الثلاثاء 21 مايو 2024

فى حوار نادر.. المشير طنطاوى: مصر سيدة قرارها.. ويجمعها بالسودان مصير واحد

المشير محمد حسين طنطاوي

تحقيقات21-9-2021 | 22:39

حوار: رجب البنا - أعدّه للنشر: محمود بطيخ

مصر ركيزة الاستقرار بالمنطقة.. ولو فقدت قوتها فيخلق ذلك مشاكل كثيرة في المنطقة والعالم

أفادتنا الحرب على المستوى الاستراتيجي بتأكيدها المزج بين قوى الدولة الشاملة

مع رحيل المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي الأسبق، والقائد العام للقوات المسلحة المصرية، سادت حالة من الحزن في الشارع المصري ومواقع التواصل الاجتماعي.

وفي واحد من أندر أحاديثه الصحفية، تحدث المشير طنطاوي عن الحرب والسلام والمستقبل، ونُشر الحوار في مجلة أكتوبر، بتاريخ 9 أكتوبر 1994، والذي أجراه الكاتب الصحفي الكبير رجب البنا، وإلى تفاصيل الحوار:

يقول رجب البنا "خطر ببالى أن أتوقف لأنى أخذت من وقت القائد العام أكثر مما يجب، لكن طبيعة الصحفي غلبت، وقلت: لابد أن أستغل كرم الرجل، وانتهز الفرصة، لأسأل سؤالا يشغلني وأبحث له عن إجابة، ولابد أن أعرف فكر هذا الرجل الذى يتحمل مسئولية قيادة قواتنا المسلحة".

قلت: هل تسمح لي يا سيادة المشير أن أنتقل إلى سؤال حول رؤيتكم للساحة الدولية؟ هل ترون أن المتغيرات الدولية تفرض تغيرات في استراتيجيات الدول الصغيرة على المستوى الدولي والإقليمي؟ وما هي الاستراتيجية المثلى بالنسبة لنا؟

وأجاب المشير محمد حسين طنطاوى:

في الواقع أن ما شهده العالم من متغيرات وتطورات حادة خلال الأعوام الماضية في ظل النظام الدولي الذى يتبلور حاليا، والذى يقوم على محاولة حل المشاكل الدولية والإقليمية بالأسلوب السياسي والعلمي، وإعطاء المنظمات الدولية الدور الأساسي في فرض الهيبة، فإننا نرى أن ذلك سوف ينعكس علي استراتيجيات العديد من الدول النامية، وقد يدفعها إلى إجراء تغيرات في استراتيجيتها على المستوى الدولي والإقليمي.

ومصر من منطلق مبادئها ودورها الرائد  تتبي استراتيجية ثابتة، تقوم على أسس وقواعد تهدف في مجملها إلى الاحتفاظ بقوات مسلحة قوية قادرة على الدفاع عن الوطن وحماية الأمن القومي المصري ضد جميع التهديدات، والعمل على توفير المرونة اللازمة للتعامل مع المتغيرات المستقبلية، أما على المستوى العربي فإن الاستراتيجية العسكرية المصرية تسعى إلي التعاون العسكري العرب، وبلورة مفاهيم أكثر تكاملًا للأمن والتعاون لتحقيق الأهداف والمصالح الاستراتيجية العربية، وأنا أؤكد هنا أن مصر لا يفرض عليها شيء.. ومصر سيدة قرارها، وقد أعلن ذلك مرارا السيد رئيس الجمهورية.. القيادة السياسية المصرية تضح استراتيجيتها في إطار الحفاظ على مصالح هذا الشعب العظيم الذى حملها الأمانة.

قلت: تقوم القوات المسلحة الآن بدور فعال في قوات حفظ السلام في أكثر من موقع من العالم، ما هي الفلسفة وراء هذه المشاركة؟ وما هو الهدف؟

قال المشير طنطارى:

إن مهام حفظ السلام التي تقوم بها القوات المسلحة حاليا في البوسنة والهرسك والصومال عملية حفظ سلام هي صفوة ثلاث عشرة عملية حفظ سلام في العالم، تشارك مصر في أكثرها سخونة وخطورة، إيمانا منها بضرورة المشاركة في تدعيم الشرعية الدولية، وكخط أساسي للسياسة المصرية تجاه الأمم المتحدة التي تعبر عن إرادة المجتمع الدولى.

ووراء هذه المشاركة فلسفة أؤكد على بعض نقاطها وهى:

1- المظهر المشرف والرائع للقوات المسلحة  المصرية خلال حرب أكتوبر ١٩٧٣.

2- المظهر المشرف والمتميز للقوات المسلحة المصرية في عمليات تحرير الكويت ودورها المتميز وسط باقي الدول المشتركة.

3- السمعة الطيبة على مر التاريخ التي تتمتع بها القيادة السياسية المصرية ومصداقيتها في السلام العادل في إطار الشرعية الدولية.

4- الدور السياسي المصري في الإطار العربي والإسلامي والإقليمي.

وبالتالي كانت كل هذه الأمور وغيرها مؤهلة لمصر لتكون شريكا مقبولا من كافة الأطراف ضمن قوات حفظ السلام.

بل إن مشاركة مصر في مهام حفظ السلام ليست وليدة الساعة، فقد سبق أن شاركت مصر في عدة عمليات لحفظ السلام في أفريقيا، بالإضافة إلى عمليات أخرى متمثلة في الإشراف على الانتخابات وأعمال المراقبين في كمبوديا وناميبيا.

وتهدف مصر من وراء هذه المشاركة الى دعم الشرعية الدولية، لكى يكون لنا دور فاعل المشاركة الدولية لحل النزاعات، ولكى نؤكد استمرار الدور الريادي لمصر بشعبها وقواتها المسلحة. وهذا يتوافق مع النهج الذى ميز السياسة المصرية في توفير الأمن والاستقرار ف المنطقة وفي العالم، تأكيدا لمصداقية مصر في نهجها لتحقيق السلام دائما.

وبالإضافة إلى ما سبق فإن القوات المسلحة المصرية قد حققت أهدافا أخرى، منها اكتساب الخبرات وفتح قنوات اتصال مع القوات

المسلحة للدول الأخرى المشاركة من خلال التأمين المتبادل ونقل الخبرة والتدريب والإعداد.

وفكرت أن أتوقف.. ولكنى وجدت لدى أسئلة هامة تتردد في عقول الناس، فقلت لنفسي إن واجبى أن أسأل، وأقدم كل ما يدور في الأذهان، وله أن يجيب أو لا يجيب.. لكن المشير محمد حسين طنطاوي لم يبد ضيقا بكثرة أسئلتي.

فقلت: سيادة المشير.. بعد النجاح العسكري الكبير حققت القوات المسلحة نجاحا أخر.. في ميادين أخرى.. في ميادين التشييد، والتعمير، واستصلاح الأراضي.. ما هي الحصيلة؟ ولملاذا لا تتوسع القوات المسلحة في هذا الاتجاه بحيث يكون لها نصيب محدد في خطة التنمية؟

وكانت ابتسامته هذه المرة ابتسامة من كان يتوقع السؤال، فقال لي بسرعة:

إن مشاركة القوات المسلحة في ميادين التنمية الداخلية جاء من منطلق استثمار الطاقات الزائدة على حاجة القوات المسلحة في زمن السلم، كما أنه يعد تدريبا لتلك الوحدات على أعمال تخصصية لها نفس الطابع الأدائي خلال العمليات.. فوحدات الإشارة تعمل في مجالات التليفونات، وهو نفس ما تقوم به خلال المعارك.. فضلا عن أن توافر شبكة تليفونات جديدة على مستوى الدولة سوف

يكون له أحسن الأثر خلال تأدية المهام القتالية للقوات المسلحة.. وهكذا بالنسبة للطرق.. والكباري.. كلها مشروعات استراتيجية تهدف لإعداد الجبهة الداخلية، وتساهم في خطة تنمية الدولة ورفع الاختناقات التي حدثت في تلك المجالات، كما أنها في نفس الوقت مشروعات تساعد القوات المسلحة في أداء مهامها، وهو ما نسميه أعمال تجهيز المسرح.

إن القوات المسلحة تسعى لتوفير الاكتفاء الذاتي لاحتياجاتها ومطالبها، وخاصة في مجال إعاشة الأفراد وإيواء الوحدات، وهدفنا في ذلك تخفيف العبء عن كاهل الدولة، وهذا يعتبر دورا رئيسيا للقوات المسلحة في خطط التنمية، علاوة على ذلك تشارك القوات المسلحة في تنفيذ المشروعات الاستراتيجية الى أشرت لها سابقا، وكل هذا مشروط بعدم التأثير على الكفاءة القتالية والفنية للوحدات.

قلت: أصبحت القوات المسلحة مدرسة كبيرة للشباب المصري.. نعرف اهتمامكم بمساهمتها في محو الأمية، وهى معركة توجيه حضارية ماذا حققتم فيها.. وماذا تسعون إلى تحقيقه؟

وأجاب القائد العام:

قضية الفرد هي من اول اهتماماتنا.. فهو العنصر الرئيسي خلال تأدية كافة الأنشطة، أما الآلة والمعدة.. فكلها مساعدة للفرد، ويأتي اهتمام القوات المسلحة برفع كفاءة الفرد المقاتل في مقدمة الإعداد والتخطيط لأى نشاط سواء كان تدريبيا أو قتاليا.. الفرد المتعلم ثروة.

فالمعدات والأسلحة في تطور مستمر.. وعالم اليوم هو عالم التكنولوجيا.. والعلم أساسي وضروري.. كيف أكون محترفا في أي أداء دون العلم؟ البداية يجب أن تكون «اقرأ» كما قال الله سبحانه وتعالى، من هنا تكون بداية الانطلاق والتطور والارتقاء بالمستوى الذهى..

لم يعد هناك مجال للجهلاء وغير المتعلمين.. لدينا إمكاناتنا الذاتية، وبدعم من وزارة التربية والتعليم.. أنشأنا مدارس وأقمنا فصولا دراسية داخل كافة القطاعات لمحو الأمية.. معركة لابد من اجتيازها مثل أي معركة حربية.. إصرار على تنفيذ الخطط في محو الأمية لزيادة قدرة الاستيعاب لدى المقاتل.. المقاتل المصري لديه مهارات فطرية يصقلها التعليم.. لدينا هدف كبير.. ألا يبقى في القوات المسلحة فرد مقاتل لا يعرف القراءة.. وهذا الجهد المبذول في هذا الاتجاه هو استثار لطاقات وقدرات المقاتل المصري، فالإنسان المتعلم خلف المعدة يعنى إطالة عمرها وصيانتها والاستخدام الأمثل لها وقدرة الانسان المتعلم على الاستيعاب في التدريب أعل من مثيله الأمي. إلى جانب أنها مجالات حياة أفضل والحصول على فرصة عمل مناسبة، وهذا الجهد هو لخدمة الوطن و الإنسان، وهذه إضافة لجهود الدولة.. نساهم بذلك في مجهودات قطاعات أخرى بكل ما لدينا من إمكانات.

قلت: سيادة المشير: معلوم أن القوات المسلحة هي القاعدة المتقدمة لدفع وتطوير البحث العلمي، ولكن هذا الدور لم تلقى عليه الأضواء الكافية حتى الآن، ما هو إسهام قواتنا المسلحة في هذا الميدان المستقبلي؟

وأجاب المشير محمد حسين طنطاوى: العلم والبحث العلمي هو ركيزة أساسية لتطور أي قوات مسلحة في ظل تطور سريع للأسلحة والمعدات.. كل يوم وكل ساعة تنتج ترسانات الأسلحة جديدا.. لابد من ملاحقة ذلك.. لدينا مراكز متخصصة في هذا المجال تعمل على رصد كل ما هو جديد.. وتطويره لاستخدامات القوات المسلحة، بل إضافة خصائص جديدة له تتناسب مع ظروفنا المناخية وخططنا الخاصة.. هناك توسع شامل في تلك المراكز للوقوف على أحدث التقنيات العلمية.. دخلت الحواسب الآلية في كافة الأنشطة.. تطوير مستمر في مجال التسليح والطب والانشاءات والاتصالات وكافة المجالات.. نشارك دائما بما توصلنا إليه ف المؤتمرات العلمية الداخلية والخارجية.. نفيد ونستفيد من كافة قطاعات الدولة.. نشاط القوات المسلحة هو امتداد لنشاط قطاعات الدولة الأخرى.. لدينا بنك معلومات يملك أحدث ما توصلت إليه الأبحاث العلمية في كافة مجالات الحياة.. هناك تعاون وتنسيق مستمر مع كل الجهات في هذا المجال.

ونحن نقدم نتائج عقول أبنائنا في بعض المعارض المتخصصة سواء على مستوى القوات المسلحة أو في المعارض المدنية.. وتلقى قبولا من الجهات المشاركة.. وقد رصدنا لهذا النشاط ميزانيات تفوق الأعوام السابقة.. بما يتمشى احتياجات القوات المسلحة.

قلت: سيادة المشير.. بودى أن أسأل عن نتائج زيارتك الأخيرة لأمريكا لماذا كانت الزيارة؟ وماذا حققت؟

وكنت أتوقع إجابة دبلوماسية في عبارات عامة، لكن صاحب العقلية المحددة الواضحة أجابني بمنتهى الوضوح والتحديد.

قال المشير: كان هدف الزيارة الأول تأكيد استمرار التعاون بيننا وبين الولايات المتحدة بنفس النظام الحالي والمعدلات الحالية.. والولايات المتحدة خفضت ميزانيات الدفاع فيها، وظهرت آراء هناك تقول مادامت هذه التخفيضات قد حدثت بالنسبة لهم فإن الأمر يستلزم خفض المساعدات العسكرية الخارجية، وكان هدفنا أن نتوصل إلى اتفاق يؤكد استمرار المعونات كما هي .. وتحقق ذلك.. وكان الفضل للرئيس حسنى مبارك، وللثقل الشخصي والسياسي والمكانة التي يتمتع بها دوليا وفى الولايات المتحدة. فقد لمست إلى أي مدى يحظى الرئيس مبارك بتقدير كبير من الادارة الأمريكية، ومن أعضاء الكونجرس، وكثير منهم يشعرون أنهم أصدقاء للرئيس، ولديهم اقتناع بأن مصر ركيزة الاستقرار في المنطقة، وإذا فقدت قوتها فإن ذلك يمكن أن يخلق مشاكل كثيرة في المنطقة وفى العالم.. ومن هنا كان التوجه في السياسة الأمريكية باسمرار التعاون.

كذلك بحثت في هذه الزيارة مع المسئولين هناك موضوعات التعاون في مجال التسليح.. وفى مجال البحوث.. وفى التدريب المشترك.. ولابد أن يكون واضحا أننا نفيد ونستفيد من التدريب المشترك.. ونحن نأخذ تكنولوجيا متطورة، ونستفيد من أحدث وسائل التدريب، وفى كل تدريب مشترك نحصل على معدات جديدة.. وهم يستفيدون منا لأن لدينا تجارب حرب.. ولدينا قوات لها خبرة حرب.. وقواتنا على درجة عالية من الكفاءة في التدريب.

قلت: سيادة المشير، هل تسمح لي أن أقترب من موضوع حساس، لكنه يشغل بال ملايين المصريين؟ هل يمكن أن تؤثر فينا استفزازات النظام السوداني إلى حد التصادم لا قدر الله؟

قال بكل وضوح وهو يضغط على كل كلمة: اكتب بكل وضوح.. القوات المصرية لن يأتي اليوم الذى تفكر فيه في المساس بالسودان.. والسلاح المصري لن يستخدم ضد مواطن سوداني أبدًا.. وهذه استراتيجية ثابتة أعلنها قائدنا الأعلى.

ثم استطرد:نحن مقتنعون بأن العلاقة بين الشعبين المصري والسوداني ليست علاقة جوار، وليس هدفنا حسن الجوار.. لا.. إنها علاقة حياة وتاريخ واحد.. ومصير واحد.. السودانيون في مصر يعيشون كالمصريين تمامًا.

السد العالي كان لصالح السودان ومصر، وبحيرة ناصر نصفها في مصر ونصفها الآخر في السودان. يستفيد منها السودان كما تستفيد منها مصر، ولم نفكر يوما في أن نطلب من السودان مقابل هذه الاستفادة.

ثم قال:

اكتب.. أننا لن نسمح لمن يريدون الاصطياد في الماء العكر أن يحققوا أهدافهم.. وإذا كان هناك من يحاول تغطية مشاكل داخلية في السودان بافتعال معارك وهمية مع مصر، فلن نعطيه الفرصة لحل مشاكله على حساب مصر.. وعلى حساب شعب السودان لحظة صمت قصيرة وجدت بعدها أنه مازالت لدى أسئلة كثيرة.. قلت لنفسي لماذا لا أطرحها ربما أجد لها إجابات ولو سريعة؟ وقلت أجرب فمازال المشير طنطاوي هادئا وصبورا.

سألت: سيادة المشير: يقال إن هناك نظاما جديدا للتجنيد قريبا.. هل هذا صحيح؟  

قال: لا.. لن يتغير نظام التجنيد.. التغيير هو أننا نطور في وسائل التجنيد.. أصبحت كلها متطورة وبالكمبيوتر.. وأصبحت المعاملة على أعلى مستوى من الاحترام.. وأصبح هدفنا أن يحب المجند أن يدخل القوات المسلحة.

وفى زمن السلم تكون الأعداد المطلوبة أقل ولذلك لدينا الآن فائض، نوجه جزءا كبيرا منه في الخدمة الوطنية ليكونوا منتجين.. ونعلهم الحرف التي يحتاج إليها المجتمع.. نعلمهم الزراعة.. والمهن الصناعية.. ولدينا ورش للتدريب على ذلك على مستوى راق وعالمي.

قلت: وماذا عن خفض الإنفاق العسكري في زمن السلم؟

قال: نعم.. تم الخفض في إنفاق القوات المسلحة: حجم الانفاق العسكري بالنسبة لحجم الانفاق العام أصبح منخفضا جدا.. ونحن نعتبر الآن من أقل الدول في المنطقة إنفاقا بالنسبة لموازنة الدولة، وهذا طبيعي، ولكنه لا يؤثر على الإعداد والتدريب والتسليح.. نحن نهتم بترشيد الإنفاق.. ونحقق جانبا من الاكتفاء الذاتي.. مباني الإيواء نحن نقيمها.. ملابس القوات المسلحة نحن نصنعها.. التغذية من إنتاج مزارعنا. ونجحنا في ذلك والحمد لله.. وهذا يعتبر دعما للقطاع المدني.. نحن نريد أن تكون قواتنا المسلحة منتجة في المقام الثاني.. والمقام الأول هو الإعداد العسكري.. المهمة الرئيسية الدفاع عن الأمن القومي.. ونحن نوازن بين الانفاق والعائد.. وبين العمل في السلم والاستعداد للحفاظ على السلم والاستقرار والأمن.. نحن نعرف واجبنا جيدا.. اطمئن.

وعاد الاطمئنان يملأ نفسى.. كلا رأيته أشعر بالاطمئنان.. لأسباب كثيرة.. اكتشف كل مرة سببًا منها.. أما هذه المرة فقد اكتشفت سببا مهما.. أن مصر تستحق أن تكون لها قوات مسلحة على هذا المستوى الذى وصلت إليه منذ حرب أكتوبر حتى الآن.. والقوات المسلحة تستحق أن يكون قائدها العام هو هذا الرجل.. لأنه يلخص كل الفضائل والخصائص.. مصري.. وطني.. مخلص.. كفء.. ذكى.. مثقف.. على درجة عالية من التفكير العلمي المنظم.. قيادات أفرزتها حرب أكتوبر..

وما أكثر ما يمكن أن يقال عن حرب أكتوبر: الأحداث، والرجال، لذلك يجب ألا يكون الحديث عن أكتوبر حديث مناسبات.. لابد أن يكون حديث كل يوم".