قال الرئيس الأمريكي، جوزيف بايدن، اليوم، إن الولايات المتحدة "تفتتح عصرا جديدا من دبلوماسية دؤوبة" بعد انسحاب الجيش الأمريكي من أفغانستان، مؤكدا أن إدارته ستعمل من كثب مع القوى العالمية الأخرى لمواجهة التهديدات الدولية المتنامية.
وقال بايدن، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: "بدلا من مواصلة خوض حروب الماضي.. فإننا نركّز أعيننا على مستقبلنا الجماعي: إنهاء هذا الوباء، وحل أزمة المناخ، وإدارة التحولات في ديناميات القوة القوة العالمية، وتشكيل القواعد العالمية بشأن القضايا الحيوية كالتجارة والتكنولوجيا السيبرانية والناشئة، ومواجهة تهديد ا
لإرهاب بشكله الحالي"، حسب ما نقلت عنه مجلة "بوليتيكو" الأمريكية عبر موقعها الإلكتروني.
وتابع الرئيس الأمريكي، أن معالجة تلك المشكلات تتطلب انخراط الحكومات الأخرى "بشكل عميق مع بقية العالم" و"العمل سويا مع شركائنا على مستقبل مشترك"، مضيفا: "أمننا وازدهارنا وحرياتنا الأساسية مترابطة، في رأيي، كما لم تكن من قبل. ولذلك، أؤمن أن علينا العمل سويا كما لم يسبق لنا".
ورغم دعوته لمزيد من الشراكة، لفتت مجلة "بوليتيكو" إلى أن خطاب بايدن -وهو الأول له أمام الجمعية العامة وربما أبرز ظهور دولي له منذ وصوله للبيت الأبيض- يأتي في وقت لا يخفي فيه الكثيرون في المجتمع الدولي ارتيابهم من التدابير التي تتخذها واشنطن خلال الأشهر الأخيرة، ما جعل الرئيس الأمريكي يجد نفس في وضع ا
لمضطر لإعادة التأكيد على التزامه بالتحالفات العابرة للحدود "بعد سلسلة من التحركات الجدلية للسياسة الخارجية الأمريكية".
وأشارت المجلة الأمريكية إلى إحباط حلفاء واشنطن في الحرب على الإرهاب المستمرة منذ عقدين من إدارة بايدن للانسحاب "الفوضوي" من أفغانستان، فضلا عن غضب فرنسا من الاتفاق الأمني الثلاثي بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة واستراليا، والتي أدت إلى تراجع الأخيرة عن صفقة بمليارات الدولارات لشراء غواصات من
باريس.
ودافع بايدن خلال خطابه اليوم عن تحركاته الدولية على مدى الأشهر الثمانية الأخيرة منذ تولى منصبه، قائلا إنه منح الأولوية "لإعادة بناء تحالفاتنا وتنشيط شراكاتنا والإقرار بأنها أساسية ومحورية لأمن ورخاء ثابتين لأمريكا".
وبينما حذّر قادة دوليين، من بينهم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، من تدهور العلاقة بين الولايات المتحدة والصين، شدد الرئيس الأمريكي على أن بلاده "لا تبحث عن حرب باردة جديدة"، مبديا استعداد واشنطن "للعمل مع أي بلد تصعّد وتسعى إلى حل سلمي للتحديات المشتركة، حتى وإن كان بيننا خلاف حاد في مناطق أخرى".