفي حفل ختام المهرجان جاءت مفاجأة تكريم هاني شاكر في حضوره بعد اعتذار الحجار، وحنان مطاوع في حضورها بعد اعتذار ميرفت أمين هي الأخرى، ولم تكن الجوائز إلا مسلة فرعونية جافة رديئة الصنع، صارت ليلتها أضحوكة الكوميكس على وسائل التواصل الاجتماعي.. من تكون عبلة الأسود حتى يسير في ركابها كل هؤلاء النجوم؟!.. وكيف تفتح دار الأوبرا المصرية مسارحها لكل من هب ودب مقابل إيجار؟!.