السبت 18 مايو 2024

98 عاما على ميلاد "الجورنالجي".. محمد حسنين هيكل ذاكرة مصر

محمد حسنين هيكل

تحقيقات23-9-2021 | 14:02

أماني محمد

98 عاما مرت على ميلاد واحد من رواد الصحافة في مصر والعالم العربي، "الأستاذ" الذي عاصر وسجل وأرخ لفترات هامة في تاريخ مصر، هو محمد حسنين هيكل، والذي يوصف بأنه "ذاكرة الأمة" فهو صحفي وسياسي وكاتب معاصر لكل أنظمة الحكم في مصر بدءا من أواخر عهد الملك فاروق آخر ملوك مصر حتى الرئيس عبد الفتاح السيسي.

 

ويوافق اليوم 23 سبتمبر ذكرى ميلاد هيكل، الذي رحل عن عالمنا قبل 5 أعوام، عن عمر يناهز 93 عاما في    17 فبراير 2016 بعد صراع قصير مع المرض، تاركا مسيرة من العمل الصحفي امتدت لأكثر من 60 عاما، ورحلة سياسية ورصيد من المقالات والكتب التي أضافت وكشفت الكثير من المعلومات عن الحياة السياسية في مصر.

 

محطات في حياة هيكل

ولد يوم الأحد 23 سبتمبر 1923 في قرية باسوس إحدى قرى محافظة القليوبية، وبدأ ممارسة الصحافة في سن صغير حيث كانت بداية اشتغال هيكل في الصحافة عام 1942 وكان عمره حينها في حدود 20 عاما، ثم صدر له أول كتاب "إيران فوق بركان"، بعد رحلة إلى إيران استغرقت شهراً كاملاً وذلك عام 1951.

وعرض عليه مجلس إدارة الأهرام رئاسة مجلسها ورئاسة تحريرها معاً سنة 1956 لكنه اعتذر في المرة الأولى، وقبل في المرة الثانية، وظل رئيساً لتحرير جريدة الأهرام 17 سنة، وفي تلك الفترة وصلت الأهرام إلى أن تصبح واحدة من الصحف العشرة الأولى في العالم، ففي صباح يوم الأربعاء 31 يوليو 1957 دخل هيكل صحيفة الأهرام لأول مرة، لكي يتولى إصدار عدد اليوم التالي، الخميس أول أغسطس.

وظل رئيسا لتحرير الأهرام من عام 1957 وحتى عام 1974، ظهر أول مقال له في جريدة الأهرام تحت عنوان بصراحة يوم 10 أغسطس 1957 بعنوان السر الحقيقي في مشكلة عُمان. كان آخر مقال له يوم 1 فبراير 1974 بعنوان الظلال.. والبريق.

كما أنشأ هيكل مجموعة المراكز المتخصصة للأهرام: مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ـ مركز الدراسات الصحفية مركز توثيق تاريخ مصر المعاصر، وفيما بعد رأس محمد حسنين هيكل مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم ومجلة روز اليوسف كذلك في مرحلة الستينات.

وفي 23 سبتمبر عام 2003، قرر هيكل اعتزال الكتابة المنتظمة والعمل الصحافي بعد أن أتم عامه الثمانين، وكان وقتها يكتب بانتظام في مجلة "وجهات نظر" ويشرف على تحريرها،وقدم بعدها سلسلة من الأحاديث التلفزيونية.

مناصب تولاها محمد حسنين هيكل

تم تعيين هيكل وزيراً للإعلام وهي الوزارة التي عرفت وقتها بأنها "وزارة الإرشاد القومي" عام 1970، ثم أضيفت إليه وزارة الخارجية لفترة أسبوعين في غياب وزيرها الأصلي السيد محمود رياض، ولأن الرئيس جمال عبد الناصر يعرف مدى تمسك هيكل بعمله الصحفي نص قرار تعيينه وزيرا على استمراره في عمله الصحفى كرئيس لتحرير الأهرام.

وبوصفه وزيراً للإعلام، عين هيكل الدكتور عبد الوهاب المسيري مستشاراً له، وفي ديسمبر التقى هيكل مع أديب فرنسا الكبير والقمة الشامخة في عالم الفكر والفن فيها أندريه مالرو André Malraux.

وفي عام 1974 أصدر الرئيس السادات قراراً نشر في كل الصحف صباح يوم السبت 2 فبراير بأن ينتقل هيكل من صحيفة الأهرام إلى قصر عابدين مستشارا لرئيس الجمهورية، واعتذر هيكل، ثم خرج من جريدة الأهرام لآخر مرة يوم السبت 2 فبراير مجيباً على سؤال لوكالات الأنباء العالمية: "إن الرئيس يملك أن يقرر إخراجي من الأهرام، وأما أين أذهب بعد ذلك فقراري وحدي. وقراري هو أن أتفرغ لكتابة كتبي... وفقط"!.

ولقد لخص هيكل موقفه في تصريح نشرته صحيفة الصنداي تايمز في عددها الصادر يوم السبت 9 فبراير قائلاً: "إنني استعملت حقي في التعبير عن رأيي، ثم أن الرئيس السادات استعمل سلطته. وسلطة الرئيس قد تخول له أن يقول لي اترك الأهرام. ولكن هذه السلطة لا تخول له أن يحدد أين اذهب بعد ذلك. القرار الأول يملكه وحده.. والقرار الثاني أملكه وحدي!".

كتب محمد حسنين هيكل

كان هيكل صديقا مقربا للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حيث استطاع ملازمة عبد الناصر بدءا من عام 1952 وكان يجري حوارا دائما معه، حيث قال هيكل عن تلك الفترة كان عبد الناصر "يتصل بى مرتين، الأولى قبل نومه، والثانية عندما يستيقظ"، وقد صدر في عام 1953 للرئيس جمال عبد الناصر: فلسفة الثورة (كتاب)، الذي قام هيكل بتحريره.

في فترة الستينيات أصدر هيكل مجموعة من الكتب الهامة في تاريخه من بينها ما الذي جرى في سوريا، وكتاب يا صاحب الجلالة، و وصدر عن مؤسسة الأهرام كتاب: (محاضر محادثات الوحدة: مارس - أبريل 1963) - تقديم هيكل، وفي 1966 صدر له كتاب خبايا السويس، كما أصدر في عام 1967 صدر له كتاب الاستعمار لعبته الملك، وفي 1968 صدر له كتاب نحن... وأمريكا، أما في عام 1983 أصدر كتابه عن الرئيس الراحل أنور السادات وهو خريف الغضب - قصة بداية ونهاية عصر أنور السادات.

وفي عام 1984 صدر له كتابان عند مفترق الطرق - حرب أكتوبر.. ماذا حدث فيها... وماذا حدث بعدها !، وكتاب بين الصحافة والسياسة - قصة ووثائق معركة غريبة في الحرب الخفية !.

وقدم هيكل الكثير من الأحاديث التلفزيونية، للحديث عن تجربته وحياته الصحفية والسياسية وتحليل المشهد في مصر والعالم العربي كان آخرها سلسلة حلقات مصر أين ومصر إلى أين، والتي كانت تقدمها الإعلامية لميس الحديدي على قناة سي بي سي.

وقد أسس هيكل مؤسسة تحمل اسمه وهي مؤسسة محمد حسنين هيكل للصحافة العربية والتي تقدم جوائز هيكل للصحافة، وجائزة هيكل هي جائزة سنوية تقام في 23 سبتمبر من كل عام بالتزامن مع ذكرى ميلاد هيكل، كل جائزة عبارة عن ميدالية تذكارية ومبلغ مائتين وخمسون ألف جنيه مصري تمنح الجائزتان سنويا في احتفال بسيط.