شرع الله -تعالى- العديد من الشرائع والأحكام لحفظ مصلحة العباد في الدنيا والآخرة، وحفظ المصالح الخمسة المتعلقة بالدين والنفس والعقل والعِرض والمال، فقد حرص الإسلام في تشريعاته وأحكامه على صحة الإنسان، ونهي عن تناول الاطعمة التي تضر بالأنسان والتي حرمها الله عز وجل، قال تعالى: "وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيهِمُ الخَبائِثَ"، ومن الأطعمة الخبيثة التي حرّمها الإسلام أكل لحم الخنزير.
سبب تحريم أكل لحم الخنزير
السبب الرئيسي في تحريم لحم الخنزير أنه أمر إلهي، والله -تعالى- حرّم كلّ خبيث على الإنسان، وأحلّ له الطيبات، فيجب التسليم والخضوع لأمر الله تعالى.
يعد الخنزير سبعاً من السباع، وثبت عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:
"كل ذى ناب من السباع فأكله حرام" وهذا دليل كافٍ على تحريم أكل لحم الخنزير، والخنزير كائن يوجد فيه السبعية فيأكل اللحم، والبهيمة، ويأكل العشب والحشائش.
حرّم الله -تعالى- الخنزير لأنّه حيوان قذر ويأكل الطعام القذر، وينقل إلى من يأكله القذر والضرر، فقد حرم الله -تعالى- لحم الخنزير لأنّه حيوان نجس، فقد قال الله عز وجل: "قُل لاَ أَجِدُ فِيمَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِل لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" والرجس يعني: النجس، وهو ضار لجسم الإنسان.
حرم الله -تعالى- لحم الخنزير، لأنّه من الخبائث التي تستقذرها النفس البشرية السوية المستقيمة على الفطرة الصحيحة.
الحكمه من خلق الله عز وجل الخنزير وهو محرم
يخلقُ الله -عز وجل- ما يشاء ولا بُدّ من حكمةٍ يخلق الله -تعالى- المخلوق لأجلها، ومن ذلك خلقُ الخنزير، وقد قيل إنّ الحكمة من خلق الخنزير هي مهمته في تنظيف القاذورات، وقيل أيضاً إنّه شاهد على عقاب الله لبعض الأمم التي مسخهم إلى قردة وخنازير، والله يخلق ما يشاء وهو وحده يعلمُ الحكمةَ من ذلك.